السفير أبوبكر حفني سفير مصر لدي أثيوبيا
السفير أبوبكر حفني سفير مصر لدي أثيوبيا


سفير مصر بأديس أبابا: السيسي حريص علي ربط إثيوبيا ومصر والسودان بمصالح ثابتة

محمد هنداوي

الثلاثاء، 30 يناير 2018 - 04:45 م

أكد السفير أبو بكر حفني سفير مصر لدي أثيوبيا، أن العلاقات المصرية الأثيوبية لها أكثر من بعد منها الاستراتيجي وقصير ومتوسط المدى .

وأضاف أن ربط مصالح السودان ومصر وإثيوبيا مع بعض كما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي يجب أن تكون الدول الثلاث كتلة واحدة، وأشار إلى أننا يجب أن نعمل علي ربط مصالح الدول الثلاث اقتصادياً ومصالح ثابتة وأن يكون الانفصال بينهم أمر مستحيل . 

وأوضح السفير المصري أنه لتنفيذ ذلك يتم العمل لتنفيذ طريق القاهرة "كيب تاون" الذي سوف يمر علي السودان وإثيوبيا ، ومشروع الربط النهري بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا والذي تتبناه الكوميسا ، وهو مشروع مهم جداً وهناك خبير بلجيكي تم الاتفاق معه من قبل الكوميسا للإشراف علي هذا المشروع المهم .

وأضاف السفير المصري، أن شركة السويدي المصرية تقدمت بعرض لإنشاء منطقة صناعية مصرية في أديس أبابا باستثمارات ١٢٠ مليون دولار ، وهذا المشروع مهم جداً لجذب عدد كبير من رجال الأعمال المصريين خلال الفترة المقبلة . 

وتابع السفير : شركة السويدي ستقوم بتسويق تلك المنطقة الصناعية وهناك صناعات دوائية والتصنيع الزراعي ومجالات أخرى . 

جاء ذلك في تصريحات  للسفير حفني، أمس خلال لقائه بالوفد الإعلامي المصري الذي رافق الرئيس السيسي خلال زيارته لأديس أبابا وذلك بمقر السفارة المصرية  .

وأضاف السفير المصري أن رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين التقي بعدد من رجال الأعمال المصريين خلال زيارته الأخيرة للقاهرة بمقر قصر القبة، وأكد أنه متبني مشروع إقامة المنطقة الصناعية وسوف يعمل خلال الفترة المقبلة علي إقامته . 

وأكد السفير المصري أن هناك مشروع آخر تقدمت به شركة السويدي لإقامة محطة كهرباء من الرياح  بقوة ١٠٠ ميجا وات . 

وقال أبو بكر حفني، أن مصر وإثيوبيا وقعا اتفاقية عام ٢٠١٤ لإنشاء مزرعة مصرية في إثيوبيا وتم الاتفاق علي تفعيل هذه الاتفاقية هذا العام وستقوم وزارة الزراعة المصرية ستقوم بزيارة إثيوبيا أول شهر فبراير لبدء تنفيذ هذا المشروع . 

وأكد أبو بكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي طالب رجال الأعمال المصريين بتفعيل مجلس الأعمال المشترك بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة ، وأشار السفير المصري إلي أنه سيكون هناك خلال الفترة المقبلة تصدير الأسمدة المصرية إلي إثيوبيا عبر إحدى الشركات المصرية.

وتابع حفني: حجم التبادل التجاري حاليا بين البلدين لا يتجاوز ١٧٠ مليون دولار، ويبلغ حجم الاستثمارات المصرية في إثيوبيا حوالي ٧٥٠ مليون دولار . 

وقال إن أغلب هذه الاستثمارات المصرية ممثل في شركة السويدي التي تمتلك مصنع للكابلات منذ أكثر من ١٥ سنة ويتمتعون بسمة ممتازة ، كما يوجد أيضا استثمارات لشركة المقاولون العرب في إطار مشروع طريق القاهرة «كيب تاون» . 

وأوضح أن الاستثمارات الصينية هي الأكبر في إثيوبيا لان اغلبه اقتصاد دولة وليس قطاع خاص فقط ويأتي في المركز الثاني الاستثمارات التركية التي تبلغ حوالي ٤ مليار دولار  خاصة في مجال الغزل والنسيج والزهور والتي تستوردها مصر ولكن ليس بطريقة مباشرة من إثيوبيا ولكن عن طريق هولندا . 

وأكد أبو بكر حفني علي أهمية رؤية الرئيس السيسي بربط إثيوبيا ومصر والسودان بمصالح ثابتة وأن يكونا كتلة اقتصادية واحدة . 

وقال إن موضوع إنشاء صندوق لتمويل مشروعات البنية التحتية بين مصر والسودان وإثيوبيا تم طرحه في القمة الثلاثية بشرم الشيخ عام ٢٠١٥ وسيتم خلال الفترة المقبلة بداية تفعيل هذا الصندوق . 

وأشار السفير أبو بكر إلى أن العلاقات المصرية الإثيوبية مرت خلال عام ٢٠١٦ بفترة من سوء الفهم خاصة بعد توجيه اتهامات إثيوبية لمصر بمحاولة زعزعة استقرارها، مشيرا إلى دور القيادة السياسية والتي نجحت في إزالة سوء الفهم وهو نجاح يحسب للرئيس السيسي ووزارة الخارجية بعد أن وصلنا إلى عقد اللجنة الرئاسية المشتركة بين البلدين . 

وأكد السفير أبو بكر حفني، أن المرجعية الرئيسيّة بين الدول مصر وإثيوبيا والسودان هو إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه في مارس ٢٠١٥ بالخرطوم والذي تنص المادة الخامسة منه علي أن عملية ملأ أو تشغيل للسد لابد أن تتم بعد انتهاء الدراسات الخاصة بالسد، وهذه الدراسات تم تقديم التقرير الاستهلالي بها في مارس الماضي عن طريق المكتب الاستشاري ومنذ مارس حتى نوفمبر لم يتم عقد اجتماع وزاري ولم يتم قبول هذا التقرير من جانب إثيوبيا والسودان ، رغم قبوله من مصر . 

وأضاف أنه حدث تأخير كبير جدا في هذا الشأن حتى وصلنا إلى عقد القمة الثلاثية صباح الاثنين ٢٩ يناير في أديس أبابا، وأشار السفير أبو بكر حفني إلى أن القمة الثلاثية قررت تشكيل لجنة تضم رؤساء أجهزة المخابرات ووزراء الخارجية والري في الدول  الثلاث، موضحا أن هذه اللجنة مكلفة خلال شهر من يوم ٢٩ يناير وحتى نهاية شهر فبراير المقبل إيجاد حل لكل القضايا العالقة الخاصة بالتقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري .

وردا علي سؤال حول للبند الخلافي الأساسي بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة ، قال السفير المصري في إثيوبيا «الملأ والتشغيل» ، بمعني تخزين المياه في البحيرة والتي السعة التخزينية لها ٧٥ مليار متر مكعب من المياه وكيفية تخزين هذه الكميات من المياه في مواسم الفيضان المختلفة وهناك تفاصيل فنية كثيرة .

ولفت السفير «أبو بكر حفني» إلى أنه طلب من الاستشاريين وضع سيناريوهات مختلفة لهذا التخزين .

وأوضح أن مدة ملأ السد سيتم الاتفاق عليها بعد انتهاء الدراسات وأن ما كل ما يتردد في هذا الشأن ، وسيتم إنشاء نموذج محاكاة لتحديد المدة التي سيتم فيها ملأ السد دون الأضرار بمصر أو السودان . 

وردا علي سؤال حول أسباب عدم الاتفاق علي التقرير الاستهلالي حتى هذه اللحظات بالرغم من صدوره في مارس الماضي ، أوضح السفير المصري في إثيوبيا ( الخلاف حول عدد من المرجعيات التي يكون العمل علي أساسها وهي أمور فنية في المقام الأول ، مشيرا إلى أن القادة الثلاث قرروا حل هذه الخلافات خلال شهر . 

وأكد السفير المصري أنه من حق إثيوبيا ومن واجبها تحقيق التنمية للشعب الإثيوبي ومن دورنا مساندتها في ذلك ولكن دون الأضرار بِنَا .

وحول مدي التزام إثيوبيا بما تم الاتفاق عليه في القمة الثلاثية ، قال حفني: « إن الاتفاق تم علي أعلي مستوي بين قادة الدول الثلاث، ونأمل أن يكون بنهاية هذا الشهر مخرج لحل كل القضايا الفنية العالقة ، مؤكدا انه لن يكون في صالح الدول الثلاث أن يتم الملأ دون الالتزام بالدراسات اللازمة» . 

وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب الدول الثلاث للوصول إلى حل يرضي الأطراف الثلاثة .

ولفت السفير حفني إلي أن مصر تتعاون مع إثيوبيا في عدد من المجالات يأتي علي رأسها مجال الصحة والدول ، منوها إلي أن أطباء مصريين عالميين يأتون إلي إثيوبيا لإجراء عمليات جراحية وعمليات الكشف الطبي علي مواطنين إثيوبيين، وقال إن الجانب الإثيوبي يثق في المنظومة الطبية والأدوية . 

وأشاد بدور الكنيسة المصرية في توطيد العلاقات المصرية الإثيوبية، كما أن الوكالة المصرية للتنمية تلعب دورا كبيرا في توطيد العلاقات بين البلدين .

ولفت السفير أبو بكر الحفني، إلى أن جراح القلب المصري العالمي مجدي يعقوب يقوم بزيارة إثيوبيا عدة مرات سنويا لإجراء عمليات في إثيوبيا تقترب من ٥٥ إلى ٧٠ عملية خلال تواجده  في إثيوبيا والحالات الصعبة يتم إرسالها إلى مركز مجدي يعقوب في أسوان .

ونوه إلى وجود بعثات لأطباء مصريين في أمريكا مثل د. كمال إبراهيم، أحد أكبر أساتذة جراحة المخ والأعصاب في العالم حيث تم إنشاء وحدة لعلاج التواء العمود الفقري في إثيوبيا .  

وقال السفير أبو بكر حفني، إن مركز الكلى الرئيسي في إثيوبيا يديره  فريق طبي مصري، وكشف عن انه يتم حاليا دراسة إنشاء مستشفي مصري في إثيوبيا .

وقال السفير أبو بكر حفني، إنه يتم حاليا التشاور بين البلدين لإنشاء مستشفي مصر في إثيوبيا، وهناك وفد من رجال الأعمال المصريين سيزور إثيوبيا قريباً لبحث إقامة استثمارات في مجال الأدوية بعد السمعة الطيبة للدواء المصري في أديس أبابا لأنه أفضل كمنتج وأفضل كسعر من مثيلة .

وأضاف أن مصر تقدم الكثير من المنح لإثيوبيا  في الكثير مِن المجالات في الزراعة والري والتعليم ومجالات أخرى.    

وأشار إلى أن مصر بصدد إنشاء مزرعة حيوانية في إثيوبيا وإيفاد أطباء مصريين للتثمين . 

وفيما يخص علاقة مصر بالاتحاد الإفريقي أشار السفير المصري، إلى أن مصر في عام ٢٠١٣ تعرضت لتعليق العضوية في الاتحاد الإفريقي، وفِي عام ٢٠١٤ عادت مصر مرة أخرى إلى الاتحاد، وعام ٢٠١٦ أصبحت مصر عضو في مجلس السلم والأمن الإفريقي لمدة ٣ سنوات .

وفِي عام ٢٠١٨ حصلنا علي رئاسة الاتحاد الإفريقي بإجماع الدول الإفريقية وذلك لعام ٢٠١٩ ، مشيرا إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي تعمل وفقاً لإستراتيجية ممنهجة بهدف تعزيز علاقة مصر بالقارة الإفريقية وعودتها بقوة مرة أخرى للقارة وهذه المحطات مهمة وصولا لانتخاب مصر بالإجماع في ٢٠١٩، خاصة أكثر من ٢٠ سنة بعدت فيها مصر عن إفريقيا وأصبح تواجدها شبه منعدم . 

وقال إن العمق الاستراتيجي لمصر هو القارة الإفريقية وتعمل مصر علي تقوية علاقاتها بكافة الدول الإفريقية، وهو دور مطلوب من الأفارقة قبل الرغبة المصرية . 

وحول رؤية مصر للإصلاح الهيكلي للاتحاد الأفريقي أشار السفير أبو بكر حفني إلى أن الرئيس السيسي قام بمداخلة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة لبحث هذا الشأن والرؤية المصرية الخاصة بضرورة المشاركة بتحمل الأعباء من كافة الدول بالاتحاد الإفريقي وضرورة إعطاء دور لكل لجان الاتحاد وصولا إلى القمة دون الانفراد بالقرار .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة