عطيات الأبنودي
عطيات الأبنودي


شاعرة الأفلام التسجيلية

عطيات الأبنودي التي لا نعرفها 

منال بركات

الإثنين، 29 يناير 2018 - 07:59 ص

 

ربما كان إعلان مهرجان أسوان للمرأة عن تكريمه للمخرجة عطيات الأبنودي، في دورته الثانية الحافز وراء إبحاري في عالم فنانة السينما التسجيلية مرة ثانية، بعد أن خفت مراكز الاتصال بيننا منذ بداية الألفية الثالثة.

فالمتابع للسيرة الذاتية لعطيات عوض محمود خليل وابنة نعيمة حسن الجوهري، المشهورة بعطيات الأبنودي، يجد أنها ملحمة في الإصرار والعطاء، ورحلة بحث حقيقة عن الذات دون مواربة أو خزيان لضيق العيش وشظف الحياة، ومثلما تسجل أفلامها مشاعر وأوجاع البسطاء، تسرد في كتابتها أيضا آلام وفرح الأيام التي حملتها بين صدرها وصنعت منها شاعرة للسينما التسجيلية بالصوت والصورة.

لم تتردد ابنة محافظة الدقهلية المولودة في مدينة السنبلاوين أن تتخلى عن لقبها المسطور في شهادة الميلاد، وتقرن اسمها بزوجها الثاني الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، تلك الزيجة التي استمرت اثنتي عشر عاما، شكلت أفكارها وبلورت وجدانها، وتمسكت بهذا اللقب ليصاحبها طوال حياتها. 

البداية كانت حلم 
في ليلة لم تحسب حسابها، ذهبت عطيات مع صديقتها زينب إلى دار عرض"عدن" بالمنصورة لمشاهدة فيلم "شاطئ الغرام"، وباتت من تلك الليلة تحلم أن يأتي أنور وجدي ويكتشفها مثلما فعل مع الطفلة المعجزة فيروز.

وانتظرت طويلا والتحقت بكلية الحقوق، ونزلت معترك العمل لتنفق على دراستها وأسرتها، وتزوجت من الفنان التشكيلي مصطفى كامل، وفي خضم كل ذلك لم تغفل حلمها وأخذت تواظب على حضور نادي السينما الذي يعرض أفلاما من كل بقاع العالم، وتتابع عن كثب أعمال المخرجين العالميين، كان لديها دائما شعورا غامضا يربطها بفن السينما، وصوت حائر يعلو في جنابتها مرددا، ماذا أستطيع أن أفعل في حياتي، هل سوف يكون لي دورا ما، وكل ما بلغته في صدر الحياة لا يشبع ظمئها بعد، فهي ممثلة ناشئة في المسرح،  وزوجة شاعر معتقل، يرفض بكل قواه أن تعمل زوجته بالتمثيل، فكان عليها أن تحسم قرارها، وجاء الخلاص مع إعلان معهد السينما في 1968عن قبول دفعة من خريجي الجامعات لدراسة فنون السينما ولمدة عامين، فعقدت العزم على الالتحاق بقسم الإخراج. باحثه عن حلمها.  ووجدت ضالتها في كلمات "بول وارين" الأستاذ الكندي الزائر للمعهد يصف الإخراج السينمائي بأنه عالم الكتابة "بالصورة والصوت ".

 

الانطلاقة 
في زمن كان ينظر للسينما التسجيلية بوصفها أفلاما قصيرة تلتقط صورا للمناظر الطبيعية والآثار وجريدة مصر الإخبارية، تعرض قبل الفيلم الروائي في دور العرض، جاء فيلم الكندية "تانيا بالنتاين" بعنوان "الأشياء التي لا أستطيع تغيرها" ليكون الشمعة التي أنارت الطريق أمام عطيات ويكتمل المشهد في ذهنها مع أعمال الهولندي "يوريس إيفينز" وأفلامه التي تعبر عن الواقعية الاشتراكية المرتبطة بالعمال والفلاحين، وكأنها عثرت على ضالتها فهي تبحث عن نوع مغاير عن السينما الروائية التي ترتبط بالاستثمارات المالية، سينما تهتم بالإنسان البسيط لتعبر عن أحواله.

وجاءت الفكرة أثناء زيارة لقرية "محلة أبو علي" التي تبعد عن دسوق قليلا وعلى ضفاف النيل تلتقط العين المرهفة  لعطيات حركة العمال الدءوبة في ورشة لصناعة الطوب حيث يتم تجميع طمي النيل مع "سرس الأرز" الغارق في المياه، ليتخمر هذا الخليط  المعجون بواسطة عامل يجر حصانان إلى أن يصير طينا،  يصب في قوالب خشبية لتنتهي إلى قوالب الطوب الأحمر. هذه الحركة المكوكية بين الإنسان والحيوان والطبيعة انصهرت في وجدان المخرجة الشابة لتقدم فيلمها الأول  بعنوان"حصان الطين" 1971 ليحصد العديد من الجوائز الدولية منها الميدالية الذهبية في مهرجان قليبية  تونس 1971. والجائزة الأولى في المهرجان الأول للشباب  دمشق 1972 والجائزة الكبرى في مهرجان جرينوبل  فرنسا 1973 . والميدالية الذهبية من مهرجان مانهايم ألمانيا 1973.


فيلموجرافيا
وتوالت الأعمال "أغنية توحة الحزينة"،"سوق الكانتو"،"الساندوتش"،"مناظر من لندن"،"التقدم في العمق"،"بحار العطش"،"الأحلام الممكنة"،"نساء البترول"، "إيقاع الحياة"،"عام الوزير مايا"،"حديث الغرفة رقم 8"،"اللي باع واللي اشترى"،"مفكرة الهجرة"،"نساء مسؤولات"،"القتلة يحاكمون الشهيد"،"رغم الاختلافات"،"راوية"،"أحلام البنات"،"أيام الديمقراطية"،"بطلات مصريات".  


وهكذا كتبت عطيات الأبنودي بالصوت والصورة أفكارها من منطلق أيدلوجي لم تحيد عنه فكانت دائما مع البسطاء.  

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة