الكاتب خالد ميري
الكاتب خالد ميري


خـالد مـيري يكتب: مصر ـ السودان ـ إثيوبيا.. دروس التاريخ والجغرافيا

خالد ميري

الثلاثاء، 30 يناير 2018 - 01:00 ص

كونوا مطمئنين .. كونوا مطمئنين .. كونوا مطمئنين تماماً، كررها الرئيس عبدالفتاح السيسى ثلاث مرات بعد القمة الثلاثية التى جمعته مع الرئيس السودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا ديسالين فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس.
القمة الثلاثية جاءت بعد لقاء ناجح جمع السيسى والبشير وبعد أن اختارت أفريقيا بالإجماع مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى العام القادم، بعد غياب ٢٥ سنة عن رئاسة الاتحاد.
قمة الأشقاء والمصارحة والشفافية استمرت ساعة و٤٥ دقيقة للرؤساء الثلاثة، ثم اجتماع موسع استمر ٤٥ دقيقة بحضور وفود الدول الثلاثة، بعدها خرج الرؤساء الثلاثة معاً أمام كل وسائل الإعلام والأيدى متشابكة والابتسامة على الوجوه، ليتحدث الرئيس السيسى للجميع.. أطمئنوا مصلحة مصر هى مصلحة إثيوبيا ومصلحة إثيوبيا هى مصلحة مصر، مصلحة السودان هى مصلحة مصر ومصلحة مصر هى مصلحة السودان، ونفس الأمر فيما يتعلق بالسودان وإثيوبيا، وقال نحن نتكلم كدولة واحدة وليس ثلاث دول.
عندما قال الرئيس اطمئنوا لم يكن يخاطب الشعب المصرى وحده بل شعوب الدول الثلاث.
 ورداً على سؤال عن انتهاء الأزمة رد الرئيس واثقاً لا توجد  أزمة، وتدخل الرئيس البشير مؤكداً أنه لا توجد مشكلة، وأكمل السيسى هناك قادة مسئولون اجتمعوا واتفقوا ولن يقع ضرر على أية دولة.
وتحدث بعدها سامح شكرى وزير الخارجية مؤكداً الاتفاق على حل كل القضايا الفنية العالقة حول سد النهضة خلال شهر واحد، وباتفاق الدول الثلاث دون أى وساطات.
وبعد تجاوز العقبات الفنية يتم استكمال الدراسات وتوقيع اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث.
الحقيقة أن نهر النيل الذى يجمع الدول الثلاث ليس مجرد شريان مياه، هو شريان حياة يؤكد وحدة الماضى والحاضر والمصير، مصر والسودان شعب واحد فى دولتين ومصر وإثيوبيا يربطهما تاريخ طويل وصداقة وأخوة، ومنذ فجر الدولة الإسلامية تزايد الرباط عندما أمر رسولنا الكريم  المسلمين بالهجرة الأولى إلى الحبشة لأنهم أهل دين وذمة.. وعلاقات السودان وإثيوبيا تمتد جذورها عبر التاريخ .
طوال الشهور الماضية جرت تحت المياه أمور كثيرة، حاولت دول ووسائل إعلام الوقيعة بين الدول والشعوب الثلاثة، تناسوا أو جهلوا حقائق التاريخ والجغرافيا، اعتمدوا على الغياب المصرى عن أفريقيا الذى استمر لربع قرن، نسوا ان رئيس مصر الآن هو الزعيم عبدالفتاح السيسى، رجل إذا قال صدق وإذا وعد أوفى، وعندما وعد شعبه طوال الأسابيع والشهور الماضية ان يطمئن كان يعرف ما يقول وكيف يحققه، وفى القمة الإفريقية الثلاثين فى أديس أبابا كان الرد العملى والاجابة الشافية، إفريقيا بالإجماع تنتخب مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى والقمة الثلاثية تزيل أى شك أو غموض، وتضع علاقات الدول والشعوب الثلاثة أولا، علاقات تقوم على الاحترام المتبادل وحسن الجوار والاخوة والصداقة وتحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث.
مصر التى تبنى حاضرها ومستقبلها مع السيسى وتعوض سنوات الجفاف والحرمان ، تحرص على حق الأشقاء أيضاً فى التنمية، والأشقاء يعرفون أن قضية المياه بالنسبة لمصر تساوى الحق فى الحياة وليست قضية تنمية، هذه الحقائق عندما تم وضعها على طاولة المحادثات فى جو أخوى لم يتأخر الاتفاق ولم تقف فى وجهه أية عقبات.
قادة إفريقيا يثقون فى السيسى ويصدقون ما يقول، يعرفون أن أفعاله لا تختلف عن أقواله، زعيم أعاد إليهم ذكرى الزعيم الراحل عبدالناصر، زعيم أعاد مصر لقلب وعقل أفريقيا وفتح كل أبواب مصر أمام الأشقاء الافارقة.
شمس مصر عادت لتنير أفريقيا وتقودها إلى المستقبل، والإعلام والصحافة عليهم دور مهم الآن لتهيئة الأجواء الإيجابية أمام انطلاق العلاقات إلى الأمام، لا يجب أن نسمح بدس أو اختلاق أخبار وعقبات، رسالة الرؤساء يجب أن تصل للجميع، مصر والسودان وإثيوبيا «إيد واحدة».
مع الرئيس السيسى إشارات المستقبل خضراء، فى الداخل بناء وتعمير، وفى الخارج مصر استعادت قوتها ودورها وتأثيرها، هذه هى مصر المستقبل التى طالما حلمنا بها ونراها تتحقق أمام أعيننا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة