الدكتور حاتم ربيع أمين المجلس الأعلى للثقافة
الدكتور حاتم ربيع أمين المجلس الأعلى للثقافة


حاتم ربيع: دعم المؤسسات الثقافية يخلق جيلا جديدا يواجه الأفكار الظلامية

نادية البنا

الأربعاء، 31 يناير 2018 - 06:02 م

ألقت مجلة الملحق الثقافي التي تصدرها جائزة السلطان قابوس، بالتعاون مع مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، الضوء على تصريحات أمين المجلس الأعلى للثقافة، د. حاتم ربيع، حول الجائزة في عددها الجديد عن دورتها السادسة.

 

وقال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والمصري الوحيد المشارك في عدد المجلة الأخير، إنه في عام 1980 تحول المجلس الأعلى لرعاية الفنون والأدب إلى مسماه الجديد المجلس الأعلى للثقافة بصدور القانون رقم 150 لسنة 1980.

 

ويرأس المجلس الأعلى للثقافة وزير الثقافة ويتولى إدارته وتوجيه سياسته والإشراف على تنفيذها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ولم يكن الأمر مجرد تغيير فى المسميات بل تطور فى الدور والأهداف حتى أصبح المجلس الأعلى للثقافة بمثابة العقل المخطط للسياسة الثقافية في مصر من خلال لجانه التى تبلغ 28 لجنة، والتي تضم نخبة من المثقفين والمبدعين المصريين من مختلف الأجيال والاتجاهات. 

 

وتحدث "ربيع"، عن أصداء جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وعن المشهد الثقافي العربي "همومه وشحونه وتطلعاته".

 

أصداء الجائزة

 

في البداية، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب من الجوائز التى تدعم المشهد الثقافى العربي، حيث تدعم سبل التقدم الحضاري الإنساني، وتساعد على توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري، مشيرا إلى أن التعريف عن تلك الجائزة في جمهورية مصر العربية، لاقى إقبالاً من المثقفين المصريين بالإضافة إلى المبدعين من الدول العربية الأخرى.

 

وأشار "ربيع"، إلى أن طرح مثل هذه الجوائز في مصر يمنح قدرًا من الاهتمام ليس بالقليل بالمبدع المصري، مؤكدا أن اختيار دول أخرى عربية من شأنه أن يرسل رسالة مضمونها الإخاء والترابط بين الشعوب العربية، ويدعم أوامر الفكر بين أبناء الوطن العربي الواحد، خاصة أن التعريف بالجائزة كان لا يعبر عن الثقافة المصرية فحسب، بل الوطن العربيي أجمع. 

 

إثراء المشهد الثقافي العربي

 

وأضاف أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أن الجوائز لها دور فاعل في عملية التحفيز المستمر على كل عمل إبداعي وأدبي، مؤكدا أن طرح مثل هذه الجوائز من شأنه إعلاء قيمة التنافس والجهد المبذول، وهي مطلب في كل مجتمع يساهم في دعم الفكر وإظهار المواهب الناجحة والمؤثرة.

 

ولفت إلى أن الشباب تحديدًا في أي مجتمع يحتاج من القائمين على المشهد الثقافي مزيدًا من الاهتمام والرعاية، موضحا أن الإعلام عن مثل هذه الجوائز يخلق بداخلهم روح المنافسة، ويساهم في التواصل الثقافي داخل المجتمع ونبذ الفكر الهدام الظلامي، ليحل الرؤية والشخصية الثقافية المميزة، وهو الدور المنوط به جميع الجهات الراعية لمناحي الثقافة في أي مجتمع.

 

ويرى "ربيع"، أنه من الضروري منح هذه الجائزة سنويا بدلا من عامين، بحيث تخصص جائزتان، إحداها للعمانيين والأخرى للمبدعين من الدول العربية الأخرى، لافتا إلى أن مثل هذا الاقتراح من شأنه إثراء الفكر ومنح مساحة من التعبير عن الإبداع في جميع الدول العربية.

 

أدوار المؤسسات الثقافية الرسمية في الوطن العربي 

 

وتابع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن المؤسسات الثقافية الرسمية لها دور رئيس في عملية دعم الثقافة في أي مجتمع، ويتمثل في رسم السياسات الثقافية والخطط الاستراتيجية، وطرح الرؤى المختلفة من أجل دعم وتطوير المنظومة الثقافية، والعمل الممنهج القائم على التنظيم والإبداع، مؤكدا أن دعم تلك المؤسسات للنشاط الثقافي من شأنه خلق جيل من المثقفين القادرين على مواجهة الأفكار الظلامية الهدامة، والتي تعد من القوى الناعمة في أي مجتمع يرغب في مواجهة أفكاره الهدامة والإعلاء من أفكاره البناءة.

 

الثقافة العربية وبث رسالة السلام والتسامح

 

وقال "ربيع"، إن الإرهاب والفكر المتطرف من آفات العصر، ولاسيما المجتمعات العربية، مضيفا أن "التطرف لا ينتمي إلى دين أو مجتمع، فالأديان تدعو إلى التسامح والسلام، وأي مجتمع يمكن أن يكون بيئة خصبة لنمو هذا الفكر، وهنا يأتي دور الثقافة التي تسهم في نشر ثقافة الاختلاف لا الخلاف، فالاختلاف واحترام الآخر، والتواصل الجاد مع الآخرين سمة الشعوب المتحضرة، ولكن هذا الاختلاف الفكري والثقافي قد يتخذ نمطا صداميًا، حين يغلب الكبر، وعدم مراجعة الأفكار الهدامة، فيصير الاختلاف خلافًا يؤدي إلى التنازع، وهنا يأتى دور الجهات الثقافية من أجل تقويم هذا الفكر، ودفعة إلى المسار الصحيح، ولن يحدث ذلك إلا بتقديم رؤى متكاملة وخطط قابلة للتنفيذ، والمجلس الأعلى للثقافة المصري له محاور استراتيجية لمواجهة ظاهرة الإرهاب خلال الفترة المقبلة منها.

 

الاستثمار في الثقافة

 

وأضاف "ربيع"، أن العالم أصبح قرية صغيرة، بفضل وسائل الاتصال الحديثة وهذا يشير إلى التحول والتطور الكائن في المجتمعات، والاعتماد على تخصيص مبالغ من جل عمل ثقافي محدد صار غير مواكب لتطور العصر الذي يشهد مزيدًا من التقدم، فيجب أن نكون على قدر الحدث، ولن يحقق هذا الهدف مراده إلا بالتعاون الجاد والمثمر مع القطاع الخاص، وكذلك الاستعانة برعاة رسميين وفقًا لضوابط لدعم المشهد الثقافي، والذي أصبح مطلبًا وضرورة ملحة في ظل الرغبة في انتشار المعرفة بين أفراد المجتمع، ودخول مثل هذه الشركات بدعم المسابقات والفعاليات ماديًا وإعلاميًا، وهو هدف أصيل لمواجهة الفكر المتطرف والأفكار المغلوطة بين أفراد المجتمع .

 

كلمة أخيرة 

 

واختتم أمين عام المجلس مقالته حول الجائزة قائلا: "ما أرغب في توجيهه للمبدعين العرب رسالة حب واحترام وتقدير لدورهم الرائد في المجتمع، وأقول لهم: أن دوركم في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من فكر متطرف مهم وحيوي، فالهدف الأسمى لكم أيها المبدعون العرب أن تصل إلى عقول أبنائنا، وأعلموا أن الكلمة أمانة ومسئولية على عاتق كل مبدع ومثقف في الوطن العربي، وتحتاج إلى كل جهد وعمل من أجل إنتاج فكر مبدع وعمل مؤثر في مجتمعاتنا العربية".
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة