جانب من آثار حادث قطار البحيرة
جانب من آثار حادث قطار البحيرة


تفاصيل 6 ساعات في موقع حادث قطار البحيرة.. «فيديو وصور»

أحمد عبدالفتاح- أسامة الشريف- محمود عبدالعزيز- عبدالعال نافع

الخميس، 01 مارس 2018 - 06:42 ص

أشلاء تناثرت على القضبان.. دماء لطخت الكراسي.. صرخات مزقت القلوب من هول الصدمة.. العشرات يهرولون للخروج من ظلمة القبر، وسط أنفاسهم القصيرة، يفصلهم عن الموت لحظات، أعينهم مسلطة على بصيص نور يخرج من حطام العربة، وأهالي قرية أبو الخاوي، يقتحمون عزلتهم، ليكونوا طوق النجاة.

 

مع وصول فرق الإنقاذ تكاتفت الجهود لانقاذ راكب تمزقت أطرافه بين صفيح القطارين، وفي مشهد آخر أنين طفل يتألم وسط الحصار، وأم مكلومة تبكي من الوجع، وسط أحلام تمزقت بلا هوادة.

 

«بداية الرحلة»

3 ساعات، قطعتها «بوابة أخبار اليوم» من القاهرة إلى قرية أبو الخاوي بالبحيرة، موقع تصادم القطارين.

 

«دماء وغضب»
عشرات المصابين تناثرت دماؤهم لتتصدر المشهد، وسط مشاعر تكسوها الألم والخوف والغضب، مع محاولات الإسعاف وفرق الحماية المدنية، لنقل الحالات الحرجة، عبر معدية عرضها ٦ أمتار .

 

 

جثة نصفين

يروي عبد المقصود إبراهيم الصعيدي، أحد شهود العيان أنه كان أول من وصل إلى الحادث بمجرد تصادم القطارين بقرية أبو الخاوي بالبحيرة، قائلا: «قمنا بنقل أكثر من ١٦ مصابًا والعديد من الجثث منها من لفظ أنفاسه في الحال ومنها من توفي بمجرد وصوله المستشفى».

وتابع: «من أصعب المشاهد التي رايتها جثة رجل مقسوم نصفيين وكان هناك صعوبة في انتشالها من داخل القطار بجانب أطفال على رجل أمهاتهم، وهي تحتضنهم من شد هول المشهد، مضيفا أن خلل في التحويله تسبب في الحادث».


«يوم القيامة»


هكذا وصف أحد المصابين ما حدث وسط دمار العربة التى كان يستقلها، مستغرقا في نومه ليستيقظ من غفوته، على صرخات الركاب تتعالى من كل حدب وصوب، معلنة وقوع كارثة.

 

«جرار بضائع»

«ارتطم جرار قطار بضائع بالعربة الثالثة لقطارنا»، هكذا روى أحد المصابين، الذي أغشي عليه من هولة الموقف، ولم يعلم ماذا حدث قبل نقله إلى المستشفى.

 

«مات من الصدمة»

في مشهد غريب أنقذ الأهالي أحد الركاب، الذي لم يظهر عليه أية إصابات، وبعدها بدقائق لفظ أنفاسه الأخيرة، من الصدمة، ليصعد إلى عربة الإسعاف جثة هامدة.

 

«المسؤلين»

في ظل انهماك فرق الإنقاذ والتدخل السريع والحماية المدنية في إزالة آثار الحادث لإعادة حركة القطارات لطبيعتها، تفقد وزير النقل هشام عرفات، بصحبة محافظ البحيرة نادية عبده، موقع الحادث، لتقديم كافة سبل الدعم لضحايا الحادث.

«كمسري القطار»

رصدت عدسة «بوابة أخبار اليوم» كمسري القطار، بعد أن خرج في حالة يرثي لها، متكأ على أكتاف فردين من فرقة الإنقاذ، وبالاقتراب منه أكد لنا تعرضه لكسر في الساق  وشعوره بآلالام في العمود الفقري افقدته الاحساس، قائلا: «الحمد الله على نعمة إنقاذنا، كنا ماشيين في أمان الله، لقينا جرار بضاعة دخل في العربة الثالثة، من غير سبب، مات ناس كتير، وناس تانية أصيبت».

 

مستشفي دمنهور
رافقت «بوابة أخبار اليوم» المصابين، في مستشفى دمنهور العام، للاطمئنان عليهم، والوقوف على طبيعة حالتهم.

قال أحد المصابين من على سريره بالمستشفى: «القطر كان بيريح كتير، وقف مرتين ما بين المحطات، ثم دخل على التحويلة دون سبب واضح»، لافتًا إلى أن «السواق كان بيتحرك بينا بسرعة يمين وشمال، ومرة واحدة خبطنا في قطر البضاعة، واغمي عليا وقتها».

 

الأمن الإداري

قال محمود عبدالعزيز، أحد أفراد الأمن الإداري بالقطار المنكوب، أنه فقد أحد زملائه في الحادث، قائلا : ربنا يصبر أهله، مضيفًا أنه كان يؤمن القطار بصحبة 2 من زملائه، وتوفي أحدهم بينما أصيب هو وعامل آخر.

وأشار إلى أنه اثناء مباشرته مهام عمله في العربة الثالثة، وقع الحادث، وسقط عشرات الضحايا غارقين في دمائهم، وعن إصابته، قال: «عندي كسر في رجلي اليمين، وشرخ في الحوض، وكذلك إصابة في الظهر».

 

عدد الحالات
قال الطبيب المعالج، المشرف على الحالات إن ن الوضع مستقر بمستشفي دمنهور ومعظم الإصابات تتراوح ما بين كسور وخدوش إلا أن البعض يحتاج عمليات جراحية أو جبس أو جبيرة، موضحًا أنه يعمل على راحة المصابين برفقة أطقم الأطباء والتمريض، ولن يناموا حتى يطمئنوا على آخر مصاب في الحادث.

أما بالنسبة لعدد المصابين الذين استقبلتهم مستشفى دمنهور العام، قال الطبيب: حوالي ٢٧حالة، وكله تحت السيطرة .

آثار الحادث
وبعد الاطمئنان على حالات المصابين، توجهت «بوابة أخبار اليوم» مجددا إلى موقع الحادث، وتم رصد إزالة آثار الحادث بالكامل وعودة الحركة إلى طبيعتها مجددا، ليتم بذلك إسدال الستار على واحدة من كوارث القطارات التي تطل برأسها بين الحين والآخر.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة