اختفاء السلاح النووي. حلم ياباني وأماكن الذكريات المرة  مزارات سياحية   
اختفاء السلاح النووي. حلم ياباني وأماكن الذكريات المرة  مزارات سياحية   


«بوابه أخبار اليوم» في قلب هيروشيما

وردة الحسيني

السبت، 03 فبراير 2018 - 09:52 ص

 لم ولن ينسى شعب اليابان الحرب العالمية الثانية، والتي كان من أبرز فصولها إلقاء أمريكا للقنبلة النووية علي مدينه هيروشيما، والنتيجة موت وتشويه ومآسي إنسانيه.


ولتذكير العالم بهذه المأساة والدعوة لاختفاء السلاح النووي، حولت اليابان هيروشيما إلى مزار سياحي ،حيث يتم إيفاد كل ضيوف اليابان لهذا المكان لزيارته وقراءه تاريخ هيروشيما بكل ما يحمل من مرارة وما يمثله من كابوس ثقيل ترك أثره الذي سيظل في ذكرى اليابانيين. 


ضحايا هيروشيما          

    
«بوابة أخبار اليوم» قامت بجولة داخل مدينة هيروشيما في اليابان، اصطحبتنا مرشده سياحية يابانية  للتجول في المكان الذي  يتواجد به حديقة كبيرة مليئة بالأشجار والورود و متحف  يضم الذكريات والوثائق والأفلام والمجسمات التي تستخدم تكنولوجيا عالية تبين وبكل دقة كيف تم إلقاء القنبلة النووية وما نتج عنها من دمار وقتل.


رصدت «بوابة أخبار اليوم»  زيارة عدد من الشعب الأمريكي، وسألناهم عن إحساسهم وهم يشاهدون هذه الذكريات الأليمة والتي تسببت فيها بلادهم ،قالوا إنهم يشعرون بالألم ولكنهم غير مسئولين عما قامت به دولتهم بالماضي،وفي النهاية فهذا هو الماضي، والمستقبل مختلف.


وفي المتحف  الموجود بالمدينة يتم عرض عدد كبير من ملابس الأطفال الممزقة و الملوثة بالدماء، و التي ما تزال شاهدة علي هذه الكارثة الكبرى، وكذلك مجموعة كبيرة من صور الضحايا والقتلي والمشوهين بالحروق، كما يوجد مجموعة كبيرة من  الصور للأطفال الذين فقدوا أسرهم وللأسر التي أبيدت بأكملها مع  كتابه قصص  درامية  عما حدث أسفل هذه الصور، كما يتضمن  المتحف الذي أقيم علي احدث النظم المتحفية عروض لأفلام وثائقية لهذه الأحداث التاريخية ومجسم يوضح كيف ألقيت القنبلة.


وخارج المتحف يوجد النصب التذكاري لهيروشيما  على هيئة قبة تسمي قبة السلام وبه  يوجد أسماء الضحايا وشعلة  تسمي "شعلة السلام"، والتي قيل إنها لن تنطفئ إلا بانتهاء الأسلحة النووية بالعالم ،ويزور  هذه الشعلة كبار الشخصيات في العالم، وأبرزهم الرئيس الأمريكي السابق أوباما.


كما يوجد عدد من النصب  التذكارية الأخرى تخص الأطفال والذين مات منهم أعداد كبيرة، فقد كان الكثيرون منهم يعملون بالمنطقة الصناعية في المدينة للإنفاق على أسرهم  بعدما ذهب الآباء للمشاركة بالحرب، وكذلك هناك نصب  للأمهات الذين فقدوا حياتهم. 


وفي قلب المكان لاحظنا وجود مبني هو الوحيد الذي بقي مهدما نتيجة إلقاء القنبلة النووية   بالمكان مع احتفاظه ببعض جدرانه  وقالت المرشدة السياحية إنه كان  مخصص لإقامة المعارض الصناعية وكان يعلوه قبه نحاسية.


وشاهدنا مبني آخر تم الإبقاء علي "بدرومة " كما هو والذي شهد قصة أحد العاملين بالمكان والذي ذهب الي "البدروم "بدلا من زميله الذي مرض  فعندما ألقيت القنبلة وبعد خمود  الدخان بالمكان  صعد بصعوبة    ليجد كل زملائه قتلي فتعرض لأزمة نفسية شديدة، كما مررنا علي الجسر الذي يتوسط المكان والذي حددت من خلاله الطائرات الأمريكية  هدفها كأفضل مكان لإلقاء القنبلة النووية.


وفي كل عام وتحديدا يوم ٦أغسطس يجري إحياء ذكري إلقاء القنبلة النووية علي هيروشيما حيث يأتي إلي المكان رئيس الوزراء الياباني  ،وتكتظ ساحته بالشعب الياباني وخاصة  طلبه المدارس ،حيث يحيي الجميع الذكرى بالصلاة وإضاءة الشموع حسب ديانة المشاركين.

"شوسو كوا"  فقد أسرته 

«بوابة أخبار اليوم» التقت في هيروشيما بأحد الناجين  من هذه المأساة وهو رجل  مسن  عمره ٨٤عام اسمه  "شوسو كوا" ، وبالرغم من مرور سنوات طويلة علي هذه المأساة إلا أن الرجل المسن لم يتمالك دموعه وهو يحكي لنا قصته ،وقدم لنا هديه تذكارية  عبارة عن طائر "الكيركي "مصنوعة من الورق  وهو ما يعرف بفن "الأوراني" وترمز إلى طول العمر للإنسان.


و قال انه كان في مدرسته والتي تبعد عن المكان الذي شهد هذه المأساة والتي وصفها بالكابوس  وحينما علم بما حدث  حاول الذهاب ليعرف مصير أسرته إلا أنه لم يستطع الذهاب إلا بعد ساعات طويلة، حيث ملأ المكان بالدخان والحرارة المرتفعة، وانتشرت الجثث والأشلاء وسط، وأسفل المباني المهدمة، وهناك علم أن والده وأمه وأشقائه قد فقدهم إلى الأبد. 


وأوضح "شوسو كوا" في  مدينة هيروشيما  حوالي  ٣٢٠ألف شخص و٦ آلاف طفل يعملون بالمنطقة الصناعية  و٣٠الف جندي وعسكري ،وفي يوم  ٦اغسطس صباحا  حلقت طائرتين عسكريتين أمريكيتين للاستكشاف، وبعد مغادرتهم عادت طائره أخرى لتضرب المكان علي ارتفاع ١٠كيلو متر وتم إسقاط  القنبلة النووية التي انفجرت علي ارتفاع ٦٠٠متر من الأرض، وامتد تأثيرها حتى ٢٥٠٠كيلو من مركز المدينة وكانت  درجه الإشعاع الحراري منها  ١٥٠٠حراره مئوية وهو ما كان يكفي  لإسالة الحديد.


وتابع أنه تمكن من الهرب وعمل باليومية في مكان آخر بعيد ، وقال إنه لم يستطع أن يتزوج ويكون له أسرة جديدة ، حيث كان كل من يعرف إنه جاء من هيروشيما يخاف ويبتعد عنه  بحجة أنه ملوث بالإشعاع.

 

.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة