فبراير الأسود و طلق صناعى
فبراير الأسود و طلق صناعى


"طلق صناعي" مستنسخ من فيلم "فبراير الأسود"

منال بركات

الجمعة، 26 يناير 2018 - 10:08 م

 

 

نعلم تماما أن صناعة  الفيلم تبدأ من الفكرة والورق الجيد ثم تتوالى باقي الخطوات تباعا، ولعل أهم خطوة أو مرحلة تتبلور في البحث عن المنتج الذي يقدم أمواله لخروج العمل للنور وهى خطوة ليست بسيطة على الإطلاق فرأس المال كما يقولون جبانا. 


وليس صحيحا أيضا أن هناك فيلما يخسر أو منتج لا يكسب مع وجود السموات المفتوحة والقنوات الفضائية المتعددة ووسائل البث المتنوعة والإستفادة من هذا الشريط  فتتحقق المعادلة، ونزيد على ذلك المغالاة والتفاوت الرهيب في أسعار التذاكر من مكان لآخر بعد أن بلغت ضربا من الجنون وتأرجحت الأسعار في معظم دور العرض ما بين 40 و 60 وأحيانا 100 جنيها لمشاهدة فيلما قد يكون جيدا.


وأصعب مأزق يواجهه المرء بعد تكبد عناء الخروج في طقس يناير شديد البرودة وغرامة تذكرة السينما أن يصدم من الفيلم الذي اختاره.


والكلام هنا عن فيلم "طلق صناعي" للـ"الأخوة دياب" " محمد وخالد وشرين" وهم فريق عمل عائلي  قدما معا عدد لا بأس به من الأعمال الفنية، قد لا أتفق معها جميعا ، وإن أعجبني في أعمالهم الجرأة والحداثة في الأفكار، وتحررها من القيود المألوفة، فأفلامهم تحمل روح الشباب وما يدور في وجدانهم بأسلوب خارج الصندوق، إلى جانب روح الجماعة التي اختفت من منظومتنا المصرية منذ أمد ليس بالبعيد، ويجمع الأشقاء الثلاثة حبهم للسينما والكتابة فجاءوا من محافظة الإسماعيلية بأحلام وطاقة الشباب ليحفروا طريقهم في صناعة تكاد تغلق أبوابها على أعداد محدودة وأسماء بعينها.


ولعل فيلم "678" الذي قدمه محمد دياب في ديسمبر "2010" من تأليفه و إخراجه وهو باكورة أعماله مهد الطريق أمام "الأخوة دياب" ليشقوا طريقهم في عالم السينما والميديا بخطى سريعة تكاد تكون قفزات هائلة.

 

أما فيلم "طلق صناعي" الذي تم تنفيذه ليناسب أجازات نصف العام فهو إنتاج متواضع جدا، رغم وجود طاقات فنية لا حدود لها من فنانين أمثال ماجد الكدوانى وعبد الرحمن أبو زهرة وسيد رجب و فؤاد بيومي و مصطفى خاطر ومحمد فراج وحورية فرغلي ومي كساب وجميعهم أسماء قد لا تعد "نجوم شباك" ولكنهم نجوم في أدائهم لو توافر معهم ورق جيد وفكرة غير مستهلكة، سبق أن قدمها من قبل المخرج محمد أمين في فيلم "فبراير الأسود"، ومحاولة الهجرة إلى أرض الأحلام أمريكا، ويبدو أن فكرة الهجرة تؤرق "آل دياب" بشكل ما، فقد سبق أن قدمها خالد دياب في فيلم "عسل أسود" في "2010" مع المخرج خالد مرعي ولكن بمعالجة متوازنة جيدة وسيناريو محكم الحبكة، لكن في طلق "صناعي" قدم الفيلم نماذج للشخصيات التي تسعى للهجرة، والأفكار التي تتفتق للإجابة عن السؤال الدائم "عاوز تسافر أمريكا ليه"  وأمام هذا الحلم نجد من يتبرأ من دينه وآخر يتنكر لجنسه ويدعى المثلية وهكذا، على الجانب الآخر يدين الفيلم عنف الأمن في معالجة القضايا وعدم حرية المواطن،  في الوقت الذي يراعى فيه السفير الأمريكي حقوق الإنسان وإن كان إرهابيا !  


ويشفع للسيناريو المهلهل أداء ماجد الكدوانى  الذي صبغ على الدور روحه فاكسبها عمقا كبيرا، وكذلك غول التشخيص سيد رجب الذي يتقمص كل دور يلعبه فيضفي عليه بعدا جديدا، أما الفنان مصطفى خاطر فعليه أن يحذر من نمطية الأدوار التي يقدمها ويسعى المخرجون في حبسه داخل هذا القالب رغم كونه مشروع نجم قادم.

 
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة