الثلاثاء، 20 فبراير 2018 - 12:22 ص

بحيرة قارون من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر والعالم، وتبلغ مساحتها 1385 كيلو متر ويصل عمقها في بعض الأماكن إلى 14 مترا وتحتوي على أسماك المياه المالحة والعذبة.

وترجع أهمية البحيرة إلى اعتماد الآلاف من أبناء محافظة الفيوم عليها في توفير نفقات معيشتهم اليومية من خلال مهنة الصيد، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 1989، وتتميز بحيرة قارون بالعديد من مظاهر الجذب السياحي، ومنها تواجد الكثير من الآثار التاريخية المهمة شمال بحيرة قارون تمثل التراث الحضاري، ويرجع تاريخه إلى العصر الروماني والفرعوني ومنطقة قارة الرصاص في شمال شرق البحيرة ومنطقة الكنائس ودير أبو ليفه.

 وتتميز البحيرة بالتعدد في الثروة السمكية وذلك بوجود العديد من الأنواع المختلفة وبها أسماك تخص المياه المالحة والعذبة أيضا ومنها أسماك متوطنة، مثل، البلطي الأخضر، أسماك منقولة وتكيفت، مثل أسماك الموسي، أسماك منقولة للتربية، مثل، كأسماك البوري، وأسماك الطوبار، ويتم نقلها سنوياً إلى البحيرة، لا فقاريات منقولة للتربية، ومنها الجمبري القزازي، والجمبري الأبيض، وقد تكاثر الجمبري الأبيض، بعد نقله إلى البحيرة.

وعانت البحيرة على مدار الفترة الماضية من تلوث شديد في المياه أدي إلى ارتفاع نسبة الملوحة بها وصلت إلى 63 في الألف نتج عنه انتشار طفيل "الإيزوبود" أدي إلى  القضاء على 90% من أسماك البحيرة، ويرجع سبب التلوث بشكل رئيسي إلى وجود أكثر من  إلقاء أكثر من 88 قرية صرفا صحيا بالبحيرة بشكل مباشر دون أدنى معالجة.

وبعد سنوات طويلة، وفي أولي الخطوات لإنقاذ البحيرة وتطهيرها من التلوث وإهدار جزء كبيرة من الثروة السمكية، وافقت اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب على اتفاقية تمويل مشروعات معالجة الصرف الصحي بالفيوم بمبلغ 186 مليون يورو، وذلك سيساهم في تحسين حالة المياه بها وزيادة مساحات الاستزراع السمكي، والارتقاء بمستوى معيشة العاملين في مجالات الصيد والاستزراع السمكي من أبناء المحافظة.

ومن جانبها قالت نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية د. منى محرز، إن الوزارة مستمرة في تطهير البحيرات بالتنسيق مع الجهات المعنية، وأن الأعمال الجارية الآن تأتى في إطار اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بجميع البحيرات على مستوى مصر، موضحة أن أعمال إنشاء الحزام الآمن بطول 4 كيلو مترات والفلتر الميكانيكي الذي تم إنشاؤه لبحيرة قارون سيؤدى إلى تحسين البيئة المائية وخواص المياه بالبحيرة، سيعود بالنفع على الصيادين العاملين بالبحيرة وزيادة الإنتاج السمكي بالمحافظة.

وأكدت على ضرورة الانتهاء من أعمال التطوير وجميع الإنشاءات في أسرع وقت ممكن لافتتاحها خلال احتفالات محافظة الفيوم بعيدها القومي الشهر المقبل، مشيرة إلى أن هذه المشروعات تستهدف مراعاة البعد البيئي لمشروعات تحسين نوعية المياه للبحيرات الشمالية وبحيرة قارون، وأن الخطة تعتمد على الحفاظ على المظهر البيئي على ساحل البحيرة خلال أعمال التطوير وبيان أثر ذلك على المناطق المحيطة، حيث يتم أخذ عينات بصفة دورية بالتوازي مع الأعمال والإنشاءات التي تتم بالبحيرة للوقوف على مدى تحسن جودة المياه.

وكشفت عن أنه تم إلقاء كميات من زريعة أسماك الجمبري، ببحيرة قارون مؤخرا، والتي لا تتأثر بالطفيل الذي يتغذى على أسماك البحيرة، مشيرة إلى أن المنطقة المحيطة ببحيرة قارون، سيتم استغلالها في تنشيط السياحة، واستغلال الأراضي في إقامة بعض المراكز الخدمية مثل سوق للأسماك أو للمنتجات البيئية، بحيث لا يؤثر استغلال تلك المنطقة مع طبيعتها.