الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير الأخبار
الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير الأخبار


خالد ميري يكتب: مصر وعمان.. وحل الأزمات 

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 04 فبراير 2018 - 10:04 م

ثبت عبر التاريخ ان مصر العنصر الأساسى فى بناء الكيان والصف العربى، لم تتوان يوماً فى التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام وهى جديرة بكل تقدير، هكذا تحدث السلطان قابوس بن سعيد عن مصر.. وهكذا تنظر سلطنة عُمان إلى مصر.
منذ بداية النهضة بعُمان التى أطلقها  السلطان قابوس عام ١٩٧٠ وافتتاح سفارة عُمان بالقاهرة ١٩٧٢، وعلاقات البلدين الشقيقين نموذج للاخوة والصداقة، عندما قاطعت الدول العربية مصر بعد اتفاقية السلام رفضت السلطنة ان تقاطع، وعندما تجمع المتآمرون حول مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو العظيمة كانت السلطنة من الدول الشقيقة التى احترمت إرادة شعب مصر وطالبت العالم باحترامها.
الرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ أمس زيارته الرسمية الأولى لعُمان، وهى أول زيارة لرئيس مصرى منذ عام ٢٠٠٩، ليضيف بعداً جديداً لعلاقات قوية وتنسيقاً مستمراً فى كل قضايا المنطقة والعالم، السلطنة تزينت كما لم يحدث من قبل لاستقبال رئيس مصر، عند بوابات مسقط كان الاستقبال الحافل بالخيول وحرس الشرف والورود وطلقات المدفعية، وبعدها اصطحب السلطان قابوس زعيم مصر فى سيارته إلى مقر إقامته.
الزيارة التى ستستمر ثلاثة أيام لها أبعاد متعددة سياسية واقتصادية، فمباحثات القمة التى جمعت السيسى وقابوس واللقاءات التى سيعقدها الرئيس مع كبار المسئولين بعُمان ورجال الأعمال، هدفها استكمال التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا، ودفع العلاقات الثنائية إلى الأمام فى كل المجالات، سياسة مصر وعُمان ثابتة تجاه قضايا المنطقة.. بعدم التدخل فى شئون الدول والشعوب والبحث عن حلول سياسية لكل القضايا والأزمات، والحفاظ على الدول الوطنية وعدم السماح بتفتيتها أو تقسيمها، ومن المؤكد ان التنسيق الكبير والمستمر حول كل هذه القضايا سينعكس ايجابا على القمة العربية القادمة التى ستستضيفها الرياض الشهر القادم، بما يفتح أبواب الأمل أمام حل قضايا المنطقة وإنهاء أزماتها، وتتناول المباحثات كل القضايا العربية المفتوحة من اليمن لسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية، وتضافر الجهود لمواجهة الإرهاب الذى لا دين له ولا وطن، والذى يهدد الدول العربية كما لم يحدث من قبل.
الملف الاقتصادى على طاولة المباحثات منذ بداية الزيارة، فهناك ١٤٢ شركة مصرية تعمل بعُمان وتشارك فى مشروعات بقيمة ٨ مليارات جنيه، والأبواب مفتوحة لتنمية العلاقات الاقتصادية بشكل غير مسبوق خصوصا مع الفرص الاستثمارية الواعدة الموجودة بمصر الآن من محور قناة السويس إلى التجمعات الاقتصادية المختلفة، والأشقاء فى عُمان لديهم حرص كبير على دفع التعاون الاقتصادى إلى الأمام ليتوافق مع العلاقات السياسية والتاريخية المتميزة.
فى مسقط تشعر انك لم تغادر القاهرة، الروح الودية فى كل مكان والأجواء الإيجابية والاستقبال الحافل للرئيس السيسى، كل ذلك يؤكد ان الحاضر هو امتداد طبيعى لتاريخ مشترك حافل، والهدف مستقبل أفضل لشعبين شقيقين ولكل الدول العربية والإسلامية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة