الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير «الأخبار»
الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير «الأخبار»


خالد ميري يكتب: مصر وأفريقيا.. المصير والمستقبل

خالد ميري

الأحد، 28 يناير 2018 - 10:53 م

 

بعد غياب ربع قرن كامل عن رئاسة الاتحاد الأفريقى، اختارت أفريقيا أمس بالإجماع مصر لرئاسة الدورة القادمة للاتحاد الأفريقى ٢٠١٩ ، اختيار يؤكد عودة مصر القوية لقارتها السمراء والتقدير الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسى.

قبل ربع قرن كانت مصر أول دولة أفريقية تتولى رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية مرتين متتاليتين من ١٩٨٩ إلى ١٩٩٣ ، بعدها غابت مصر عن أفريقيا ٢٥ سنة كاملة ليتراجع الدور والتأثير.

ومع وصول السيسى للحكم فى ٢٠١٤ عادت أفريقيا لمصر وعادت مصر قلب وعقل قارتها، زعيم مصر يحترمه الجميع، فسياسة مصر معه واضحة لا تحارب اشقاء ولا تتآمر عليهم، تعمل لخير الجميع وحتى تصل ثمار التنمية لكل شعوب القارة، مصر الكبيرة والرائدة تفتح ابوابها لكل الاشقاء.

ولهذا كان طبيعيا ان يختار قادة افريقيا وبالإجماع مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى، ولتصبح مصر منذ اليوم عضوا فى الترويكا الأفريقية لمدة ٣ سنوات، وهى تضم الدول الثلاث الرئيس السابق للاتحاد والرئيس الحالى والرئيس القادم.

ومع عودة مصر القوية كانت المداخلة المهمة للرئيس أمام الجلسة المغلقة لقادة أفريقيا التى استمرت ٤ ساعات كاملة أمس فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، حيث أكد الرئيس على أهمية الإصلاح المؤسسى للاتحاد، وان تمر عملية اتخاذ القرار بأكثر من مراجعة حتى يضمن القادة ان القرار عندما يصدر يتم تنفيذه دون مواجهته بعقبات ومشاكل لم تكن فى الحسبان.

أما قمة الإخوة التى جمعت الرئيس السيسى بشقيقه السودانى عمر البشير فكانت ناجحة من كل الوجوه، قمة تجاوزت اى سوء فهم حدث بين الدولتين الشقيقتين فى إطار من المصارحة والمكاشفة الكاملة، القمة أكدت على خصوصية العلاقة بين الدولتين والروابط التاريخية التى تجمعهما، وضرورة التنسيق الكامل فى مواجهة كل القضايا التى تحيط بالمنطقة.

هناك تاريخ طويل يجمعنا مع الاشقاء بالسودان وهناك إيمان بوحدة المصير، والعلاقة يجب ان تعود لكامل قوتها، هذه قناعتنا بمصر وايمان الاشقاء بالسودان، وزير الخارجية سامح شكرى أكد ان السفير السودانى سيعود القاهرة قريبا جدا، والحقيقة ان السودان لا تحتاج سفير بمصر فلديها ١٠٠ مليون مواطن مصرى سفراء لها.

الرئيس السيسى لم يتوقف عن العمل لحظة واحدة منذ وصوله إلى اثيوبيا، فبعد ان رأس القمة المهمة لمجلس السلم والأمن الأفريقى، التى أكدت على ضرورة تضافر الجهود لمحاربة الاٍرهاب العابر للحدود بالقارة، والذى لا دين له ولا وطن، كان الرئيس على موعد مع لقاءات ثنائية مع قادة أفريقيا، لقاءات أكدت على وحدة المصير والمستقبل، أكدت على الاحترام المتبادل وضرورة التعاون لتحقيق مصالح شعوب القارة.

وكانت القضية الرئيسية أمام القمة الأفريقية هى مواجهة الفساد، هذه الجريمة التى تشيع اليأس والإحباط وتلتهم كل ثمار وجهود التنمية بالقارة، وكان الاتفاق على التعاون فى مواجهة هذه الآفة التى تعبر الحدود كالإرهاب تماما.

قمة أفريقيا أكدت نجاح السياسة الخارجية المصرية، فى الوقت الذى تنطلق فيه مصر على طريق البناء والتعمير، هذه هى مصر المستقبل مع السيسى، الدولة المدنية الديموقراطية العصرية الحديثة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة