صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الهرمونات.. وسر فراش الزوجية

أحمد عبدالفتاح- علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 - 07:34 م

توجهت الزوجة إلى غرفة نومها تحتضن صغيرها، وتضعه بهدوء وحنان فوق سريرها، تمسح وتتحسس بكف يدها جبهته الصغيرة، تتلاطم الأفكار والهواجس بعقلها حزنًا على تصرفات زوجها الذي هجرها في الفراش بعد عامين من الزواج.
    
تساقطت دموع الحزن فوق وجنتيها، وبتمحص دءوب مرت أمامها ذكريات الزواج، تبحث عن سبب يثبت تقصيرها تجاهه أو في واجباتها المنزلية أم أن هناك امرأة أخرى تنافسها في خطف الزوج، لم تجد أمامها غير مراقبته، ومعرفة تحركاته بعدما باءت كل محاولاتها بالفشل في التقرب إليه ومساعدته في حل أي مشكلة تواجهه حتى وقعت الفجيعة على رأسها كالصاعقة.

أخفت وجهها بالنقاب، وسارت بخطوات مرتعشة، تراود مخيلتها أوصاف تلك المرأة التي فضلها عنها الزوج، تتوعدهما بفضيحة كبرى، لكن جحظت عيناها، وتبدلت معالم وجهها باقتضاب، ودهشة شديدة عندما وقعت على يافطة الطبيب النفسي الذي اعتاد زوجها زيارته.

انتظرت خروج الزوج من العيادة بفارغ الصبر، مما زاد همها، وشل تفكيرها، وقبل أن يسبح عقلها في بحر لتساؤلات مرة أخرى، وبسرعة سابقت قدماها الرياح، وانطلقت مسرعة إلى داخل العيادة فور خروج الزوج.

اقشعرت جبهتها، بعدما كشفت عن وجهها للطبيب، مؤكدة أنها قرأت رسائل متبادلة بينه وبين زوجها من خلال الهاتف المحمول والتي اطلعت عليها دون أن تخبره، فاخترقت كلماته المنطلقة من بين ثنايا فمه كجمرات تتوقد بين ضلعيها، حيث أخبرها بأن زوجها يعاني من وجود نسبة مرتفعة من هرمونات أنوثة، وتبدو عليه أعراض نسائية يتوجب على إثرها إجراء جراحة لتحويله إلى أنثى.
عادت إلى منزل الزوجية تنتظر عودة زوجها، وقررت مواجهته بما اكتشفته، وطلبت منه عدم إجراء تلك الجراحة، ويكفي أن الله رزقهما بطفلهما الوحيد، وأنها لا تريد إلا وجوده وبطبيعته كما هي، وبعد مشادة كلامية فوجئت به يرفض طلبها، وإصراره على إجراء الجراحة.

باءت كل محاولاتها بالفشل مرة أخرى في إقناعه، بأن يقوم بتطليقها، واحتدم الأمر بينهما ووصلت معه إلى طريق مسدود، بعدما رفض طلبها بالطلاق أيضًا، معللا بأنه يخشى من أن تقوم هي بفضحه؛ فما كان منها إلا أن توجهت إلى محكمة الأسرة بزنانيري تطلب الخلع منه.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة