الجمعة، 23 فبراير 2018 - 03:56 ص

أحد سكان العقار المنكوب: شبح الموت يطارد أمى تحت الانقاض

12 ساعة "الشعب والجيش والشرطة" أيد واحدة بكارثة عقار منشأة ناصر

دقيقة بدقيقة.. "ساعات الموت والهروب" بعقار المنشية

ساعات العذاب.. الأهالي تحت أنقاض عقار منشأة ناصر

يوم عاصف ليس كغيره من الأيام عاشه أهالي منطقة منشية ناصر، حيث اخترق صوتا ضخمًا هدوء يومهم المعتاد ليكتشفوا انهيار عقار مكون نت 6 طوابق بالقرب من كوبري منشأة ناصر في المقطم.

البداية مع أذان الظهر وخلال ممارسة الأهالي يومهم العادي، سمعوا صوتًا يدوي بين جدران المنازل المحيطة بالعقار، واختلط صوت السقوط بأصوات صراخ وهرولة الأهالي الذين التفوا حول حطام الانهيار داخل العقار المكون من 6 طوابق والذي يطل على طريق النصر بالقرب من كوبرى منشأة ناصر بالمقطم.

وسادت حالة من الذعر بين سكان المنطقة، خاصة مع وجود بعض الحالات أسفل العقار المنهار، وبعد مرور أكثر من 12 ساعة من العمل المتواصل لإنقاذ المواطنين تحت الانقاد، انتقلت عدسة "بوابة أخبار اليوم" لتنقل تفاصيل يوم بكى فيه أهالي منشأة ناصر بسبب ضخامة الحادث.

شهود عيان

أكد أحد شهود العيان لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن العقار يقطن به عدة أسر، بينهم أطفال ومُسنين، مشيرًا إلى وجود بعض السكان المفقودين تحت الأنقاض، واصفًا لحظة الانهيار بالمفاجأة للجميع، قائلا إن العقار كان متهالكًا ويشتكي منه الأهالي دائمًا ولم يقم أحد من المسؤولين بمحاولة ترميمه أو إزالته.

وأضاف: "بمجرد سقوط العقار، شعر الجميع بالخوف وشرعوا في الخروج من المنازل المجاورة للعقار إلى الشوارع خوفا من سقوط بعض العقارات الأخرى، نظرا لأن جميعها متهالكة، فيما بدأ رجال الحماية المدنية والأهالي في البحث واستخراج السكان من تحت الأنقاض.

كما قال محمد أحد سكان العقار: "والدتي لسه تحت الانقاض ومش عارف أعمل إيه عشان اطلعها، أنا خرجت منذ الصباح للذهاب للعمل ففوجئت بتليفون يبلغني أن العقار سقط، ووالدتي بداخل شقتها وإلى الآن لم يتم إنقاذها ويارب تخرج لنا بالسلامة".

بينما أوضح سيد أحد أهالي المنطقة أنهم أخلوا المنازل المجاورة تحسبا لحدوث انهيار لمنزل آخر، حيث فتحوا مكانا بجدار المنزل المجاور لإنقاذ أحد السكان كان يسكن في الدور الرابع.

في ذات السياق، قال جورج من منشأة ناصر: "من الضهر وإحنا شغالين.. والجيش والشرطة مش سايبنا وإحنا ايدينا معاهم".
 

مساكن بديلة للأسر المتضررة

من جانبه، أكد مسؤول بحي منشأة ناصر، رفع حالة الطوارئ وتشكيل لجنة فنية لصرف المعونات وتوفير أماكن مؤقتة داخل مركز الشباب لاستضافة أهالي العقار والمنازل المجاورة لحين تسليمهم خطابات من محافظة القاهرة لتخصيص وحدات سكنية جاهزة على الاستلام الفوري.

 الاستعدادات القصوى

كما شدد اللواء علاء عبدالظاهر مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة الحماية المدنية، على استمرار رجال الإنقاذ في رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين ورفع حالة الاستعداد القصوى على الفور منذ لحظة وقوع الكارثة.

وأسفرت جهود البحث عن استخراج 17 شخصًا على قيد الحياة، بينهم سيدة وطفلين من أسفل الأنقاض، وتم نقلهم إلى مستشفى الشيخ زايد لتلقي العلاج اللازم.

التحريات الأولية

وخلال ممارسة رجال الإنقاذ جهودهم لاستكمال أعمال البحث والتمشيط عن آخرين، أخلت القوات عقارين مجاورين للمبنى المنهار حرصًا على سلامة المواطنين لحين قيام لجنة هندسية ببيان سلامتهما للإقامة، بينما أخطرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، النيابة العامة بالواقعة لمباشرة التحقيقات وانتقل فريق من محققي النيابة لإجراء معاينة تصويرية للوقوف على ملابسات الواقعة.

حالة طوارئ

وعقب انهيار العقار، أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ والدفع بـ 7 سيارات إسعاف مجهزة، ونقل المصابين إلى مستشفى الشيخ زايد بمنشية ناصر، بينما كثفت قوات الإنقاذ البري بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة جهودها للبحث عن المفقودين

وأعلنت وزارة الصحة والسكان، عدد الإصابات التي تراوحت بين 6 إلى 12 مصابًا، فيما أشار البعض إلى أنه تم إنقاذ 12 مصابًا من تحت الأنقاض، ورفعت درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى بمستشفيات: منشأة ناصر، ومعهد ناصر، ودار الشفاء.

ومازالت الأوجاع باقية

ومازالت أوجاع سكان العقار تعلن عن نفسها، خاصة أنه كان يضم بعض العمال والذين باتوا بلا مأوى وفقدوا تحت الأنقاض ما يملكونه، وجلست الأم التي فقدت طفلها تحت الأنقاض تنعي حظها مكلومة القلب، منتظرين قرارات من حي منشأة ناصر ومحافظة القاهرة ووزير الإسكان، حيث تساءل بعضهم عن إمكانية نقلهم لحي الأسمرات ضمن الأسر التي انتقلت للعيش هناك أن ماذا يحدث لهم؟