المومياء الصارخة
المومياء الصارخة


«الآثار» تكشف القصة الحقيقية للمومياء الصارخة

شيرين الكردي- ريم الزاهد

الأحد، 11 فبراير 2018 - 04:06 م

قررت وزارة الآثار نظرا للإقبال الشديد على زيارة المومياء الصارخة والمعروضة حاليا ببهو المتحف المصري بالتحرير، مد فترة عرضها لأسبوع آخر قبل نقلها إلى مكان عرضها الدائم بقاعة المومياوات بالمتحف.

 

وكشفت وزارة الآثار، بالتزامن مع هذا الإقبال وشغف زوار المتحف، كشفت الوزارة القصة الحقيقية لتلك المومياء، وسبب تسميتها بالمومياء الصارخة؛ حيث نجح مشروع المومياوات المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق خلال التسعينيات عن طريق تحليل الحمض النووي لها ولمومياء الملك رمسيس الثالث، أن المومياء الصارخة و التي تعرف علميا باسم مومياء الرجل المجهول E هي للأمير " بنتاؤر " الذي دبر مكيدة قتل والده الملك رمسيس الثالث. 


وقالت إنه بالوصول إلى هذه النتائج العلمية يمكن القول بأن فريق العمل قد نجح في حل لغز هذه المومياء المجهولة والتي أثارت حيرة وتساؤلات المتخصصين لسنوات طويلة لما احاطها من غموض وأسرار، فقد تم دفن المومياء بخبيئة المومياوات الملكية بالدير البحري، لكنها لم تكن ملفوفة بلفائف الكتان الأبيض الفاخر كعادة المومياوات الأخرى، بل كانت ملفوفة بجل الماعز والذي كان يعتقد بأنه غير نقى في مصر القديمة، كما وجدت يديه ورجليه مربوطتين بحبال من الجلد كما أنه لم يتم تحنيطه على الإطلاق بل وتم الأكتفاء بتجفيفه في ملح النطرون ثم صب الراتنج بداخل فمه المفتوح، كما أن وجود علامات شنق على رقبة الرجل المجهول E تتطابق مع النص الموجود ببردية مؤامرة الحريم والتي تسجل قصة المؤامرة على قتل الملك رمسيس الثالث.

 

وأوضحت أنه عند فحص مومياء الملك رمسيس الثالث ضمن أعمال المشروع ظهرت أدلة جديدة عن حياة الملك ووفاته تفيد بأنه توفى في الـ60 من عمره وأنه كان يعاني من التهاب بالمفاصل، لكنه لم يتوف نتيجة لكبر سنه.

 

وقالت إنه عند الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المقطعية تبين أن شخصا ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنه في الرقبة بسلاح حاد ومدبب كالخنجر، وقد وصل عرض الجرح البالغ في الأنسجة لـ35 مم، وامتد بعمق حتى وصل لنهاية الفقرة الخامسة، وحتى الفقرة السابعة من فقرات الظهر، وقد قطع الجرح جميع الأعضاء الموجودة بمنطقة الرقبة بما فيهم البلعوم، القصبة الهوائية، والأوعية الدموية الأساسي، وأن الأشعة المقطعية أظهرت أيضا أن المومياء احتفظت بجميع التمائم التي وضعها المحنطون داخل اللفائف الكتانية.

 

وتم العثور على تميمة على شكل عين ودجات والتي ترمز لعين حورس، وقد تم وضعها على حافة الجرح الموجود بالرقبة باعتبارها رمزا للحماية والشفاء، حيث إنها تمثل عين حورس التي جُرحت في إحدى المعارك بينه و بين الإله سيث، وتم شفاؤها بمعجزة من قبل الإله دجحوتي، تم وضعها من قبل المحنطون بداخل الجرح متمنيين شفاءه في الحياة الأخرى. كما أظهرت الأشعة المقطعية وجود أربعة تمائم تمثل أبناء حورس الأربعة بداخل اللفائف الكتانية عند منطقة الصدر لحماية المومياء.

 

وسجلت قصة المؤامرة على الملك رمسيس الثالث تفصيلا ببردية مؤامرة الحريم والمعروضة حاليا بالمتحف المصري بتورينو ، حيث تحكى البردية عن قتل الملك رمسيس الثالث بتخطيط من زوجته الثانية " تي " وابنها الأمير بنتاؤر، وتقول البردية أن المتآمرون اشتملوا على قادة في الجيش المصري وعدد من الجنود والخدم بالقصر، بالإضافة إلي نساء من حريم رمسيس الثالث ومجموعة من السحرة.

 

كما سجلت البردية أنه قد تم القبض على المتآمرين دون أن تسرد لنا أحداث المحاكمة كما أنه لا يظهر من خلال النص أي معلومة تفيد ما إذا كان رمسيس الثالث قد قتل بالفعل أم لا، فلا نجد معلومة قاطعة في النص بل نجد عبارة تقول "لقد انقلب المركب الملكي" وإشارة للملك بأنه "الإله العظيم".

 

يذكر أن مشروع المومياوات المصرية الجاري تنفيذه وما يحويه من دراسات علمية يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات كاملة تشمل جميع المعلومات التشريحية الخاصة بكافة المومياوات المعروضة والمحفوظة بالمتحف المصري.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة