المخرج محمد فاضل
المخرج محمد فاضل


«فاضل»: الأعمال تتعمد هدم دولة القانون..

الدراما المصرية بين مطرقة لجنة «تنظيم الأعلام» و«مقص الرقيب»

أحمد السنوسي

الجمعة، 09 فبراير 2018 - 08:23 م

حالة من الجدل أثارتها قرارات لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والتي يرأسها المخرج محمد فاضل، وذلك عقب إصدار توصيات رأى كثيرون أنها تضيق الخناق على صناعة الدراما المصرية، وتضعها تحت مقص الرقابة قبل الكتابة وبعدها.

 

وتضمنت التوصيات، أن يراعي المبدعون والمنتجون الذوق العام وليس فوضى الشارع، إضافة إلى الاهتمام بقضايا المجتمع التي تؤثر في الناس، مثلما يراعوا الظروف الاستثنائية والتحديات الكبرى التي يواجهها الوطن.

 

وشملت التوصيات كذلك، الاتفاق مع رؤساء القنوات على عدم التعاقد أو عرض أي عمل درامي لا يحصل على تصريح الرقابة على المصنفات الفنية، في إشارة واضحة من المجلس الأعلى للإعلام، على أنه سيُفعل مقص الرقيب بصورة أكبر على الأعمال الدرامية، خاصةً مع تأكيد الأمين العام للمجلس مكرم محمد أحمد، على فرض عقوبة على أي قناة تعرض عملًا لم يطبق مؤلفه المعايير المطلوبة، بالإضافة إلى عزم اللجنة على صياغة "ورقة عمل" عن أولويات موضوعات المحتوى الدرامي، التي يحتاج إليها المجتمع في المرحلة الراهنة.

 

وأكد رئيس لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المخرج محمد فاضل، في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن معظم الأعمال الدرامية انحرفت عن الأهداف الفنية والإنسانية والوطنية انحراف متعمد مقصود به هدم دولة القانون، مشيرا إلى أن كل بطل في تلك الأعمال يمكنه الحصول على حقه بيديه.

 

وأضاف "فاضل"، أن الأم أصبحت مادة للسخرية والسب بأقذع الألفاظ في أغلب الأعمال الدرامية تقريبا، فضلا عن استخدام الألفاظ والتصرفات السوقية، مؤكدا أن كل ذلك يستهدف هدم كيان المجتمع، لأن الدراما التلفزيونية هي الوجبة الرئيسية اليومية للمواطن المصري بعد ارتفاع تذاكر السينما وزحمة المواصلات التي تعوق نزول المواطن للذهاب للسينما.

 

وأشار رئيس لجنة الدراما، إلى أنه بعد إلغاء سينما الحي أصبحت دور العرض السينمائية في المراكز التجارية، فيما أصبح الوصول إلى دور العرض بوسط المدينة صعبا نتيجة الزحام وارتفاع أسعار التذاكر، موضحا أن المواطن المصري وأسرته في بيته يتلقي هذه القنابل المسمومة من الإنتاج الدرامي بالتحديد.

 

وقوبلت هذه القرارات بموجة من الغضب والسخرية من الكتاب والقائمين على الصناعة، واعتُبرت تقييدًا واضحًا لحرية الفن.

 

من جانبها، أصدرت جبهة الإبداع التي تضم عددًا كبيرًا من المؤلفين والمخرجين والمنتجين، بيانًا صحفيًا، جاء فيه: "نحن مندهشون لكون قامة مثل المخرج محمد فاضل، والذي رافق طريق الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، والذي دافع عن مفاهيم الحرية والتعددية في العديد من أعماله، يقبل أن يزّج باسمه في مثل ذلك".

 

وأضاف: "فلنتخيل معا يوما في الثمانينيات يستيقظ فيه عكاشة يتوجه لتلك اللجنة حاملًا سيناريو (الراية البيضا) أو (أنا وأنت وبابا في المشمش)، ليُنبه عليه رئيس اللجنة أنهم لن يمنعوه ولكنهم يفضلون أن يتطرق لمواضيع أخرى، وضع تلك القائمة بشكل عام فيه وصاية غير مقبولة على المبدعين وعلى المتفرج سواء".

 

وتابع: "لا نستطيع أن نجد مثالًا واحدًا في التاريخ لقيام مؤسسة من مؤسسات الدولة بدور مماثل إلا في ألمانيا النازية في عهد هتلر".

 

واختتمت جبهة الإبداع بيانها برسالة إلى رئيس لجنة الدراما قائلة: "أستاذنا الفاضل.. فن الوصاية لم يكن لينتج أعمالك الرائدة، ولهذا فإن الواقفون على رصيف فيلا أبو الغار يدعونك للعودة لصفوفهم والوقوف معهم".

 

وشن الزعيم عادل إمام، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "العاشرة مساءً"، مع الإعلامي وائل الإبراشي، هجوما على اللجنة واصفًا إياها بـ"اللجنة الفاشية وقراراتها كلام فارغ"، مؤكدًا أن الفن لا يحتاج لوصاية من أحد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة