الكاتب خالد ميري
الكاتب خالد ميري


خالد ميـري يكتب: الزعامة المصرية.. والحكمة العمانية

خالد ميري

الإثنين، 05 فبراير 2018 - 11:46 م

رغم أن القمة التى جمعت السيسى بقابوس أول أمس كانت اللقاء الأول بين زعيم مصر والسلطان، إلا أن من حضرها أكدوا على التفاهم الكبير والاتفاق الكامل فى وجهات النظر تجاه كل القضايا.
وإذا كانت العلاقات المصرية العمانية تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ وتمتد إلى٣٥٠٠ سنة، فالمؤكد أن تاريخ هذه العلاقة كان عنوانه الوحيد ومازال هو «الإخوة والصداقة وتحقيق مصالح الشعبين الصديقين».
بالأمس تواصلت احتفالات سلطنة عمان غير المسبوقة بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى. الأشقاء ممتنون للزيارة، يعرفون جيداً قدر مصر وقدر زعيمها، والرئيس حريص على دفع العلاقات إلى آفاق جديدة للتعاون لم تصلها من قبل.
الرئيس زار جامع السلطان قابوس الأكبر ذلك المعلم الدينى والحضارى والثقافى الفريد، ودار الأوبرا السلطانية المؤسسة الفنية الثقافية الرائدة.. ومتحف قوات السلطان المسلحة الذى يوثق التاريخ العسكرى الطويل للجيش العُمانى.. زيارات كشفت عن التقدم الهائل والنهضة الكبيرة التى تجرى فوق أرض عمان ويقودها بنجاح السلطان قابوس بن سعيد حكيم العرب، كما التقى الرئيس أمس بنائب رئيس الوزراء فهد بن سعيد آل محمود.
وفى لقاء ودى جمع الوفد الصحفى المصرى مع وزير الخارجية العمانى الحكيم يوسف بن علوى ووزير الإعلام الخبير عبدالمنعم الحسنى تجدد التأكيد على شكر الرئيس السيسى لحرصه على إتمام الزيارة رغم المشاغل الكثيرة داخلياً وخارجياً، وهو ما يؤشر إلى بداية جديدة قوية لعلاقة تاريخية وثيقة، بن علوى أكد أن زعيم مصر يستحق كل هذه الحفاوة من السلطان وكل الشعب العمانى، فما يفعله لشعبه وأمته العربية والإسلامية محل تقدير كبير، كما أن زعامة مصر للأمة العربية أزلية وليست محل جدل أو نقاش.
تحدث الرجل بصراحة مؤكداً أن الوضع العربى صعب جداً والخسائر كبيرة، ومصر أكثر الدول العربية قلقاً مما يحدث بحكم مسئوليتها القيادية، فالقائد دائماً هو الأكثر قلقاً وتحملاً للمسئولية، وعن علاقات مصر وسلطنة عمان قال إنها صافية تمام الصفاء، لم ولن يعكرها أى خلاف، ونحن نعرف المهام الكبيرة الملقاة على عاتق مصر والتى تقوم بها كزعيمة وقائدة، وأشار إلى أن الرئيس ناقش هذا الوضع باستفاضة مع السلطان قابوس وعرض المخاطر الكبيرة التى تحيط بالوطن العربى، وقال بن علوى إن ما يحدث بالوطن العربى هو حالة من الجمود أشبه بعاصفة ثلجية، وإن أصل قضايا ومشاكل المنطقة هى القضية الفلسطينية، وأكد أننا بحاجة لدراسة جادة عميقة لأسباب حدوث ما أطلق عليه الربيع العربى، مضيفاً أنه لولا وقفة مصر لكانت المنطقة العربية قد أبيدت فى إطار الفوضى الخلاقة.
يعرف الأشقاء فى عمان جيداً حقيقة المؤامرة على مصر والوطن العربى، يعرفون ماذا فعل الشعب المصرى بسبب ثورته العظيمة فى ٣٠ يونيو وماذا فعل الجيش المصرى العظيم، يدركون أن المنطقة العربية كانت على حافة الخطر والضياع وأن ما فعله شعب وجيش مصر لم ينقذ بلدنا وحده بل أنقذ العالم العربى كله من الضياع.
الحقيقة أن كل المسئولين بالبلدين الشقيقين اتفقوا على أن مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية أقل كثيراً من مستوى العلاقات السياسية، والتى تشهد تنسيقاً كبيراً واتفاقا حول قضايا المنطقة والعالم، وكانت زيارة الرئيس فرصة لدفع هذه العلاقات قدما إلى الأمام.. بالاتفاق على عقد اللجنة الوزارية المشتركة إبريل المقبل، واللقاء الذى سيجمع السيسى اليوم مع كبار رجال المال والأعمال فى السلطنة، مع التحضير لمؤتمر اقتصادى مشترك يجمع رجال الاقتصاد ووزراء الدولتين.
علاقات مصر وعمان نموذج لعلاقات الدول العربية، علاقات صافية بلا مشاكل أو خلافات، علاقات هدفها إطفاء حرائق المنطقة العربية رغم أن البلدين لم يشاركا فى إشعال أى منها وليسا طرفا فى أى منها، علاقات هدفها الوحيد خدمة مصالح الشعبين الشقيقين ومعهما كل الشعوب العربية والإسلامية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة