فندق «الكونتيننتال»
فندق «الكونتيننتال»


هدم «الكونتيننتال» يغضب الأثريين

أميرة شوقي

السبت، 03 فبراير 2018 - 02:53 ص

أثار البدء في هدم فندق «الكونتيننتال» التاريخي بميدان الأوبرا والذي تم إنشاؤه عام 1891 حالة من الغضب بين الأثريين والمهتمين بالتراث، الذين أكدوا أن طريقة الهدم سوف تتسبب في ضياع جزء مهم من التاريخ، بينما أصدرت الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار بيان استغاثة لرئيس الجمهورية طالبت فيه بسرعة وقف هدم المبنى مؤكدة أن الشركة مالكة الفندق تهدم المبنى دون وجود خطة واضحة للحفاظ على تاريخه. 
وكانت الشركة العامة للسياحة «إيجوث» قد أصدرت بيانا وضحت فيه أن الهدم جاء تنفيذا لقرار مجلس الوزراء بتاريخ 31/12/2016 باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستخراج ترخيص الهدم باعتباره منشأ آيلا للسقوط، كما أوضحت الشركة أن المبنى تعرض لانهيارات وتعديات على مدى عدة سنوات، حتى قام د. على عبدالرحمن استشاري الإنشاءات بكلية الهندسة جامعة القاهرة بمعاينة المبنى وإعداد تقرير عنه أفاد بأنه غير آمن إنشائيا وموصيا بإزالة العقار بالكامل. 
وتقول د.مونيكا حنا عالمة المصريات أن هدم المبنى يتم بشكل خاطئ لأنه لا يحافظ على طابعه الأصلي، والمفترض أن يتم الحفاظ على واجهات المبنى وخصائص المعمارية، وطالبت بوقف الهدم وتشكيل لجنة من المتخصصين للتعامل مع المبنى بشكل علمي، بينما أشارت د.أمنية عبدالبر المهندسة المعمارية أن العديد من المباني المماثلة في بلدان العالم تعرضت للتخريب وتهدمت إلا أنها نجحت في إعادة إحيائها مرة أخرى، مضيفة أن المباني التراثية جزء من الذاكرة الجماعية للمدينة، وتقول «شاركت في إعادة تأهيل وترميم كثير من المباني التاريخية التي كانت حالتها سيئة جدا في مصر وخارجها منهم بيت الزراز وهناك أيضا البيمارستان الذي قامت وزارة الآثار مؤخرا بترميمه وأصبح في حالة جيدة جدا» مؤكدة أن كثير من المهتمين بالتراث والآثار يعارضون هدم الفندق بهذا الشكل لأنهم يعرفون أهميته كجزء من تاريخ القاهرة المعاصر وشاهد على أحداث هامة مثل إعلان استقلال مصر.
بينما تؤكد د.سهير زكى حواس أستاذ العمارة وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أن هدم الفندق مرخص والقرار صدر منذ فترة ولكن التنفيذ جاء مفاجئا وهو ما سبب حالة من الاستياء، ولكن بعد قيام لجنة من التنسيق الحضاري على رأسها رئيس الجهاز بزيارة الفندق تم تغيير منظومة الهدم والاستعانة بإحدى شركات المقاولات وعمل سياج حول الموقع والتأكد من الالتزام باستخدام أدوات ومعدات مناسبة، مضيفة أن الجهاز يواصل متابعة جميع مراحل المشروع للتأكد من عدم وجود أي شيء غير قانوني. 
وأشارت د. سهير إلى أن الهدم جزئي ومشروط بالإبقاء على الواجهة لأنها مستقرة إنشائيا حيث سيتم ترميمها وتدعيمها بالإضافة إلى الحفاظ على العناصر المعمارية الموجودة بالفندق المصنوعة من الحديد وسيتم فكها وترقيمها وإعادة تركيبها أثناء عملية الإحلال لأن المبنى مسجل طراز معماري مميز مستوى «ج» الذي يسمح بالإبقاء على الواجهات وإحلال المبنى خلفها، مؤكدة.
وأضافت أن عملية إحلال المبنى سوف تراعى تكنولوجيا العصر وتزويده باحتياجات تشغيل الفنادق الحديثة من تأمين ضد الحرائق وتكييفات، مؤكدة أن حالة الغضب من هدم الفندق مفهومة من كل شخص حريص على تاريخ مصر ولكنها متأخرة جدا حيث أصبح من الصعب إعادة تأهيل المبنى بعد التدهور الذي تعرض له.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة