أرشيفية
أرشيفية


الخادمة تسببت في خلع الزوج

علاء عبدالعظيم

الخميس، 15 فبراير 2018 - 10:25 م

تتداول بين أروقة محكمة الأسرة العديد من القضايا والحكايات التي تنفطر لها القلوب باكية، بينما هناك أيضا بعض الدعاوى الغريبة والنوادر التي طفت خلال الآونة الأخيرة، ولم تكن موجودة من قبل.

 

والسطور التالية تروي مأساة زوجة حسناء، لم تفكر ولو لبرهة أو تتذكر صنيعا طيبا أو معروفا لزوجها خلال فترة زواجهما وبعدما أنجبا طفلين، حيث تقدمت برفع دعوى خلع بسبب خادمتها.

 

بخطوات واثقة وخصلات شعر بني مائل للاحمرار على كتفيها، بينما تنطلق رائحة البرفان تملأ قاعة محكمة الأسرة بمدينة ٦ أكتوبر، جلست تتابع بعين أحورارية السيدات والرجال المتقاضين الذين انجذبت أنظارهم إليها وكأن شيئا يشدهم بخيط غير مرئي إليها، يشتمون رائحة العطر المنبعث من ثيابها الأنيقة، وتعلو وجوههم علامات الدهشة عن سبب تواجدها بالمحكمة، إذ تبدو عليها علامات الثراء والوقار، وانتابتهم حالة من الفضول لمعرفة شكواها وسبب قيامها برفع دعوى الخلع.

 

وبأدب شديد اتخذت موقعها فوق إحدى أرائك المحكمة في انتظار مثولها أمام القاضي، أشعلت سيجارتها وأخذت تنفث دخانها، وكأن هموم الدنيا تراكمت فوق كتفيها، وحزنها بسبب تصرف زوجها معها الذي أهان جلالها، وجرح كبريائها.

 

وبسرعة شديدة ألقت سيجارتها المشتعلة على الأرض، عندما أعلن الحاجب بقدوم هيئة المحكمة، بينما التفتت الأنظار إليها وهي تروي عن سبب طلبها الخلع من الزوج وبصوت أنثوي رفيع قالت: "لقد خدعني زوجي الذي تزوجته عن حب، وأثمر زواجنا عن طفلين هما كل حياتي".

 

وأضافت: "أعمل مديرة للمبيعات بإحدى شركات التجميل الكبرى، ونظرا لانشغالي الدائم لعملي، أحضر لي زوجي خادمة فلبينية للقيام بأعمال الڤيلا الخاصة بي، ومع مرور الوقت لم تقو خادمتي على القيام بجميع الأعمال، خاصة بعد أن اشتد عود طفليّ الصغيرين، مما أصبح ذلك يؤثر بالسلب على عملي".

 

وتابعت: "وعدني زوجي بإحضار خادمة أخرى لمساعدتها، وكي لا ثؤتر تلك المشكلة على القيام بأداء عملي دون تقصير، وبالفعل جاءت الخادمة وفي نفس اليوم فوجئت به يطلب منها الذهاب إلى والدته لرعايتها حيث أنها مريضة وتحتاج المساعدة."

 

واستطردت: "نشبت بيني وبينه مشادة كلامية، خاصة بعد أن رفض رغبتي في إحضار خادمة أخرى، لكنه فضل والدته عني، واكتشفت أنه يحبها أكثر مني، ولم يراع عدم استطاعة خادمتي الفلبينية في تنفيذ طلباتي، ورعاية طفلينا الصغيرين، غير أنه لم يفي بوعده لي بإحضار خادمة أخرى، واهتم بوالدته أكثر مني".

 

خيم الصمت على القاعة، وتبادل المتقاضين نظرات الدهشة والتعجب، بينما عادت الزوجة الحسناء لمقعدها وارتدت نظارتها السوداء تنتظر الحكم الذي تم تأجيله لحين استدعاء الزوج لسماع أقواله، بعدما اتهمته الزوجة بالتفريق في المعاملة بينها وبين والدته.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة