صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ضحية «مقص» الرذيلة

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 22 يناير 2018 - 06:47 م

جريمة تقشعر لها الأبدان، ويتبرأ منها الشيطان، وتنعاها الفضيلة، ويتفتت لها الصخر، راحت ضحيتها فتاة قنوعة، ومطيعة.
انطلق صوت المؤذن يدوي في حنو تبعثه ميكروفونات المساجد، معلنًا عن فجر يوم جديد، جلست الفتاة على حافة السرير، تضع يدها على فمها، وبتثاؤب تتمتم كلمات الدعاء.

وبخطوات بطيئة أخذت تتمطع رافعة يدها إلى أعلى في محاولة لاستعادة نشاطها، وتوجهت إلى غرفة أمها لتوقظها كعادتها، وما إن اقتربت من باب الغرفة اخترق سمعها كلمات همس، وبفضول شديد يشوبه شك وريبة حاولت التنصت لمعرفة ما إذا كان هناك أحد مع الأم بالغرفة، وبطريقة لا إرادية دفعت باب الغرفة، ووقعت المفاجأة على رأس الفتاة كالصاعقة، حيث اختلجت أنفاسها، وعقدت الدهشة لسانها، عندما شاهدت الأم تجلس أمام اللاب توب مجردة من ملابسها، وتتحدث مع أحد الأشخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
سالت دموع الفتاة على وجنتيها تعبر عن اللوعة والحسرة، وبنظرات حزينة ومنكسرة عادت إلى غرفتها، ولاحقتها الأم التي اعترفت ببجاحة مفرطة عن خيانتها، معللة ذلك بغياب الأب عنها وسفره لإحدى الدول العربية، وعدم اهتمامه بها، كما أنها اكتشفت أيضًا خيانته لها، فقررت أن تعامله بالمثل، وطلبت منه الطلاق أكثر من مرة لكنه كان يرفض، ويريد إذلالها.
 لم تقتنع الفتاة التي لم تبال بما تقوله الأم، ورفضت التحدث معها، وقاطعتها لعدة أيام؛ لكن الأم لم تكتف بذلك بل سارت وراء نزواتها وشهواتها الحيوانية، وفي أحد الأيام استدعت العشيق إلى الشقة في عدم وجود ابنتها التي حضرت بالصدفة البحتة، ولم تكن تعلم بأنها ستكون ضحية رذيلة أمها التي تجردت من كل مشاعر الأمومة.
وقعت عينا الفتاة على أمها وعشيقها في وضع مخل داخل غرفة نومها، فانطلقت من بين فم الفتاة صرخات اليائس المصروع، تضرب صدرها، وتلطم وجهها مذهولة من هول المشهد المقزز للنفس، نسيت الأم نفسها، ولبست عباءة إبليس بينما هرول العشيق بارتداء ملابسه وفر هاربًا، فما كان من الأم وأثناء هرولتها وراء الابنة وبعد أن وقعت عيناها على المقص الموضوع فوق المنضدة، فأمسكت به في محاولة لتهديدها، وإسكاتها، خشية الفضيحة، مما أثار حفيظة الابنة التي علت صرخاتها وانتابتها حالة هستيرية، فقدت على إثرها الأم وعيها وقامت بطعنها عدة طعنات، وسقطت على الأرض غارقة في بركة من الدماء.

وأمام المستشار شريف صبحي مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، اعترفت الأم بجريمتها، وأنها أرادت أن تعامل زوجها بالمثل بعدما اكتشفت خيانته لها أكثر من مرة أثناء إجازته الثانوية بعد عودته من السفر، وطلبت منه الطلاق لكنه دائما ما كان يرفض، ولم تكن تعلم بأن ابنتها ستدفع الثمن.

قرر وكيل النائب حبس الأم وعشيقها 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرح بدفن جثة الابنة الضحية بعد العرض على الطب الشرعي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة