مركز حفريات جامعة المنصورة
مركز حفريات جامعة المنصورة


مركز حفريات جامعة المنصورة يتحول لـ «متحف تاريخ طبيعى»

حازم نصر

الأربعاء، 07 فبراير 2018 - 11:52 م

ما زالت ردود الأفعال العالمية عن الاكتشاف العلمى الكبير للديناصورات آكلة العشب  بالوادى الجديد تتوالى.. الاكتشاف كان ولايزال حديث الأوساط العلمية والإعلامية بالعالم خاصة أنه قد يرسخ لنظريات جديدة  بعد أن كشف عن  احتمال وجود جسر برى بين أفريقيا وأوربا فى الفترة ما بين 70 إلى 80 مليون سنة قبل الميلاد.

لكن  كيف يمكن  تحقيق الاستفادة القصوى من هذا الكشف العلمى المذهل؟!.. وما مصير الديناصور المكتشف وغيره من الحفريات التى يتم العثور عليها؟.. وهل هناك متحف متخصص يمكن من خلاله عرض تلك الاكتشافات والحفاظ عليها لتكون أحد عوامل الجذب السياحى؟

د. هشام سلام مدير مركز الحفريات  بكلية العلوم بجامعة المنصورة  ورئيس الفريق العلمى صاحب الاكتشاف  يجيب فى البداية على سؤال مهم وهو: لماذا كل تلك الضجة العالمية حول هذا الاكتشاف؟


بقوله: الاكتشاف نشر بأهم دورية عالمية وهى مجلة «نيتشر إيكولجى اند إيفولوشن» والدورية لا تنشر إلا الأبحاث التى لها قيمة علمية كبرى وتحظى باهتمام العلماء وشباب الباحثين على حد سواء من كل دول العالم .. من هنا كان نشر البحث حول اكتشاف الديناصور أمراً مذهلاً للجميع وفتح أمامهم آفاقا جديدة للبحث العلمى الجاد وطرح الكثير من التساؤلات التى تحتاج لمزيد من الجهد للوصول لإجابات واضحة ومحددة لها..

فالاكتشاف يمثل إحدى الحلقات الهامة فى تاريخ العلم فقد فتح فصلا جديدا من التاريخ وأعطى لنا الأمل للبحث عن الكائنات الحية الأخرى التى كانت تعيش مع الديناصور خلال تلك الفترة خاصة أن الديناصور المكتشف « منصورة صورس « يعد جديدا من حيث النوع والجنس و يعتبر الديناصور الأول فى أفريقيا والسادس مصريا من الفترة 70 إلى 80 مليون سنة قبل الميلاد.

وأشار إلى أن هذا الاكتشاف يوثق الفجوة فى قارة أفريقيا لفترة 30 مليون سنة قبل الميلاد قبل انقراض الديناصورات حيث لم يكن هناك أى دليل على وجود كائنات حية خلال تلك الفترة. 


وبهذا الاكتشاف أيضا يمكننا أن نشير إلى وجود جسر برى بين أفريقيا وأوربا فى الفترة ما بين 70 إلى 80 مليون سنة قبل الميلاد لأننا وجدنا قرابة بين الديناصورات الأوربية والأفريقية وذلك لأن الديناصور لا يسبح ولا يطير.

ويستطرد قائلا:إن الرفات المكتشف فى واحة الداخلة بالصحراء الغربية المصرية هو أكبر حفرية تامة بين أى فقاريات برية بالبر الرئيسى الافريقى خلال فترة زمنية تصل إلى نحو 30 مليون عام قبل انقراض الديناصورات منذ 66 مليون عام. وهو يعد أول اكتشاف لفريق بحثى مصرى فى منطقة الوادى الجديد والذى يؤكد تواجد الديناصورات الآكلة للعشب فى هذه المناطق الصحراوية فى مصر .


قرموط البحر


وكشف د. هشام عن أن هذا الاكتشاف العالمى لم يكن هو الأول لمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية بل تم قبل ذلك اكتشاف جنس ونوع جديد من الأسماك «القرموط» يعيش فى البحر «المياه المالحة» بدلا من نهر النيل «رغم أنه من المعروف أن هذا النوع من الأسماك يعيش فى المياه العذبة».


وطول هذا القرموط متران ونصف وتم اكتشافه بالفيوم العام الماضى وكذلك تم اكتشاف أنواع جديدة من القردة وفرس النهر «السيد قشطة» من أعوام ٢٠١١ وحتى ٢٠١٦ كما كشف عن قيام المركز حاليا بعمل بحث هام عن التماسيح مشيرا إلى أنه طلب من د. محمد الفناوى رئيس الجامعة دعما لتوفير مكان أكثر ملاءمة للمركز وتجهيزه بمبلغ لا يتجاوز مليون جنيه على أقصى تقدير حيث سيكون له مردود كبير.


متحف عالمى


وطالب د. سلام بإنشاء متحف عالمى للتاريخ الطبيعى يضم هياكل الحفريات بشكل عام وهياكل الديناصوات والحيتان فى شكل بسيط للزوار حيث لايوجد مثل هذا المتحف فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل مؤكدا أنه سيساهم على نماء وتنمية السياحة المصرية والبحث العلمى فى هذا المجال وسيكون هو الفريد من نوعه خاصة أن المتحف الجيولوجى المصرى لايوجد به إلا هيكل ديناصور واحد وبعض الهياكل الأخرى .


 والمتحف الجديد فى حال إنشائه لن يكون جاذبا لنوعية هامة وفريدة من السياحة فقط بل سيكون جاذبا للكثير من العلماء و الباحثين من كافة الدول. أما د. سناء السيد نائب مدير مركز الحفريات والدكتورة إيمان الداوودى والدكتورة سارة صابر أعضاء الفريق البحثى أكدن أهمية إنشاء مثل هذا المتحف وأن الاكتشاف الأخير فتح الباب واسعا أمام المزيد من الاكتشافات فى المستقبل القريب وسيتيح فرصة وجود هذه الاكتشافات فى مصر بعد أن تم تدمير الكثير من الاكتشافات السابقة ابان الحرب العالمية وتهريب بعضها خارج مصر ..كما سيخلق مجالا جديدا من مجالات السياحة ويدعم البحث العلمى الرصين .


وأضاف الدكتور فرحات إبراهيم أن عمر الديناصور قبل خلق أدم وحواء مما يؤكد وجود كائنات حية غير الإنسان قبل خلقه مشيرا إلى أن عمر الارض 4600 مليون سنة وعمر وجود الإنسان على الأرض 300 ألف سنة فقط . وفكرة المتحف ستخلق حالة من الاهتمام العلمى الكبير لدى أبناء مصر وطلابها .


استجابة فورية


«بوابة أخبار اليوم» حملت فكرة انشاء المتحف المقترح للدكتور محمد القناوى رئيس جامعة المنصورة الذى أعرب فى البداية عن سعادته الغامرة بهذا الاكتشاف العلمى الذى يمثل نقلة كبرى فى تاريخ البحث العلمى بالجامعة ستتلوه خطوات هامة ستضع الجامعة فى مكان متقدم بترتيب الجامعات العالمية.


ورحب بفكرة إنشاء المتحف قائلا "حقا إنها فكرة هامة ويجب أن يكون تنفيذها متسقا مع أهدافها لذا سيتم اجراء دراسة مستفيضة لطبيعة المكان الملائم لإنشاء المتحف داخل الجامعة وبالتأكيد سيكون فى أقرب مكان لمبنى كلية العلوم وفى ذات الوقت قريبا من السور الخارجى للجامعة حتى يسهل استقبال الزائرين له من خارج الجامعة سواء من السائحين أو العلماء والباحثين من خارج الجامعة أو طلاب المدارس وغيرهم".
 وأكد د. القناوى، أنه سيتم دراسة كافة المتاحف العلمية الكبرى بالعالم للاستفادة منها قبل تنفيذ هذا المشروع وسنبذل قصارى جهدنا لتوفير التمويل اللازم له ليرى النور فى أقرب وقت ممكن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة