الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي


المجد للشهداء وليخسأ إخوان الشيطان 

محمد البهنساوي يكتب: ما أغلي دموعكم.. ما أعظم تضحياتهم !!

محمد سعد

الأربعاء، 24 يناير 2018 - 10:31 م

دموع تنهمر .. تهز الوجدان .. كلمات تنطلق .. ترسخ الإيمان بالأوطان .. تصفيق حاد يهز الأركان .. إبتسامات تعلو متسللة من بين الدموع التي تبلل الأجفان.

هذه اللوحة التي نعيشها مع كل لحظة تكريم .. لأحياء فقدوا الأحباء .. وذكرى أرواح أبطال نحسها ترفرف في جنة المولى العدنان .. لتؤكد وتكشف وتعلن أن مصر كانت ولازالت وستظل أعز وأغلى وأشرف الأوطان .. وأن ابنائها المخلصين سيظلوا هم الشجعان رغم كل خسيس وحاقد وجبان..

اليوم كنا على موعد مع لوحة وطنية رائعة .. في احتفالات مصر بعيد الشرطة .. وقف الرئيس كعادته يكرم أسر شهداء الشرطة الذين قدموا أرواحهم ثمنا قليلا لحرية مصر ودفاعا عن أمن المصريين .. وجاءت لحظة التكريم تختلط فيها مشاعر الفرح والفخر .. والحزن بلاشك .. حزن من المكرمين على فقد ذويهم .. لكن الحزن على الفراق لم يمنع أبدا معدن المصريين وعقيدتهم أن تظهر وتتجلى للجميع .. فرغم ألم الفراق .. لكن الإيمان بالله وثقة بوعده بالجنة للشهداء أولا وبمصر وطننا المفدى ثانيا .. يقهر الحزن والألم .. وتتبدل المواقف وسط لهيب كلمات تخرج كالرصاص .. من رحم مشاعر عزة وفخر .. فالحزن يتحول إلى وعد ووعيد من أسر الشهداء بالانتقام لذويهم الأبرار .. والقسم بأغلظ الأيمان وأقوى الكلمات والعبارات أنهم لن يهنأ لهم بال أو يغمض لهم جفن إلا بعد الثأر..

لا خلاف في تلك المشاعر والمواقف لا يختلف عليها شيخ أو طفل .. رجل أو إمرأة .. مسلم أو مسيحي .. ففي الوقت الذي وقف الطفل الصغير يزلزل القاعة بوعده لمصر ورئيسها وشعبها أنه سيأخذ حق والده .. يعقبه أب مكلوم لفقدان ابنه البطل في الواحات .. لكنه يؤكد إنه لو لديه 10 أبناء سيقدمهم فداء لتراب مصر الغالي النفيس .. يتوسطهم شاب يافع يعلن بفخر أن سيناء أرض الأبطال .. ووالده واحد منهم .. ويبتسم نفس إبتسامة والده الشهيد الذي رأها تعلو وجهه وهو ملفوف بعلم مصر .. سعيدا بنيله الشهادة من أجل وطنه .. متعجلا الجنة وعد ربه ..
 إنها مصر وهاهم أبناءها ورجالها وأطفالها ونساءها وشيوخها
وبين كل تلك المشاعر .. وفي كل مرة يكرم فيها الشهداء .. تشعر بالرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يحاول فعل أي شيئ لأبناء وأسر الشهداء .. يشعر بالطبع بمصابهم مهما حاول مغالبة دموعه .. لكنه مثلنا جميعا يشعر بالفخر بمواقف هؤلاء المكلومين وعزيمتهم وحبهم لوطنهم .. فتراه يحتضن بأبوة صادقة لا تخطئها عين أو قلب طفلة تبكي فراق والدها .. ويسارع بمسح دموعها .. ومداعبته لطفل شهيد أو الشد على يد والد أو ام أو زوجة فقدوا أغلى الناس .. ما يفعله الرئيس كان سيفعله كل مصري صادق في وطنيته مخلص في عقيدته .. يعرف قدر بلده..

أعتقد أن اللوحة الوطنية التي شاهدناها اليوم في احتفالات عيد الشرطة وقبلها في احتفالات عديدة لقواتنا المسلحة يؤكد حقيقة واقعة لا شك فيها أن بلد مثل مصر .. وشعب مخلص وفي مثل هؤلاء ..سيظل عصي على التفكك .. صامد في وجه كل معتد غاشم .. لن ينكسر أبدا .. ولن تنكس رايته ..
 
أمام تلك اللوحة المضيئة التي تجمع المخلصين الشجعان من أبناء هذا الوطن نجد بقعة ظلماء صماء .. إطارها الخسة والخيانة .. ومدادها حبر أحمر بلون الدم .. بلا عقيدة سوى الكذب والتضليل والقتل والدمار .. صانعوها من إخوان الشر من باعوا أنفسهم للشيطان وأعوانه .. هل لمثل هؤلاء دين يردعهم أو وطن يمنعهم عن غيهم .. وضلالهم .. بالطبع لا .. لذا فهم يتفننون في تخريب وتدمير وطننا .. يتفاخرون بعدد ضحايا إجرامهم .. يتلذذون بأوجاعنا .. يحلمون باليوم الذي يتراقصون فيه على أنقاض مصرنا وغاب عنهم أنه مع هذا الشعب بشهدائه وأبطاله لن يأتي هذا اليوم أبدأ.

هذا الشعب المتدين الذي لفظ حكم المتأسلمين .. الذكي الواعي الذي كشف في أقل من عام غي الكاذبين وثار على حكمهم ونفاقهم وتربصهم أجمعين .. وفِي الوقت الذي اعتقد المتربصون بوطننا انه ينهار وأنه أصبح بيد من لايؤمنون بحرمة وقدسية الأوطان .. في أيام قلائل استرد الشعب وطنه وسط حماية من جيشه وشرطته .. ومن يومها وشوكة وطننا تزداد منعة وقوة .. ويزداد المتربصون به فشلا لمخططاتهم وتربصهم .. ورغم هذا الفشل المستمر الا انهم لم يدركوا أن شعبا هذه عقيدته وهؤلاء أبطاله وأبنائه لن ينهزم ولن ينكسر 
ولنظل نفخر دائما ونحن نردد "المجد للشهداء وليخسأ اخوان الشيطان" !!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة