راوية صانعة الفخار بالقرية
راوية صانعة الفخار بالقرية


قرية مصرية يحترف أبنائها صناعة الخزف ترفع شعار «نرفض البطالة».. «صور»

محمود عمر

الجمعة، 26 يناير 2018 - 01:15 م

هي قرية يمكن أن نطلق عليها «الأقل بطالة في مصر»، وذلك لأن معظم أبنائها يحترفون صناعة الخزف والفخار، بالإضافة إلى مهن أخرى، إنها قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم.

 

ينتشر في تلك القرية أكثر من 13 ورشة لتعليم حرفة الخزف والفخار، التي يتقنها معظم المقيمين بها، كما أنها تعتبر مزارًا سياحيًا تقصده الوفود العربية والأجنبية، ويقام فيها مهرجان سنوي تشتهر به في نهاية شهر ديسمبر من كل عام، إلا أنها تحتاج إلى عناية المسئولين حتى يتم استغلالها بأي صورة ممكنة، حيث تعاني القرية من مشاكل بالصرف الصحي فضلا عن قلة مياه الشرب.

 

تقول راوية عبد القادر، 40 عامًا، «صاحبة ورشة فخار وخزف»، أنها بدأت العمل في مجال الخزف والفخار منذ الصغر في مدرسة «إيفلين بوريه» السويسرية الجنسية التي قصدت القرية منذ نحو 50 عامًا، وأقامت مدرسة لتعليم فن صناعة الفخار والخزف.

 

وأضافت أنها أقامت ورشة مماثلة لما تقوم به «إيفلين» لصناعة الخزف، وتعرض منتجاتها في معارض المحافظات المختلفة وتلقى رواجًا كبيرًا، إلا أنه عقب ثورة 25 يناير، وما حدث للسياحة من ضعف الإقبال بدأت تلوح في الأفق مشكلة التسويق.

 

أكدت «راوية» أنها مشكلة مؤقتة وتزول مع الوقت وتعود السياحة إلى سابق عهدها، مطالبة مسئولي المحافظة بالنظر إلى القرية وتوفير الصرف الصحي بها ورصف طرقها فهي سياحية ويقصدها السياح من مختلف الجنسيات، قائلة: «إنه من غير المعقول أن تكون تونس بهذه الروعة والجمال ولا يوجد بها صرف صحي» على الرغم من تواجد مطعم سويسري بها والعديد من المنتجعات السياحية المختلفة .

 

وأشارت «راوية» إلى أن ورشتها يعمل بها نحو 15 شابًا وفتاة، قامت بتعليمهم فن صناعة الفخار والخزف فضلا عن تواجد 13 ورشة لتصنيع هذه الحرفة بالقرية ويعمل بها عشرات الشباب والفتيات.

 

تابعت أنهم دائما ينتظرون مهرجان الخزف والفخار الذي تقيمه المحافظة كل عام، وتأتيه الوفود من دول عديدة وفنانون حتى يبيعوا منتجاتهم، مشيرة إلى أن القرية بها العديد من الجنسيات المختلفة التي فضلت الإقامة بها وعدد من الفنانين على رأسهم الفنان التشكيلي محمد عبلة الذي أقام معرضا للوحاته هناك.

 

من جانبها، توضح «إيفلين بوريه» 75 عامًا، استوطنت قرية تونس في بداية الستينات بصحبة زوجي، وقتها الشاعر الغنائي سيد حجاب، جئت وشاهدت بعيني المعاناة الشديدة في الحصول على مياه الشرب وعدم وجود الكهرباء بالقرية وكان وقتها عدد المنازل ضئيل، وعشت وتعايشت مع أهل القرية أحببت فيهم بساطتهم وعدم تكلفهم وطيبة قلبهم، عشت معهم على «لمبة الجاز» قبل أن تدخل الكهرباء، وأحببت المكان بدرجة كبيرة لما يحويه من مشاهد خلابة ومساحات خضراء شاسعة.

 

«قررت أن أكمل باقي عمري هنا، وبطبيعة الحال ولكوني خريجة فنون تطبيقية، فأنا أعشق العمل في صناعة الخزف والفخار، قررت أن أقيم ورشة بالقرية في منزلي وهو مساحته كبيرة وتتعدى 5 أفدنة، وبالفعل أقمت ورشة لصناعة الفخار، وبدأت استقطب أهالي القرية من الجنسين، وتمكنت من تعليم معظمهم هذه المهنة حتى أتقنوها أكثر من إتقانهم للغتهم العربية» حسب وصفها.

 

تابعت «إيفلين» وجدت نفسي أنتج كميات كبيرة من الخزف والفخار، وقررت أن أقيم معارض في أماكن غير مصر، وأقمت في بعض الدول كالنمسا وفرنسا، وبدأت القرية يذيع صيتها بعد أن استقدمت العديد من أصدقائي من دول كثيرة، وعلمت الكثير من أبناء القرية الذين يقيمون حاليًا ورش لمنافستي، وأنا سعيدة بهم لكونهم أتقنوا الحرفة، وتعلموها جيدًا وعلموها لغيرهم وتحولت القرية كلها لإتقان هذه الصناعة، حتى أنه لا يكاد يخلو منزل من أحد محترفي هذه المهنة، وتحولت القرية إلى شكل مغاير لما كانت عليه، حتى تم إقامة مهرجان للخزف والفخار تأتى إليه وفود من كافة دول العالم.

 

أما أحمد محمد 36 عامًا يعمل في مجال الفخار بالقرية، يؤكد أنه يمتهن هذه المهنة منذ أكثر من 12 عامًا، وتعلمها على يد السويسرية «إيفلين»، مثل باقي شباب وفتيات القرية الذين يدينون لهذه السيدة بتعليمهم هذه المهنة التي أصبحت شاغلهم الشاغل، مطالبا بضرورة أن تساعدهم المحافظة في إقامة معارض لحرفتهم التي يشتهرون بها حتى يتمكنوا من ترويج بضاعتهم التي تبهر الوفود العربية والأجنبية لتصميمها المميز.

 

وأضاف أن غالبية أبناء القرية يعملون في هذه الحرفة، مشيرًا إلى أن المشاكل التي تواجههم في عملهم هي قلة مياه الشرب في أوقات كثيرة بالقرية على الرغم من أنها تعتبر أهم القرى السياحية بالمحافظة، مطالبا بضرورة حل هذه المشكلة خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه الانقطاع، فضلا عن عدم تواجد صرف صحي بها.    

 


صناعة الفخار

صناعة الفخار

صناعة الفخار

صناعة الفخار

صناعة الفخار

صناعة الفخار

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة