«مسحوق اللبان والنبيذ».. أبرز طرق علاج الفتاة بعد «الختان»عند الفراعنة
«مسحوق اللبان والنبيذ».. أبرز طرق علاج الفتاة بعد «الختان»عند الفراعنة


«مسحوق اللبان والنبيذ».. أبرز طرق علاج «الختان»عند الفراعنة

ريم الزاهد

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 - 02:35 ص

 

لم يعرف البعض أن أصل جريمة "ختان الإناث" هم الفراعنة، حيث تقول المُؤرِّخة ماري نايت أنَّ اللعنة رقم 1117، المنقوشة على النواويس المصريَّة القديمة بِالهيروغليفيَّة قد يُقصد بها الإشارة إلى الفتيات غير المختونات، ولفظها قريبٌ من «عم عت»

عُثر على نقش هذه اللعنة على ناووسٍ يعود لِشخصٍ يُدعى «ست حدجحوتب»، يُحتفظ به حاليًّا في المتحف المصري، ويرجع إلى عصر المملكة المصريَّة الوُسطى، على أنَّ العالم الأمريكي پول أورورك يقول بأنَّ عم عت المذكورة في النقش يُقصد بها الإشارة إلى المرأة الطامث وليس غير المختونة.

ذُكر خِتان إحدى الفتيات المصريَّات، واسمُها «تاثميس»، في إحدى البرديَّات الإغريقيَّة العائدة لِعام 163 ق.م، والمُحتفظ بها في المتحف البريطاني، فقيل: بعد هذا بِفترة، تحايلت عليّ نفوريس "والدة تاثميس"، إذ كانت قلقة ومُتلهفة لِحُلول ميعاد خِتان ابنتها، كما هي العادة المُتبعة بين المصريين، فطلبت مني أن أُقرضها 1,300 دراخما، لِتكسو بها الفتاة وكي تؤمِّن لها مهرًا مُعتبرًا،  فإن لم تفعل أيٌّ مما ذكرت أو لم تُختن تاثميس خِلال شهر أمشير، من سنة 18 [163 ق.م]، فسوف ترد لي 2.400 دراخما على الفور.

وأثبتت الفُحوصات التي أُجريت على المومياءات المصريَّة العائدة لِنساءٍ وبنات وُجود آثارٍ لِلختان، وقد أشارت ماري نايت إلى الخُلاصة التي توصَّل إليها الأخصَّائي بِعلم الأمراض «گرافتون ألیوت سميث»، بعد أن فحص مئات المومياءات خلال أوائل القرن العشرين، وهي أنَّ المنطقة المهبليَّة تبدو بحالةٍ شبيهةٍ بِحالة المنطقة المهبليَّة لِلأُنثى التي خُتنت ختانًا من النمط الثالث، وذلك لأنَّهُ خلال التحنيط، شُدَّ جلد الشفرين الكبيرين إلى الخلف ناحية فتحة الشرج لِتغطية الشق الفرجي، ولعلَّ ذلك مردُّه الحيلولة دون تدنيس المومياء جنسيًّا. 

أمَّا تحديد ما إذا كان النمطان الأوَّل والثاني قد طُبقا على إحدى المومياءات فمُستحيل، نظرًا لأنَّ الأنسجة اللينة الطريئة إمَّا أزالها المُحنطون أو تحللت مع مُرور الزمن.

ومن جانب آخر كتب الجُغرافي الإغريقي إسطرابون عن ظاهرة ختان الإناث في مصر حينما زارها عام 25 ق.م، كما أشار إلى هذا الأمر الفيلسوف فيلون السَّكندري، فقال: «عادةُ المصريين الرائجة في بلادهم هي ختن الشباب والبنات الصالحات لِلزواج في السنة الرابعة عشر من حياتهم، عندما يبدأ الصبي بالاحتلام، ويبدأ الطمث عند الفتاة».

ذُكرت هذه العادة أيضًا بشكلٍ وجيز في مُؤلَّفٍ منسوب لِلطبيب الإغريقي جالينوس، حيثُ قيل: «عندما يبرز البظر بشكلٍ واضحٍ عند فتياتهم الشابَّات، يرى المصريُّون أنَّه قد آن الأوان لِقطعه».

وأشار الطبيب الرومي آطيوس الآمدي الذي عاش خِلال أواسط القرن الخامس إلى أواسط القرن السادس الميلاديين، إلى مزيدٍ من التفاصيل المُتعلِّقة بِالختن الطبي، في الكتاب السادس عشر من موسوعته حاملة عنوان: «ست عشرة كتابًا عن الطب»، فقال أنَّ العمليَّة كانت تجري بحال أصبح البظر شديد النُتوء أو أثار الغريزة الجنسيَّة للفتاة بسبب احتكاكه بِالملابس، عندها كان المصريُّون يرون أنَّهُ قد آن الأوان لِبتره قبل أن يزداد حجمه أكثر، وخُصوصًا لو صودف حُلول الوقت الذي سوف تتزوج فيه الفتاة.

يذكر أن بعد الانتهاء من هذه العملية، تنظف المنطقة المهبليَّة باستخدام إسفنجة، ومسحوق اللبان، والنبيذ أو الماء البارد، وتُضمَّد بواسطة أوراق الكتَّان المُغمَّسة بِالخل طيلة سبعة أيَّام، وفي اليوم السابع تُمسح بِالكالامين، وبتلات الورد، وبُذور البلح، أو بواسطة «مسحوقٍ مهبليّ مصنوعٌ من الطين المشوي»
 


الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة