صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


انتفاضة فتاة ليل

محمد فاروق- علاء عبدالعظيم

الخميس، 01 مارس 2018 - 06:13 م

انزوت الفتاة داخل غرفتها  تتساقط دموع الندم فوق خديها، ظلت لساعات شاردة الذهن لا تكاد أن تستقر على حال بعدما ضاقت بها سبل الحياة ووصلت إلى طريق مسدود.

انتفضت من فوق سريرها وامتدت أصابعها تمسح دموع اليأس، أفسحت طريقًا لعقلها تراود مخيلتها حياة البغاء وسهر الليالي، والقهر في ذات الوقت، وإهدار كرامتها، مقابل مبالغ مالية، غير أن القواد الذي يحمل بين جنبيه قلب رخامي، وهبه ينفر منها الإنسان، وقساوة لا يضاهيه فيهما أحد ويجبرها على ممارسة الحب المحرم هي وزميلاتها متوعدًا بنشر صور ولقطات فاضحة لهن، غير تهديده الدائم لها بقتل أبناء شقيقتها الصغار.
أثقلت رأسها بالتساؤلات، عصفت بها الأفكار تتنازع بداخلها وتنتفض كزلزال يهز كيانها، فما كان منها إلا أن اتخذت القرار حفاظًا على ما تبقى لها من أطلال آدمية، والهرب من براثن القواد، وإنقاذ زميلاتها اللاتي يجبرهن أيضًا على ممارسة الرذيلة كرهًا عنهن وتحت التهديد.

وما أن أشرقت شمس الصباح، وبخطوات كمن تساقطت منه السنين كأوراق الخريف، وتوجهت إلى الإدارة العامة لمكافحة الآداب، وتقدمت ببلاغ أرشدت فيه عن مكان الشبكة التي كانت تعمل بها، وتمكن رجال الإدارة بعد عمل التحريات المكثفة من الإيقاع بالقواد وأعضاء شبكته والقبض عليهم.
وتم تحرير المحضر اللازم وأحيلوا إلى نيابة القاهرة الجديدة التي باشرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد سلامة رئيس النيابة.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة