كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: «الاحترام للجميع»

كرم جبر

السبت، 20 يناير 2018 - 11:43 م

 

النموذج الذى يليق بمصر فى الانتخابات الرئاسية هو «الاحترام للجميع».. فلا مجال للشماتة والتنابز والتجريح، أو استخدام أى وسيلة تسيء لأى مرشح، وأن تشدد لجنة الانتخابات الرئاسية فى فرض ضوابط مشددة، وأن تُفعِّل الهيئات الإعلامية آلياتها القانونية، وأن تتوافر أعلى درجات الحيدة والشفافية والنزاهة من كل القائمين على العملية الانتخابية.
منصب الرئيس فى مصر - أياً كان اسمه - يوجب الاحترام، لما يتمتع به من سلطات كبيرة، والاحترام يُعلى شأن البلاد، ويعظم صورتها فى الداخل والخارج، فليس من الحرية والديمقراطية، أن تنشط آلة الظلام والتشويه، والاحترام لا ينصب على اسم بعينه، وإنما على المنصب الرفيع والمهام الجسام، وكلها تقتضى أن يكون النقد محفوفاً بالنزاهة والنظافة، توقيراً لوطن كبير ودولة عريقة.
آن الأوان أن نحطم موروثات محاكم التفتيش، وأن نحتكم إلى الثوابت الوطنية، لأن السنوات السابقة أربكت المفاهيم، بسبب تقلبات المواقف من أقصى اليمين لأقصى اليسار، فكان المتحولون أكثر من الثابتين على مواقفهم، وتاهت معالم الاتجاهات السياسية.
كُتب لمصر النجاة، لأنها رغم المحن، حافظت على ثوابتها الراسخة، وأهمها عدم السماح بتقويض العمود الرئيسى للدولة المصرية، وقاد الجيش المصرى العظيم عملية إعادة تثبيت أركان الدولة المنهارة، ولم يكن صدفة أو ثورية أن يرفعوا شعار يسقط حكم العسكر، فكان أهل الشر يدركون تماماً أن بقاء الجيش معناه بقاء مصر واستمرارها.. ورسخ الجيش قاعدة احترامه للشعب، واحترام الشعب له، فى أحلك الفترات على مر التاريخ.
احترام الثوابت الوطنية هو النموذج الخلاق الذى يمكن أن نلتف حوله فى الانتخابات الرئاسية، فهى ليست صراعاً ولا نزاعاً على كرسى الرئاسة، وإنما منافسة حرة تعكس إرادة الناخبين فى اختيار من يحكمهم، ولن يتحقق ذلك إلا إذا شهدت الانتخابات إقبالاً كبيراً، فالسؤال المطروح ليس فقط «من تختار»؟، وإنما هل توافق على استمرار خطة بناء الدولة الحديثة؟.. وهل تستمر الدولة فى مشروعاتها الكبرى التى تنشق عنها الأرض كل يوم؟.
الخروج العظيم يوم الانتخابات، عنوانه أمام العالم «المصريون قادمون»، ويشيدون معالم تجربة ديمقراطية وطنية، تختلف عن ربيع أمريكا، الذى زلزل دولاً وحطم جيوشاً وأذل شعوباً، بزعم أن ديمقراطيتهم هى النموذج الذى تحلم به شعوب المنطقة، فتحول إلى كوابيس مزعجة، ممتلئة بمشاهد النار والقتل والدماء.. ولم يحدث أن خرجت دولة من ثورتين كبيرتين، ثم استطاعت أن تبنى مؤسساتها، وتفتح الطريق أمام تجربة ديمقراطية وانتخابات رئاسية.
الخروج العظيم يوم الانتخابات هو الوسيلة الحاسمة لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، بأن هذا الوطن لن يجعل مستقبله موضوعاً للمراهنات، ولن يستسلم أبداً لزيف وخداع اللوبى الناعم الذى يبرر العمليات الإرهابية بالفقر وحقوق الإنسان، ففاتورة العمليات الإرهابية سبب رئيسى فى المعاناة، والسيارات المفخخة التى تقتل الأبرياء يكفى ثمنها رفع مستوى معيشة عشرات الأسر.. ارحلوا عن وطننا، فالمصريون يزرعون الخير والحب والسلام، وأنتم صناع الموت والخراب والدمار.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة