غلاف الكتاب
غلاف الكتاب


إيهاب الحضري: «هدير الحجر» يفضح التاريخ السري لاستهداف الآثار

نادية البنا

الإثنين، 05 فبراير 2018 - 07:57 م

أكد الكاتب الصحفى إيهاب الحضرى أن كتابه الجديد" هدير الحجر" يهدف للكشف عن تفاصيل مرحلة ملتبسة فى تاريخ العمل الأثرى، ركز فيها مسئولو وزارة الثقافة على أسلوب" الكومو فلاش"، لتبدو مشروعات الترميم كإنجازات ضخمة، لكنها فى الحقيقة كانت تؤدى إلى طمس هويتها، بل وتدميرها فى بعض الأحيان، واستشهد بالحريق الذى التهم مبنى المسافرخانة الأثرى عام 1998، رغم تحذيراته المتتابعة فى" أخبار الأدب" من كارثة يمكن أن تؤدى إلى فقدانه، بالإضافة إلى تقارير مصرية ودولية انتقدت ما يجرى من ترميمات.

وكشف الحضرى أن فكرة صدور الكتاب ظلت حلما مؤجلا، يغيب وسط دوامات العمل اليومية، حتى حفزه الكاتب الصحفى طارق الطاهر رئيس تحرير الجريدة على إصداره، فى إطار الاحتفال بربع قرن على انطلاقها. وأضاف أن مضمون الكتاب يرصد معارك صحفية خاضها خلال الفترة من 1996 وحتى 2005، ورغم مرور سنوات عليها إلا أنه يكشف عددا من الوقائع لأول مرة، تُمثل ما يشبه تاريخا سريا لم يسبق نشر تفاصيله، عن الكواليس التى واكبت الحملات. وأشاد بالدعم غير المسبوق الذى تلقاه من الروائى الراحل جمال الغيطانى، مؤسس أخبار الأدب، ورئيس تحريرها لسنوات طويلة، مما منحه قدرة لا محدودة على المواجهة.
 
صدر كتاب" هدير الحجر.. التفاصيل السرية لمعركة إنقاذ الآثار" عن مؤسسة بتانة، ويبدأ بسرد تفاصيل علاقة المؤلف مع أربعة مسئولين كبار تولوا أمانة المجلس الأعلى للآثار، كان آخرهم الدكتور زاهى حواس الذى أصبح بعدها أول وزير للآثار. 

فيحكى واقعة نصح فيها الدكتور عبد الحليم نور الدين بالاستقالة من منصبه، قبل أن يفاجأ الأخير بإقالته عقب أسابيع قليلة، كما يذكر موقفا قرر فيه الدكتور جاب الله على جاب الله مقاضاته، رغم أنه كان يؤكد لكل المحيطين به أنه يعتبر الحضرى مثل ابنه. ويسرد المؤلف وقائع عديدة أثارت انفعال الدكتور زاهى حواس مما كان يكتبه، وجعلته يشكوه للغيطانى أكثر من مرة، ومن بينها واقعة فحص مومياء توت عنخ آمون بالأشعة فى بدايات عام 2005، وهى الواقعة التى جعلت الكاتب يفرد لها الباب الأخير فى كتابه، بعد أن أعد ملفا حولها قبل سنوات، أثار جدلا لأنه لم يتوقف عند حدود الواقعة، بل كشف خروج عينات من مومياوات ملكية عبر سنوات عديدة، لإجراء اختبارات حامض نووى لها.

ويشير إيهاب الحضرى إلى أنه اختار نماذج قليلة من تلك التى خاضها عبر أخبار الأدب، بحيث تمثل الحملات فترات زمنية مختلفة، بالإضافة إلى تعبيرها عن مختلف حقب الحضارة المصرية عبر عصورها.

يحمل الباب الأول فى حملات عنوان" وداعا المسافرخانة"، ويركز على المبنى الأثرى الذى التهمه حريق غامض 1998، ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن ملابسات الحادث لا تزال مجهولة. وفى الباب الثانى يتطرق إلى حملة كشف محاولات تفتيت متحف الفن الإسلامى، التى اشتعلت حدتها بعد نشر أول تحقيق بها، حيث اعتمد عدد من كبار المثقفين وعلماء الآثار على مضمونه وصوره، ليقدموا أول بلاغ من نوعه فى تاريخ العمل السياسى المصرى، وكان للنائب العام ضد وزير ثقافة خلال شغله المنصب، وهو ما دفع الوزير إلى التطاول على الجريدة فى البرلمان واتهامها بالتضليل، لتبدأ" أخبار الأدب" معركة كشف حقيقة من يقوم بتضليل الرأى العام.
أما الحملة الثالثة فحملت فى الكتاب عنوان" أحزان الكنيسة المعلقة"، ويؤكد الحضرى أنها لم تنطلق من" أخبار الأدب"، لكن دخول الجريدة فيها أدى إلى تغيير مسار الأحداث، فتم كشف الكثير من الوقائع التى جعلت مشروع الترميم يبدأ من جديد، رغم أن وزارة الثقافة كانت تستعد وقتها لافتتاح الكنيسة بزعم الانتهاء من ترميمها، وهو ما ثبت عدم دقته، لدرجة أن الترميم الحقيقى انتهى بعدها بـ 14 عاما، ولم يتم إلا فى عام 2014! .

وتعتبر فصول" القاهرة التاريخية" من أهم معارك الكتاب، لأنها استمرت شهورا طويلة، وبلغت ذروتها مع حصول المؤلف على تقرير أعده أحد خبراء اليونسكو حول مشروع ترميم القاهرة القديمة، قبل وصوله إلى وزارة الثقافة نفسها، وهو ما اعتُبر وقتها سبقا مهما، خاصة بعد مواجهة سابقة للحضرى مع الوزير، أكد خلالها الأخير أن الخبير الأجنبى أشاد بما يجرى من أعمال، غير أن التقرير الذى نشرته أخبار الأدب انتقد الكثير مما يحدث، ودعم آراء علماء آثار مصريين ودوليين، حذروا من خطورة ما يتم من أعمال وتهديدها لهوية المدينة القديمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة