الكاتبة دينا أنور
الكاتبة دينا أنور


دينا أنور تحتفل بتوقيع كتابها «محاكم التفتيش» بحضور كبار الكتاب والمثقفين

نادية البنا

الأحد، 11 فبراير 2018 - 11:56 م

احتفلت الكاتبة دينا أنور بتوقيع كتابها «محاكم التفتيش.. ضحايا الفكر بين الماضي والحاضر» وذلك في مكتبة مصر الجديدة، مساء اليوم الأحد 11 فبراير، بحضور كوكبة من المثقفين والكتاب .

وصف الفيلسوف الكبير د. مراد وهبة، المؤلفة بالمناضلة، مشيرا إلى أن تراكم الأفكار لا يجعلها تتعرض للنسيان، وهناك أفكار لا تتراكم وبالضرورة ننساها وهو يحدث في مواجهة الإرهاب.

 وأضاف "وهبة": "أننا لا يوجد لدينا تيار موحد لمواجهة الإرهاب، بينما توجد أفكار لعدد من الأشخاص لا تتراكم وتضيع في طي النسيان".

وأوضح د. مراد وهبة أن المأساة في مواجهات الجيش البطولية ضد الإرهاب في سيناء مشكلتها أنها لا تأتى بخلفية فكرية، وهو ما يتحمله المثقفون المصريون دون غيرهم.

وأشار مراد وهبة إلى أنه لا تيار يقف أمام محاكم التفتيش، مستشهدا بموقف لوزارة الثقافة عندما قامت بنشر كتاب لفرح أنطون، بعنوان فلسفة ابن رشد، والحقيقة أن عنوانه ابن رشد وفلسفته، وهو مختلف في السياق تماما، حيث اختزلته الوزارة فى أكثر من ٧٠ صفحة، بينما هو ٢٨٠ صفحة، وذلك أثناء احتفال الوزارة بمائة عام على بداية عصر التنوير بمصر، موضحا أن الدكتور سمير سرحان المسئول عن الاحتفالية قال حينها إن ضغوطا جعلت الكتاب يُطبع بهذا الشكل، واصفا إياهم بأعداء التنوير.

من جانبه قال د. خالد منتصر إن مشهد مقتل الشيخ الشيعي حسن شحاتة أحد المشاهد الرجعية التي تمثل محاكم التفتيش، والتي لم تكن حتى في العصور الوسطى، موضحا أن التنوير سيأتي قائلا "النور جاي جاي"، لكنه سيأخذ بعض الوقت، ولا يقلق أحدا إن تأخر.

 وأضاف "منتصر"، أن التغيير في أوروبا جاء بعد نزيف من الدماء، وكانت هناك مراحل تعذيب ما زالت موجودة لتكون عبرة عما حدث، مطالبا الدولة بالتصدي للأفكار المتطرفة والمتطرفين.

 وأشار "منتصر" إلى أن ناشري الأديبين الكبيرين نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، قاموا بنشر ما تسمى بالطبعات المهذبة لأعمال الأديبين، وكانت النتيجة إزالة كل الأفكار التنويرية من كتاباتهم.

 وشدد منتصر على أن الفنان الكبير محمود مرسى توقع مقتل المفكر الكبير فرج فودة، بعد مناظرته مع الدكتور محمد عمارة بمعرض الكتاب، حتى أن بائعي الكتب قالوا بعد اغتياله: "يلا نطبع كتاباته دلوقتي دي هتبيع كويس".

 بينما قال الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة الأسبق، إنه لا بد أن تتخطى مصر تلك المرحلة، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة ليست جادة في محاربة محاكم التفتيش، والموجودة في كل وقت، وليست هناك شجاعة كافية من تلك المؤسسات للأفكار المتطرفة التي تهدم الدولة.

وأضاف "نصار" أن مواجهة التطرف ثقافيا أفضل المواجهات السياسية، حيث تكتفي الدولة بالمواجهة السياسية فقط، موضحا أننا نحتاج للعقول التي انغلقت نتيجة تعرضها للأفكار المتطرفة بشكل مباشر، مؤكدا أننا نحتاج للمواجهة والاشتباك، لكي نصل إلى التغيير والقضاء على محاكم التفتيش، مشيرا إلى أن فتح تلك العقول سهلة جدا، وتحتاج فقط لإرادة من تلك المؤسسات.

 من جانبه قال د. سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن لجنة الخمسين واجهت وجود لجنة فقهية كانت تنوى التحكم في مجلس النواب، لكن أعضاء اللجنة - أساسيين واحتياطيين - دافعوا عن حقوق الشعب المصري.

واتفق "الهلالي" مع الدكتور مراد وهبة، بضرورة تأسيس تيار من المفكرين لمواجهة الإرهاب، خاصة أننا لا نرى جهودا تقوم بها المؤسسات، بينما الجهود فردية، مشيرا إلى أن الشعب المصري الذي خرج في ٣٠ يونيو هو الدرع الواقي لمصر.

وشدد سعد الدين الهلالي على أن التنوير عبارة عن تبشير وشرح وتوضيح وتمكين، وليس حشدا، وهو مسئولية الرسل، لأن مهمتهم هي البيان، ومحاربة الاتجار بالدين.

وأكد الهلالي أن التنوير سيأتي لا محالة، دون بحور دماء طالما أن الشعب المصري بخير، وقادر على مواجهة تجار الأفكار الرجعية.

وفى السياق ذاته قالت الشاعرة فاطمة ناعوت، إن أهمية الكتاب أن الكاتبة دينا أنور تحاول كشف أن فكرة «الأفكار الهدامة» عابرة للعصور وربما للجغرافيا، حيث جمعت بين أشخاص تعرضوا لمحاكم التفتيش من أزمان مختلفة من ضحايا الفكر الإسلامي المتشدد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة