جاكوب زوما
جاكوب زوما


«الفساد»..كلمة السر في أزمة رئيس جنوب إفريقيا

ناريمان فوزي

الإثنين، 22 يناير 2018 - 08:24 م

يواجه رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، العديد من الاتهامات أساسها «الفساد»، واتهامات وصفها معارضوه بالفضائح التي لطخت سمعة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، أدت إلى انتفاضة رافضة لوجود الرئيس بداية من الأوساط السياسية وصولا إلى الشعب.

ورفض الشعب في جنوب إفريقيا الرئيس جاكوب زوما كما أن انحدار شعبيته بصفة عامة وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث إن هناك اثنين من كل ثلاثة لا يثقون بالرئيس، وما يقرب من النصف أصبحوا ينظرون إليه ومن حوله على أنهم «فاسدون» ومفتقدين للأمانة.

وصلت حالة الرفض إلى خروج أعداد كبيرة من الجموع الغاضبة في مظاهرات الأربعاء الماضي رفضا لاستمرار الرئيس في منصبه في مختلف أنحاء جنوب إفريقيا، مما دفع الحزب الحاكم إلى التعهد بمواصلة العمل بحزم لإصلاح صورة الحزب التي ساءت نتيجة تهم الفساد الموجهة للرئيس.

783 تهمة فساد مالي.. وفضائح «أخلاقية»

يواجه زوما «75 عاما» تلك الاتهامات بثبات، ولا عجب في ذلك فتلك ليست المرة الأولى التي تندلع بها أزمة سياسية في جنوب إفريقيا بسبب رئيسها.

تولى الرئيس «المثير للجدل» منصبه في عام 2009 بعد فوزه بالانتخابات العامة، واجه العديد من الاتهامات الأخلاقية كانت أبرزها إدانته باغتصاب فتاة في 2005 لكن تمت تبرأته من تلك التهمة.

كما لم تخلو قائمة اتهامات الرئيس من الفساد المالي، حيث واجه اتهاما بالرشوة حين كان نائبا للرئيس بقيمة 4.2 مليارات يورو، لعقد تسلح وقعته جنوب أفريقيا في 1999 مع عدد من الشركات الفرنسية، ووصلت الاتهامات الموجهة لزوما 783 تهمة ضده تتعلق بالفساد والتهرب الضريبي واختلاس أموال.

كذلك اتهم زوما باستخدام أموال دافعي الضرائب في تحديث منزل، كما أقدم على تغيير وزير المالية لثلاث مرات في أسبوع واحد فقط مما تسبب في تراجع شديد لقيمة العملة المحلية أمام الدولار.

إقالة وزير المالية نهالاهلا نيني كانت هي الأخرى من أبرز الأسباب التي أدت إلى انحدار شعبية زوما لدى الأوساط الاقتصادية، فالوزير الأسبق كان يحظى بتأييد كبير وشعبية لا بأس بها وثقة لدى المستثمرين بفضل سياساته المالية المنضبطة إضافة لكونه صوتا داعيا إلى ترشيد الإنفاق المالي مما وضعه في مواجهة مع حكومة وقيادة مبذرة.

هل ستدفعه تلك الاتهامات إلى الاستقالة؟

أصبح الجميع الآن يضع العديد من علامات الاستفهام حول ما سيتم مع الرئيس زوما، هل سيتم الإطاحة به أم ستمر الأزمة مرور الكرام كسابقيها؟

في هذا الصدد، صرح السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، بأن تلك الأزمة ليست الأولى في تاريخ رئيس جنوب إفريقيا، مما ساهم في سقوط شعبيته.

وتابع السفير الشويمي بأن تلك الأزمة ربما تدفع الرئيس إلى تقديم استقالته، أو سيقوم الحزب الحاكم «وهو الأغلبية بالبرلمان» إلى التخلي عنه وإجباره على التنحي حفاظا على سمعة الحزب وشعبيته لدي المواطنين.

هل ستشفع إنجازات «زوما» له أمام الشعب؟

من جهة أخرى، وبالرغم من حالة الرفض والغضب الشعبي واسعة النطاق التي يواجهها رئيس جنوب إفريقيا، إلا أن بعض المحللين أرادوا تسليط الضوء على بعض إنجازاته كتحسين الرعاية الاجتماعية والأمن الغذائي والخدمات الصحية والتعليم والبنية التحتية، إضافة إلى نجاح حكومته في إدارة الاقتصاد وخفض الجريمة والفساد.

لكن الأجواء بصفة عامة لا تبشر بالخير، كما أن تلك الانجازات لا يراها المواطن الجنوب إفريقي، نظرا لزيادة معدل الفساد والفضائح التي أضرت بسمعة البلاد وبدأت في التأثير بالسلب على الاقتصاد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة