صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


خبير نفسي عن «المس بالخربشة»: ما عفريت إلا بني آدم

إسراء كارم

الإثنين، 12 فبراير 2018 - 05:06 م

انتشرت خلال الفترة الماضية، الكثير من الصور الخاصة بفتيات، والتي تظهر فيها «خربشات» وكدمات في أيديهن، متسائلين حول إن كان هناك سببًا لها، والتي يجدونها عند الاستيقاظ من النوم.


وكانت معظم التعليقات على مثل هذه الصور، أن الأمر متعلق بـ«العفاريت» أو أنها مصابة بمس أو لبس، حتى أن البعض يرد بأنه هناك ضرورة للذهاب إلى شيخ للنظر في الحالة.


وعلق أستاذ الطب النفسي، جمال فرويز، أنه «ما عفريت إلا بني آدم» نافيًا هذا الأمر، قائلا إن هذا يسمى «اضطراب المس أو اللمس»، وكله متعلق بالحضارة والثقافة، تلتصق بالمكان، وليس له أي علاقة بالدين، ويوجد عند المسلمين السنة والمسيحيين الأرثوذوكس واليهود، موضحًا أن بعض السنة يقومون بعلاج المس، وبعض القساوسة يقومون بعلاج المس، وبعض الحاخامات اليهود يقومون بالعلاج من الجن، في حين أنه لدى بعض العقائد الأخرى لا يتم الاعتراف بهذه الأمور مثل الشيعة والإنجيليين.


وأضح أنه تم وضع خريطة  لـ«المس» في انجلترا، فظهر أنه يكثر تواجده في المغرب، ويوجد في تونس والأردن بشكل قليل، ويكثر في مصر وليبيا والسودان والسعودية، عند العراقيين السنة ولا يوجد عند الشيعة، موضحًا أن أوروبا تصف هذا الأمر بوجود «الأشباح»، وفي أمريكيا قليل جدا الحديث عن هذه المسائل كونهم أشخاص عمليين.


وأكد «فرويز» - في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم -  أن الأسباب وراء الكلام عن المس واللمس هي الهروب من تحمل المسئولية تحت ضغط نفسي، فيكون أسهل يقوله الناس هذا الكلام، وأحيانًا يكون الأمر بسبب عدم القدرة على التفاعل مع الضغط النفسي، مثل المرأة التي يزوج عليها زوجها، ولا تستطيع أن تواجه الأمر وتربط ثقل لسانها أو تورم قدمها بأنه «مس».


وأشار إلى أن أسباب الخرابيش والكدمات التي تتواجد على الجسم، هي الضغط على الجسم أثناء النوم، مما يتسبب في مثل هذه الأمور، إلا أن جميعها ناتجة عن اضطرابات في الشخصية.


واستكمل د.جمال فرويز، تصريحه، بأن من الأسباب أيضًا اعتبار المرض النفسي وصمة، ويربطونها بالأفكار التي كانت ترد في أفلام إسماعيل يس، ويرون المرض النفسي أضحوكة وعيبًا، فيفضل الناس القول بأن أبنائهم ممسوسين على القول بأنهم مرضى نفسيين.


وقال إن الأمراض النفسية ما هي إلا أمراض عضوية، فيها تغيرات كيماوية المخ مثل السكر والضغط يتم تشخيصها بالتحاليل والرنين المغناطيسي، موضحًا أن أوروبا كان ليها نفس المنطق منذ حوالي 400 سنة، فكانوا يقتلون المرضى النفسيين ويحرقوهم للتخلص منهم، أما الآن فأصبحوا يشخصون الحالة ويعالجوها.


وتابع: «الجن مذكور في القرآن، ولكن نقطة الخلاف أنه لا يمكن أن يدخل إلى جسم الإنسان، وإن كان ممكنًا لماذا أكبر مؤسسة دينية وهي الأزهر لم تخصص في كلية الطب على مدار تاريخها قسم لعلاج المس وإخراج الجن».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة