توحيد القطرين
توحيد القطرين


أقوى ملكات مصر القديمة الحلقة الأولى.."نيت حوتب" خلف توحيد القطرين

شيرين الكردي

الأحد، 11 فبراير 2018 - 04:08 ص

 

قال عالم الآثار المصرية الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، ومدير مركز الدكتور زاهي حواس، إن المرأة تمتعت في مصر القديمة بمكانة عالية لم تحظ بها مثيلاتها في العالم القديم، بل لم تحظ بها المرأة في العصر الحديث إلا منذ فترة قريبة.

ونوه أن دور المرأة في مصر القديمة كان كبير ومهم للغاية؛ وكانت مساوية للرجل، ومشاركة له في الحياة، وملازمة له في العالم الآخر بحسب اعتقاد المصريين القدماء؛ إذ كان يرغب الرجال في العودة للحياة في صحبة زوجاتهم حتى يعيشوا حياة أبدية مع زوجاتهم.

وأضاف أن مصر القديمة عرفت عددا كبيرا من الملكات منذ أقدم العصور، ومنهم من كن زوجات ملوك أو كن ملكات حاكمات لفترات طالت أو قصرت، ومنهن من حفل التاريخ بذكراهن، ومنهن من لم تصل سيرتهن إلى أسماعنا.

وتلقي "بوابة أخبار اليوم" الضوء على العديد من ملكات مصر القديمة من خلال رؤية الدكتور حسين عبد البصير، ونبدء أولى الحلقات بالملكة نيت حوتب.

من هي "نيت حوتب"

والملكة نيت حوتب وكانت زوجة للملك نعرمر -أو نارمر كما يشتهر اسمه بيننا، آخر ملوك عصر ما قبل الأسرات أو عصر التوحيد، ووالدة الملك الأشهر" مينا " ، موحد القطرين، وترجع أصول تلك الملكة إلى دلتا نهر النيل الخالد.

وكان زوجها الملك نعرمر من أهل صعيد مصر الأصيل، ويبدو أن هذا الملك الجنوبي كان قد تزوج من تلك الأميرة الشمالية كي يمهد الطريق لتوحيد قطري مصر: الشمال والجنوب، أو الدلتا والصعيد.

وصور الملك نعرمر على صلايته الشهيرة، التي كانت تستخدم لصحن الكحل، منتصرا على أهل الشمال، وعلى مقعمة نفس الملك، التي كان يقهر بها أعداءه، ربما تم تصوير تلك الأميرة الشمالية، نيت حوتب، جالسة في جوسق مما قد يشير إلى إتمام مراسم الزواج بين ذلك الملك الجنوبي الأصل وتلك الأميرة الشمالية.

دورها في توحيد القطرين

ورافقت تلك الملكة زوجها الملك نعرمر في كفاحه من أجل توحيد شطري مصر، غير أن الأقدار شاءت أن يتم ذلك التوحيد التاريخي لأرض مصر الخالدة على يديّ ابنهما، الملك حورعحا، أو الملك مينا.

وجاء من ثمرة ذلك الزواج المبارك الابن وولي العهد الملك، حورعحا -أي حورس المحارب- بعد ذلك، الذي حمل لقب "ِمني"، أو مينا كما نعرفه حاليا، بمعنى "المثبت" الذي تمكن من توحيد مصر شمالا وجنوبا وبدأ العصور التاريخية في مصر، وكوّن الأسرة المصرية الأولى في حوالي عام 3100 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

ومنذ ذلك الحين البعيد، نشأت الأمة المصرية الموحدة التي تكّون تاريخها على تلك الأرض المصرية المقدسة، ونشأت فيها الدولة المركزية، ولم تنقسم الأمة المصرية إلا قليلا، ولم تغير من دينها أو من لغتها إلا في مرات قليلة معدودات على عكس غيرها من الأمم في شتى بقاع الأرض، وتعد الأمة المصرية هي الأمة الوحيدة في ذلك الشأن الفريد على وجه الأرض قاطبة.

معنى اسم "نيت حوتب"

ويتضمن اسم تلك الملكة اسم المعبودة الشمالية الشهيرة، الربة "نيت"، التي كانت مرتبطة بالملكات المصريات منذ القدم. ويعني اسم الملكة "الربة نيت راضية" أو "الربة نيت راضية سعيدة".

وتعتبر الربة نيت من الربات الحاميات، خصوصا للشمال المصري. وفي هذا ما يؤكد على أن الملكة نيت حوتب جاءت من الشمال. وكان مركز عبادة الربة نيت هو مدينة سايس أو مدينة صا الحجر في الدلتا الحالية. وكانت تلك الربة ترتدي التاج الأحمر الذي كان يرمز إلى الدلتا.

مقبرة "نيت حوتب"

وتعددت الآثار التي حملت اسم الملكة نيت حوتب في شمال مصر وجنوبها مثل حلوان وأبيدوس ونقادة، ولعل أهمها هو تلك المقبرة العظيمة التي تُنسب، أغلب الظن، للملكة نيت حوتب والتي دفنها فيها ابنها الملك الموحد حورعحا في منطقة نقادة في محافظة قنا.

وكانت أبعاد تلك المقبرة تزيد عن الخمسين مترا في الطول وعن العشرين مترا في العرض. وعثر بداخل تلك المقبرة على العديد من الأثاث الجنائزي الذي كان يخص تلك الملكة مثل أدوات التجميل والأواني الحجرية والبطاقات العاجية وطبعات الأختام المصنوعة من الصلصال والتي تحمل أسماء زوجها الملك نعرمر وابنها الملك حورعحا والملكة نيت حوتب نفسها.

واحتوت مقبرة تلك الملكة على العديد من الحلي الذي دلنا على وجوده تلك البطاقات العاجية التي كان يدون عليها عدد العقود والأساور والأثاث الجنائزي والتي كانت موضوعة في صناديق بجوار جسد الملكة المتوفاة كي تستخدمها في العالم الآخر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة