وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل
وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل


زلة لسان «باسيل» تتحول إلى ثأر شخصي.. وتهدد هدوء لبنان

آية سمير

الثلاثاء، 30 يناير 2018 - 02:44 م

يبدو أن مهلة لبنان في الحصول على حياة سياسية هادئة لم تكن طويلة بقدر ما تمنى لها المجتمع الدولي أن تكون. فبعد أزمة رئيس الوزراء سعد الحريري الأخيرة التي أثيرت في نوفمبر 2017 وانتهت بالاتفاق على التزام لبنان بسياسة «النأي بالنفس» عن النزاعات الخارجية، اندلع نزاع آخر لكنه داخلي هذه المرة مهددًا وحدة الشعب والانتخابات النيابية المقررة في مايو القادم.


بدأت الأزمة مساء الأحد 28 يناير عندما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مسرب لوزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر الموالي للرئيس ميشال عون، جبران باسيل، وهو يصف رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«البلطجي».


ورغم محاولته الاعتذار لاحقًا إلا إن وزير الخارجية اللبناني لم يتمكن من السيطرة على تداعيات الأحداث التي تسارعت عقب ذلك بتجمع مناصري بري من المنتمين لحركة أمل في الطريق المؤدي لمقر التيار الوطني الحر وقطع الطريق وإشعال النار في عدد من إطارات السيارات.


كما قام وزير المالية علي حسن خليل والمعروف بقربة من بري بالتطاول على باسيل من خلال حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث غرد قائلاً، «إذا كان هناك من يسمع فليسمع أن صهره المفضل قليل الأدب ووضيع وكلامه ليس تسريباً بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعاً بينهم». 


وأضاف خليل في تغريده لاحقه، «الرئيس بري أكبر من المواقع ولن يهزه في وجدان الناس كلام، لكن مع المس به سقطت كل الحدود التي كان وحده يضعها أمامنا لفضح الكل في تاريخهم وإجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بعنوان الطائفية ولنا بعد الآن كلام آخر».


انتشر الأمر بشكل أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انقسم النشطاء إلى قسمين، أحدهما موالي لـ«باسيل» مؤكدًا أنه لم يقل سوى الحقيقة، بينما تطاول النصف الأخر على الوزير المقرب من الرئيس عون.


والحقيقة أن العداء بين الطرفين ليس وليد اليوم، وإنما كان هذا الفيديو هو «القشة التي قصمت ظهر البعير».


ففي شهر ديسمبر الماضي قام الرئيس عون بتوقيع مرسوم بترقية عدد من الضباط داخل الجيش بدون موافقة وزير المالية علي حسن خليل، الأمر الذي اعتبره بري مخالف للدستور ولاتفاق الطائف، إلا إن الرئيس عون اعتبر ما حدث حقًا له، دون ضرورة الحصول على موافقة أي طرف آخر.


وعلى الرغم من محاولة رئيس الحكومة سعد الحريري التهدئة بين الطرفين، إلا إن النزاع بين الطرفين يبدو أنه تحول من مجرد نزاع سياسي إلى ثأر شخصي.


فكتب الحريري على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «إنه لأمر محزن جداً أن يتداعى الخطاب السياسي إلى المستويات التي بلغها في الساعات الأخيرة، ومن المؤسف والمحزن أيضاً أن تنعكس أصداء هذا الخطاب على الشارع، وعلى وسائل التخاطب والتواصل الاجتماعي، بصورة لا يتمناها أي لبناني يراهن على سلامة البلد واستقراره.»


وأضاف في تغريدات لاحقة، « إن كرامة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكرامة دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، هي من كرامة جميع اللبنانيين أفراداً ومجموعات وطوائف، وإن الإساءة لأي منهما، بأي عبارة أو خطاب أو تصريح، هي إساءة لنا ولمؤسساتنا وطوائفنا، وسلوك مشين ومرفوض يجب أن يتوقف.» 


وناشد الحريري كل الأطراف المعنية بضرورة تجاوز الأزمة لدفع الأخطار عن البلاد، مشيرًا إلى أن «استقرار لبنان يجب أن يتقدم على أي أمر آخر، وثقتي كبيرة بوجود قيادات حكيمة بوزن فخامة الرئيس ودولة الرئيس، نستطيع أن نتحمّل إلى جانبها مسؤولية دفع الأخطار عن بلادنا وإخماد الحريق الكلامي الذي تشتعل به المواقع والنفوس.»

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة