صورة مجمعة
صورة مجمعة


جواتيمالا .. حلقة جديدة من ولاء «أمريكا الوسطى» لواشنطن وتل أبيب

أحمد نزيه

الإثنين، 05 مارس 2018 - 08:00 م

أعلن الرئيس الجواتيمالي، جيمي موراليس، نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في مايو المقبل، بالتزامن مع إقدام الولايات المتحدة على هذه الخطوة، مع حلول الذكرى السبعين لقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمثل الذكرى السبعين للنكبة بالنسبة للفلسطينيين والعرب.

ممثل الكوميديا السابق أراد أن يسلط الأضواء في العالم تجاهه، كما اعتاد أن يفعل على مسرح التمثيل، ليكسب بلاده وضعيةً سياسيةً، لن تنالها في أي وضعية أخرى.

ودعت جامعة الدول العربية جواتيمالا اليوم الاثنين 5 مارس، للتراجع عن خططها لنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس على غرار الولايات المتحدة، وقالت إن الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى تخالف بذلك قرارات الشرعية الدولية.

وجاء ذلك على لسان الأمين العام المساعد للجامعة، سعيد أبو علي، الذي قال إن إعلان جواتيمالا نقل السفارة ما هو إلا استمرار في الموقف الخاطئ الذي انتهجته جواتيمالا في هذا الشأن في مخالفة صريحة للمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإمعانًا في استفزاز الفلسطينيين والعالم العربي.

وجابت سفيرة جواتيمالا شوارع في القدس اليوم لتفقد عقارات استعدادًا لنقل سفارة بلادها إلى المدينة المقدسة في خطوة قال الفلسطينيون إنها غير قانونية وقد تدمر أي فرصة للسلام.

وجواتيمالا من بين تسع دول أيدت قرار نقل السفارة الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر، وأحجمت معظم الدول الأخرى عن اتخاذ هذه الخطوة باعتبار إسرائيل محتلة للقدس الشرقية في حرب عام 1967.

وكانت جواتيمالا من بين الدول التي تتخذ من القدس عاصمةً لإسرائيل قبل عام 1980 قبل أن تضم إسرائيل القدس الشرقية، وتعتبر القدس كاملةً عاصمةً لها، لتقرر الأمم المتحدة عدم الاعتداد بالقدس الغربية عاصمةً لإسرائيل، وتوجيهها بلدان العالم نقل سفاراتها من القدس إلى تل أبيب.

هندوراس مع قرار ترامب

ولم تكن جواتيمالا الدولة الوحيدة من منطقة أمريكا الوسطى التي صوّتت ضد المشروع العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد نسجت دولة هندوراس على نفس منوالها، ورضخت لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهديداته بقطع المساعدات للدول المصوتة ضد القرار، حيث تعتمد هندوراس على المساعدات القادمة إليها من واشنطن.

وتتخذ دولة هندوراس من مدينة هرتزليا، مقرًا لسفارتها لدى إسرائيل وليست مدينة تل أبيب التي تقع بها معظم سفارات الدول لدى إسرائيل.

ممتنعون عن التصويت

وبخلاف جواتيمالا وهندوراس، فقد امتنعت كلٌ من المكسيك، وبنما، عن التصويت خلال الاقتراع الذي جرى بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ليكونا من بين 35 دولة حول العالم تبنت موقف الحياد تجاه قرار الرئيس الأمريكي «ترامب».

في حين غابت دولة السلفادور عن عملية التصويت التي جرت بالأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، لتكون من بين 21 دولة لم تحضر الجلسة الطارئة بالأمم المتحدة.

واتخذت السلفادور من قبل من القدس مقرًا لسفارتها لدى إسرائيل بدءًا من عام 1986، قبل أن تعدل عن هذا القرار في أواخر أغسطس عام 2006 لتتحاشى أن تكون الدولة الوحيدة التي تعتبر القدس عاصمةً لإسرائيل، بعد اتخاذ كوستاريكا قرارًا بنقل سفارتها لدى إسرائيل من القدس إلى تل أبيب في منتصف أغسطس من هذا العام.

كوستاريكا وبليز .. الاستثناء

فعلى الرغم من كونها أول دولة تنقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس، بعد قرار الأمم المتحدة نقل البعثات الدبلوماسية الرسمية لدى إسرائيل من القدس إلى تل أبيب عام 1980، إلا أن كوستاريكا أيدت رفقة جارتها بليز المشروع العربي ضد قرار الرئيس الأمريكي.

وكانت كوستاريكا قد نقلت سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس عام 1982، لتقص بذلك شريط الدول التي اتخذت قرارًا في هذا الشأن.

مكوث سفارة كوستاريكا في القدس استمر لنحو ربع قرنٍ من الزمن، قبل أن تعدل حكومة الرئيس الكوستاريكي آنذاك أوسكار أرياس سانشيز عن هذه الخطوة في منتصف أغسطس من عام 2006، رغم محاولات نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك شيمون بيريز الحثيثة لإثناء الرئيس الكوستاريكي عن قراره، و هو ما أكده الأخير حينها.

الرئيس الكوستاريكي - الذي حاز جائزة نوبل للسلام عام 1987 نظرًا لجهوده في إحياء محادثات السلام - قال وقت إعلان نقل السفارة من القدس إلى تل أبيب: «إنها ساعة تصويب خطأ تاريخي يضرنا على المستوى الدولي ويحرمنا من أي شكل من أشكال الصداقة مع العالم العربي والحضارة الإسلامية».

وبدت كوستاريكا تحاول تأكيد تصحيحها لخطأها السابق بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل من خلال انضمامها 128 دولةً أيدوا المشروع العربي في الأمم المتحدة في وجه قرار «ترامب».

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة