عادل نجل أم كلثوم بالتبني يقدم لها باقة ورد
عادل نجل أم كلثوم بالتبني يقدم لها باقة ورد


في ذكرى رحيل سيدة الغناء الـ43

حكاية الطفل الذي اختارته أم كلثوم أبنا لها

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 05 فبراير 2018 - 04:24 ص

مرت أول أمس الذكرى الثالثة والأربعون على رحيل سيدة الغناء العربي الخالدة أم كلثوم.. وفى هذه المناسبة نقدم لقراء " كنوز " موضوعا جديدا البطل فيه الطفل عادل إبراهيم السيد الذي تبنته سيدة الغناء العربي وعاش معها في فيلتها 12 عاما منذ أن كان عمره خمسة شهور إلى أن رحلت عن الدنيا وهو في الثانية عشرة.
عادل عمره الآن 55 عاما، لا نعرف ماذا يعمل ولا أين هو الآن.. لكنه تحدث لمجلة الكواكب في الذكرى الأولى لرحيل سيدة الغناء العربي.. قائلاً: 
- "أنا من مواليد 1 سبتمبر 1963، ولدت بقرية طماي الزهايرة مسقط رأس أم كلثوم، وهى عمة جدي ( والد والدي ).. وكان والدي موظفا ببنك مصر، أثناء زيارته للخالدة أم كلثوم بالقاهرة وكان عمري وقتها 5 شهور تحملني والدتي على يديها فنظرت لي ماما ثومه فوجدتني ابتسم لها فقالت لوالدي: "عادل دمه شربات، وفجأة جاء عم عبد الرحمن السفرجي ومعه برقية تحمل نبأ سارا قرأتها أم كلثوم وقالت لوالدي: " عادل وشه حلو علىّ.. إيه رأيك تسيبه يقيم معي على طول "، وافق والدي لأن الأسرة لا تستطيع أن ترفض لها طلبا مهما كان وظلت والدتي جالسة بى في فيلا أم كلثوم لرعايتي وتربيتي، هذا ما عرفته من أبى وأمي عندما كبرت.
تحدث عادل للمجلة عن يوم في حياته داخل فيلا أم كلثوم وكيف عودته سيدة الغناء على الاستيقاظ مبكرا لأداء صلاة الفجر معها وقراءة آيات من القرآن الكريم، قبل أن يتناول إفطاره ويتوجه إلى مدرسة " سان جوزيف " بالزمالك التي قضى بها عاماً واحداً ثم انتقل لمدرسة الزمالك التجريبية التي حصل منها على الشهادة الابتدائية، وكانت سيدة الغناء العربي توقع على شهادة درجاته الشهرية، وتتابع بنفسها درجة تحصيله لدروسه في كافة المواد.
وتحدث عادل الذي تبنته أم كلثوم عن يوم في حياة ماما ثومه فيقول: 
- كانت ماما ثومه تستيقظ في الخامسة صباحا لتؤدى صلاة الفجر وتقرأ القرآن، ثم تنام لتستيقظ في العاشرة صباحا لتشرب الشاي في غرفتها وتقرأ الصحف والمجلات، كانت تقرأ الأهرام والأخبار والجمهورية، ومن المجلات كانت تقرأ آخر ساعة والمصور والكواكب والموعد حسب ميعاد صدور كل منها، وكانت تقرأ بعض الصحف والمجلات العربية التي تصدر في بيروت، والصحف الأجنبية التي كانت تنشر صورها وأخبارها أيضا.
ويضيف عادل قائلا : كانت ماما ثومه تبدل ملابسها وتعتني بشعرها ولم تكن تضع أي ماكياج على وجهها، ويتجه بها سائق سيارتها في الحادية عشرة إلى كورنيش المعادى لتمارس رياضة المشي وتعود بعد ساعة أو نصف ساعة حسب حرارة الجو، وفى الساعة الثالثة بعد الظهر تتناول طعام الغذاء، وفى الرابعة تتوجه لغرفة النوم للحصول على قسط من الراحة، وتخرج من غرفة نومها في السابعة مساء، وتجلس في الساعة الثامنة أمام التليفزيون بعد تناول عشاء خفيف لمشاهدة البرامج، وكانت تدعوني وآبلة إحسان وعم عبد الرحمن السفرجي لمشاهدة التليفزيون وفى أحيان كثيرة كان يحضر معنا الدكتور بابا حسن الحفناوي.
ويسرد نجل أم كلثوم بالتبني ما كان يحدث في يوم حفلها الشهري فيقول :
- " قبل موعد الحفل بيومين.. تظل ماما ثومه ملازمة لغرفتها وهى تقرأ القرآن الكريم باستمرار، وكانت تقف في الفرندة لتقرأ كلمات أغانيها وتدندن باللحن، وفى يوم الحفل كانت تستيقظ مع أذان الفجر لتصلى وتقرأ القرآن، وتنام ثم تستيقظ في الحادية عشرة صباحا، تشرب الشاي وتقرأ الصحف والمجلات، وفى الثانية ظهرا كانت تتناول طعام الغذاء ثم تتوجه إلى غرفتها لتنام حتى تستيقظ في السابعة مساء، في السابعة والنصف تحضر الكوافيره، وبعدها تلبس فستان الحفل وتكون قد اختارته قبل الحفل بأيام، وآبلة إحسان بتكون معها أثناء اللبس، وفى التاسعة مساء كانت تصطحبني من يدي حتى باب السيارة ثم تقبلني وتذهب إلى الحفل برفقتها آبلة إحسان وطنط سعدية والكوافيرة، وأجلس أمام التليفزيون لأشاهد الحفل أنا وعم عبده السفرجي وأظل في انتظارها حتى تعود للبيت وأقول لها " مبروك يا ماما " وتظل هي مستيقظة حتى الرابعة صباحا لترد على من يقدمون لها التهنئة لنجاح الحفل من صديقاتها وكبار الملحنين.
وعن الأيام الحزينة التي عاشها نجل أم كلثوم بالتبني في فترة مرضها الأخير فيقول: في ليلة 23 يناير من عام 1975 رجعت من المدرسة فلم أجد ماما ثومه كعادتها في صالون البيت، أسرعت إلى غرفتها فوجدت عندها الدكتور وعلمت أنها أصيبت بوعكة فحزنت جدا، لكن صحتها تحسنت بعد أيام، وعندما دخلت غرفتها سألتني عن المدرسة فقلت لها إني أحضرت شهادة الدرجات الشهرية فطلبتها منى ووقعت عليها، وفى يوم الخميس 30 يناير صحيت من النوم على هيصة وعلمت أن ماما ثومه حدثت لها انتكاسة وأمر الدكتور بنقلها فوراً إلى مستشفى المعادى، لم أذهب للمدرسة وذهبت مع جميع أفراد الأسرة للمستشفى وظللت أبكى أمام غرفتها وأنا أدعو الله لها بالشفاء العاجل، وفى العاشرة من مساء السبت 1 فبراير سمعت من الراديو أن ماما ثومه انتقلت لرحاب الله، صرخت مندفعا نحو الغرفة التي هي بها ومنعني الطبيب من الدخول وهو يقول " اطمئن.. الخبر المذاع غير صحيح والست بخير "، وجاء يوم الإثنين 3 فبراير ووجدت الطبيب يطلب من بابا الدكتور حسن الحفناوي وعمى المهندس محمد دسوقي وباقي أفراد الأسرة أن ندخل للغرفة الزجاجية لنلقى نظرة الوداع الأخيرة على ماما ثومه، فعلمت وأنا أرتجف أنها انتقلت إلى رحاب الله، وكنت أسمع أنها كانت في غيبوبة في أيامها الأخيرة، وسبحان الله عندما نظرت إليها من خلف الزجاج وجدت وجهها مضيئا ومبتسما وظللت أصرخ " ردى علىّ يا ماما ثومه " فأخذوني بعيدا عن الغرفة ولم أدر بنفسي لأني أغمى على، لم أفق إلا وأنا أشاهد جنازتها الرسمية والشعبية في التليفزيون، وكنت أرى الدموع في عيون الرجال قبل النساء.. ماتت ماما ثومه وها أنا أتذكر كل دقيقة عشتها معها لمدة 12 عاما وأتحدث بما عشته في ذكراها الأولى رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة