صورة من معتقل جوانتنامو
صورة من معتقل جوانتنامو


انفراد «الأخبار» في معتقل جوانتنامو .. حياة في معسكرات الاعتقال .. والجميع مسلمون

عاطف عبداللطيف

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 - 01:21 ص

«جوانتانامو».. من في العالم أجمع لا يعرف هذا الاسم.. المكان الذي سيذكره ويتوقف عنده التاريخ طويلًا.. إنه المعتقل الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر الشهيرة، ليصبح أشهر معتقل في العالم، وينضم إلى غيره من المعتقلات الشهيرة بالتاريخ.

حكايات وروايات كثيرة تم تناولها في العالم بصفة عامة وبالدول الإسلامية والعربية بشكلٍ خاصٍ، حول معتقل «جوانتانامو».. ما بين حديث التعذيب، والاحتجاز دون سندٍ قانونىٍ.

 وما بين تأكيدات حول إغلاق المعتقل أطلقها الرئيس الأمركى السابق باراك أوباما، لكنها لم تنفذ، وقصص وتقارير وموضوعات صحفية وإعلامية حول الحياة داخل معتقل جوانتانامو، إلا أن كل هذه الروايات لا تستند إلى سندٍ حقيقيٍ، أو شاهدٌ على الطبيعة.

 لذلك حاولت «الأخبار» الاقتراب من الممنوع، واختراق المحظور، وتحدى الخيال، برصدٍ من أرض الواقع، سعت ومنذ شهور لزيارة أشهر معتقل في التاريخ، لتنقل لقارئها العزيز ما يجرى داخل جوانتانامو بالكلمة والصورة، وبعد أسابيع من المحاولة، نجحنا في تحقيق هذا السبق الصحفي الكبير لجريدتنا العريقة، لنكون أول صحيفة مصرية وعربية تزور معتقل «جوانتانامو».

معسكرات الاعتقال

 نشأت معسكرات الاعتقال في يناير 2002 في عهد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، وحسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في ذلك الوقت فإن الهدف من إنشاء هذه المعسكرات هو احتجاز ومحاكمة الأشخاص الخطرين الذين ارتكبوا جرائم حرب.

في بداية نشأة المعتقل لم يكن معروفًا عدد المحتجزين داخلها، وطبقًا لقانون حرية المعلومات والذي تم توقيعه في يوليو 1966 في عهد الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، وينص على حق تداول المعلومات، أعلنت وزارة الدفاع عن اعتقالها لمئات المعتقلين داخل المعسكرات في ذلك الوقت، حيث تُدار معسكرات الاعتقال من خلال قوات المهام المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.

 في بداية تأسيس المعتقل تم إنشاء بعض المعسكرات المؤقتة لاستقبال المحتجزين وتم إغلاقها بعد مرور شهرين من تأسيسها، حيث تم نقل المعتقلين إلى معسكرات أخرى تم تأسيسها وتتكون من ستة معسكرات يحملون أسماء مختلفة، تتضمن معسكرات «إيكو»، «دلتا»، «إيجوانا» و»إكس راي».

وتم إغلاق أربعة معسكرات ولم يتبق حاليًا سوى معسكرين يوجد خلف جدرانهما 41 معتقلًا جميعهم مسلمون، وجارى إنشاء معسكر جديد يقال إنه سيكون الأكثر أمانًا وتحصينًا بين جميع المعتقلات الموجودة والتي تم إغلاقها من قبل.

فيما يتعلق بالمعسكرين المستخدمين حاليًا تحتوى كل زنزانة داخلها على إشارات لتحديد القبلة حتى يتمكن المعتقلون من أداء الصلوات، كما تتضمن كل زنزانة نتيجة هجرية تحدد توقيتات الصلاة ومواسم الصوم ويتم تحديثها بصور منتظمة.

وداخل المعسكرات يوجد أماكن اجتماعية للتسامر بين المعتقلين كما يوجد ملعب لكرة القدم كنوع من وسائل التسلية للمحتجزين، فضلًا عن ذلك تقام العديد من الدورات التعليمية التي تُقدم للمساجين بهدف إعادة تهيئتهم، وتتضمن تلك الدورات دروسًا في اللغة الإنجليزية ودروسًا فى الفن، كما يوجد مكتبة تثقيفية تحتوى على العديد من الكتب الاجتماعية والدينية.

مخيمات الإقامة

هناك العديد من الزيارات المستمرة لمنظمات المجتمع المدني ولهذا الغرض تم تأسيس عشرات من المخيمات المكيفة لإقامة أعضاء المنظمات غير الحكومية والصحفيين وبعض المحامين.

الحياة داخل المخيمات تبدو بدائية إلى حدٍ كبيرٍ سواء من حيث الشكل أو من حيث التجهيزات التي يتضمنها كل مخيم، فتم تصميم المخيمات على شكل غرف فردية ويكفى كل مخيم لاستيعاب 12 فردًا داخل غرف منفردة تصل مساحة كل غرفة إلى حوالي سبعة أمتار.

 وتحتوى على سرير ودولاب صغير للملابس وكرسي، جميع الغرف داخل المخيمات مواجهة لبعضها البعض ويفصل بينها ممر ضيق يكفى لمرور شخص أو شخصين على الأكثر.

 جميع أسقف الغرف مصممة على شكل هرمي ومغطاة بغطاء غليظ من البلاستك لمنع سقوط المطر. جميع المخيمات مكيفة عن طريق مكيفات مركزية يتم توزيعها بصورة متساوية على الغرف، لا تحتوى الغرف على حمامات منفصلة ولكن يوجد مخيمات مختصة فقط لهذا الغرض بحيث يحتوى كل مخيم على تسعة حمامات وحوضين صغيرين لغسيل الوجه وأغراض أخرى، وهناك مخيمات أخرى مخصصة فقط لأغراض الاستحمام.

 وتجدر الإشارة إلى تراجع عدد السجناء في معتقل جوانتانامو بشكلٍ كبيرٍ وتدريجى خلال السنوات الماضية حتى وصل إلى 41 سجينًا فقط مقارنة بمئات السجناء كانوا موجودين خلف جدران المعتقل في بداية نشأته.

كما أنه تم تخفيض عدد المعسكرات الموجودة داخل المعتقل إلى معسكرين فقط مقارنة بستة معسكرات تم تأسيسهم لاستقبال أعداد كبيرة من السجناء، تم تصميم المعتقل بحيث يتضمن عدد من المعسكرات يحتوى كل معسكر على عدد من الزنازين للسجناء.

وقامت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية بإرسال العديد من المعتقلين إلى الدول التي ينتمون إليها أو يحملون جنسياتها، على أن تقوم الدول المستقبلة بمحاكمة المعتقلين المرحلين إليها طبقًا للأنظمة الداخلية لكل دولة، كما أنشأت الولايات المتحدة محكمة خاصة لمحاكمة المعتقلين المتبقين داخل المعتقل وتصل تكلفة المحاكمات إلى ملايين الدولارات تتحملها الحكومة الأمريكية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة