كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: لا تأمن للذئب

كرم جبر

السبت، 27 يناير 2018 - 11:29 م

في المحن والأزمات يلتف الناس حول أوطانهم.. إلا الإخوان.
يسعدون للكوارث والنكبات، ففي استحكام حلقاتها، فرج لهم، في اشتعال الحرائق تدفئة لمؤامراتهم، ومنذ نشأتهم كانوا شوكة في الظهر، فهم يتطلعون لوطن غير وطنهم، ولا يريدون حكماً إلا حكمهم، ولا يتورعون في استخدام أية وسيلة تحقق أطماعهم.
ذاكرة الوطن لا تنسي، وإن كانت ذاكرة المواطنين دائمة النسيان.
جمال عبد الناصر لم يكن إخوانياً، ورغم ذلك حاول احتواءهم وتحقيق مطالبهم في بداية الثورة، ولما أدرك أنهم يريدون أن »يتعشوا بيه»‬، »‬تغدي بهم» وكان عنيفاً في مواجهتهم، لذا ظل الثأر التاريخي يحكم العلاقات بين الطرفين، ورغم محاولات بعض الناصريين المصالحة، إلا أن ما في القلب في القلب، ولن ينزاح أبداً العداء التاريخي.
السادات أرادهم حلفاءه وأنصاره في بداية حكمه، ليواجه بهم الناصريين والشيوعيين، فأخرجهم من السجون، وداعبهم بلقب »‬الرئيس المؤمن»، وظن أنهم سيردون له الجميل، ولم يفق إلا بعد الصدام العنيف في أحداث الزاوية الحمراء سنة ١٩٨١، فخرج في خطاب علني يصب عليهم غضبه، وقال عبارته الشهيرة »‬أنا كنت غلطان».
»‬غلطة بفورة» كما يقول المثل الشهير، وكانت الفورة في أحداث المنصة عام ١٩٨١، عندما اغتالوه وسط جيشه، وانطلقت ذئابهم تقتل وتحرق خصوصاً في أسيوط والصعيد، ولكن كانت إرادة الله فوق أيديهم وأفلتت البلاد من مصيدة الدم والنار، فأدخلونا في أحداث الإرهاب التي روعت البلاد في الثمانينيات.
مبارك هو الاخر كان عدوا تاريخيا لهم، وتعامل معهم بأسلوب »‬الضرب في المليان»، ونفذ وزراء داخليته »‬ذكي بدر» و»‬حسن الألفي» غارات هائلة علي مواقعهم، حتي جاءت التسعينيات بكثير من الهدوء، ولكنهم عقدوا العزم علي اقتناص أي فرصة للانتقام منه، حتي جاءت أحداث 25 يناير، وتكرر نفس السيناريو الذي فعله السادات، فخرجوا من السجون، ولكن هذه المرة أكثر توحشاً ودموية، وظنوا أن البلاد دانت لهم، وأنهم قابضون علي السلطة 500 سنة.
لو لم يفعل الرئيس عبد الفتاح السيسي شيئاً، يكفيه أنه خلص البلاد من عصابة إرهابية شرسة، وأسوأ من أي احتلال واجهته مصر في تاريخها، جاءوا لمحو هوية الوطن وحضارته، وإدخاله حظيرة الجلادين والسيف والكرباج، وظن رئيسهم المعزول أنه فوق الدستور والقانون والدولة.. ولكن كانت إرادة الله فوق أيديهم، وعادت مصر لنفسها وشعبها.
الدرس المستفاد: لا تأمن للذئب حتي لو ربيته في بيتك، فسوف يأتي يوم ينقلب عليك وينهش لحمك وعظمك.. والبيت هنا هو مصر، التي تصوروا أنها استسلمت لهم، فأذاقتهم غضبها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة