صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مولانا العاشق

محمد فاروق- علاء عبدالعظيم

الإثنين، 05 فبراير 2018 - 05:55 م

أحبه الجميع، واعتادوا مجالسته، لما لمسوا فيه من طيبة القلب وصفاء النفس، ودماثة الخلق، كان يناديه الجميع بـ «مولانا» لما كان يتمتع به من التدخل لحل المشكلات الزوجية المتعثرة، ولمعرفة الجميع عن حبه وعشقه المفرط لزوجته.

 

ولكن الذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق يوم الحساب.

 

ازدادت شكوى الزوجة من شدة الألم، رغم عدم تقصير زوجها الذي يعمل مأذونًا، والذهاب بها إلى أكثر من طبيب لتوقيع الكشف الطبي عليها بعد أن تضاربت أقوالهم في تشخيص مرضها.

 

أسدلت أمام عينيه ستارة سوداء، تراود مخيلته الأفكار والهواجس، وعدم تحمله فراق زوجته التي تبين أنها مصابة بمرض خطير، أثقلت رأسه بالتساؤلات، ولم يفكر ولو لبرهة بأن ذلك قضاء الله وقدره، تتساقط الدموع من عينيه كلما تحدث أو جلس إلى زوجته، وكأنه مقصرًا في حقها، ولو كان بيده لأعطاها ما تبقى له من عمر كي لايذوق مرارة فراقها، وتتركه يتخبط بين جنبات الدنيا دون عونًا، تملكته حالة من اليأس بعد أن نسي المولى عز وجل، وفي خلوة مع الشيطان اتخذ القرار، ضارًبا بعرض الحائط كل ما درسه وتعلمه من شريعة وفقه، انتفض من فوق مقعده يودع زوجته بالنظرة الأخيرة، وطبع قبلة فوق جبينها، وبعين مغرورقة بالدموع، لم ينطق بكلمة واحدة بينما شعرت الزوجة بأن هناك خطر داهم أو شىء ما سيحدث فملامح الزوج، وتصرفاته تبدو وكأنه يودعها
وسط صمت ألجم لسانها أيضًا عن سؤاله بما يشعر به.

 

وبخطوات يشوبها يأس توجه إلى غرفته وأمسك بمسدسه المرخص، وأطلق منه رصاصة اخترقت رأسه التي انفجرت منها الدماء وسقط على الأرض دون حراك.

علت وجوه الجميع علامات الدهشة والحزن، وسط نحيب وبكاء ينعون على إثره المأذون، متمنين أن يغفر الله له خطيئته وإقباله على الانتحار.

 

وجاءت تعليمات اللواء ممدوح عبد المنصف مدير أمن المنيا، بعمل التحريات المكثفة للوقوف على ما إذا كان هناك شبهة جنائية وراء الواقعة، وتبين أن المأذون كان يتمتع بسمعة طيبة بين أهل قريته، وفي الآونة الأخيرة أصيب بحالة نفسية شديدة بعدما اكتشف مرض زوجته الخطير، مما دفعه في لحظة يأس وأطلق على نفسه الرصاص.

 

تم تحرير المحضر اللازم، وصرحت النيابة بدفن جثة المأذون بعد العرض على الطب الشرعي، والتحفظ على مسدسه المرخص، ولازالت النيابة تواصل تحقيقاتها.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة