الشهيد وطفلاه
الشهيد وطفلاه


العقيد «تامر حسين».. حكاية شهيد كتب عبر صفحته «يا بلدى دمى فداكي مليون مرة»

هيثم سلامة

الخميس، 25 يناير 2018 - 01:48 ص

نجله : مسيرته ممزوجة بالبطولة والتضحية

 أبـطـال وهـبـوا حياتهم مـن أجــل الأمـل والتفاؤل لأنهم ابناء شعب عريق وأصيل جذوره ضاربة فى أعماق التاريخ تمسكوا بالدفاع عن كل شبر فى حربهم ضد قوى العنف والقتل والإرهـــاب الذين يحاولون انتهاك الحقوق.


 تسقط دماؤهم شامخة غزيرة فداء لحفظ الأمن وتوفير الطمأنينة للمواطنين ووفاء لزملائهم الذين سبقوهم فـى هــذا الـــدرب فتحية لكل روح شهيد سقطت على الأرض الـطـاهـرة مـن أجل اجـتـثـاث جـــذور الارهــــاب مـن بـين هـؤلاء الذين ارتوت الارض بدمائهم الشهيد عقيد شرطة "تامر العشماوى" ابن المنصورة والذى استشهد بمدينة العريش فى يناير من العام قبل الماضى على يد زمـرة من المفسدين فى الارض.


تقول سماح عبدالقادر زوجة الشهيد الـبـطـل المـلـقـب بـقـاهـر الإرهـــاب العقيد تامر تحسين أحمد زكى العشماوى رفيق حيات استشهد فى ١٦ يناير عام 2016 عقب قيام مجموعة من الارهابيين بإطلاق الاعيرة النارية عليه برفقة زملائه السبعة أثناء تواجدهم داخل أحد الكمائن بمـيـدان الـعـتـلاوى المـجـاور لقسم شرطة ثالث العريش وكـان قبل استشهاده بربع ساعة قد اتصل بها للاطمئنان على الاولاد وبعدها حاولت الاتصال به أكثر من مر ولكن تليفونه كان مغلقا وتضيف ساعتها انقبض قلبى مرة واحـدة ولكن الأمـل كان ّ وظـلـت على هذا يـحـدونـى أن يــرد عـلـي الوضع حتى الخامسة فجرا حتى فوجئت بالاهل يخبرونى بأن تامر استشهد خلال إحـــدى العمليات الإرهـابـيـة واسـتـطـردت الحديث ودموعها تنساب من عينيها.


كان زوجى يعمل بمباحث الأموال العامة بجانب مشاركته فى العديد من الكمائن الثابتة والمتحركة شديد الحرص على اداء عمله بكل دقة مخفيا لجميع أســراره لا يفصح عن أى شيء يعتبرها مهام وطنية لا يجوز افــشــاؤهــا.


وعـقـب استشهاده واثناء تشييع جثمانه إلى جنات الخلد اخبرنى أحد زملائه أن العقيد تامر كان له السبق فى الاستماتة والتضحية الشريفة من أجل دحر الإرهاب واقتلاع مــن جــــذوره حـيـث كـــان معنيا فى احد الكمائن المتحركة بشمال سيناء قام بمطاردة خلية مكونة من ٥ تكفيريين شـديـدى الخـطـورة وطـاردهـم حتى تمكن من قتلهم جميعا عقب مطاردة استمرت لأكثر من ساعة لذا اطلقوا عليه «صائد الإرهابيين» بجانب أن زوجها كان يمتلك إحـسـاس الـشـهـادة ودائــمــا مـا كــان يقول أنا هموت شهيد وكـان حريصا على دفن زملائه الشهداء والـوقـوف مع ذويهم من دون علمنا ثم يعاود إلى عمله مرة أخري.


وأضافت زوجـة الشهيد أنه تلقى العديد مــن الـرسـائـل المفعمة بـالـتـهـديـدات فى عمله ودائما ما كانت تلك الرسائل تزيده إصــــرارا وعـزيمـة على مـواصـلـة مشواره الممتزج بالبطولات والتضحيات من أجل الوطن وكتب عبر صفحته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى قبل وفاته «لو عشت تانى يـا بلدى فـداكـى مليون مـرة دمـي.. ومتزعليش يا أمى مكانك فى الجنة جنبى إن شـــاء االله آخـــد بــايــدك لـيـهـا» وقـالـت الحمد الله على كل شيء الكل يهون من أجلبلدى ووجهت الشكر لوزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار لوقوفه بجانب جميع أسر الشهداء وخاصة إدارة العلاقات الانسانية بقيادة اللواء خالد حمدى مساعد الوزير للعلاقات والاعـلام.
وأشـار سيف االله نجل الشهيد البطل ١٣ عاما ان التضحية التى قدمهاوالده تجعله يسير ويتعامل بين زملائه بفخر وكأنه بطل وكل شيء لا يعوض حزن الفراق على والدى الذى كان دائما ما يتعامل معنا جميعا كأننا أخوته وليس أولاده ونحن فخورون بوالدنا البطل واعد والـدى بأننى سأتفوق فـى دراسـتـى حتى ألتحق بكلية الشرطة لأواصل مسيرته الممزوجة بالبطولة والتضحية من أجلك يا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة