خلال مؤتمر التراث الإسلامي
خلال مؤتمر التراث الإسلامي


انطلاق مؤتمر «التراث الإسلامي» بمشاركة 20 دولة

إسراء كارم

الأربعاء، 07 مارس 2018 - 03:14 م

انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية أصول الدين بالقاهرة، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والذي يعقد تحت عنوان «قراءة التراث الإسلامي بين ضوابط الفهم وشطحات الوهم»، اليوم الأربعاء، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من 20 دولة بالعالم، وذلك بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

 

وقال د.عباس شومان، وكيل الأزهر، إن هذا المؤتمر ليس الأول الذي عقده الأزهر الشريف من أجل التراث ولكنه عقد العديد من المؤتمرات في هذا الصدد، وهذا المؤتمر يأتي تنفيذا لتوصيات مؤتمرات الأزهر التي عقدها من قبل.

 وأكد شومان، أن الأزهر أولى تراثنا الإسلامي مكانة كبيرة وهذا ليس بكلام بل أسرع بتنفيذ توصيات المؤتمرات السابقة من خلال معرض الكتاب، حيث قدم مجمع البحوث أكثر من 100 كتابًا تعرف بالتراث وبعظمته وكان عليها إقبالًا كبيرًا بخلاف مركز الترجمة الذي قدم أكثر من 150عنوانًا تبين حقيقة الإسلام وتراثه وتوضح ما هو مقدس وما هو من كلام بشر بأكثر من عشرة لغات تعرض في العديد من المؤتمرات حول العالم.

وأشار أننا نعتز بما ما قدمه سلفنا الصالح فقد فتحوا باب الاجتهاد والتجديد بما يتناسب مع المكان والزمان، وأنهم رفضوا أن يتمسك أحد باجتهادهم باعتباره قرآنًا معصومًا بل لابد من الاجتهاد فيه إذا تطلب الأمر.

وأكد شومان، أن الأزهر لن يتخلى عن تراثنا الإسلامي ولن يتنكر له، بل سيبقى حارسًا عليه ومتعاونًا وماددًا يد العون لكل المؤسسات الدينية المهتمة به، وسيبقى الأزهر مدافعًا عن التراث وفاضحًا لكل من يحاول النيل منه.

وقال د.محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء، إن التراث ميراث لابد من المحافظة عليه ولكن لابد من تنميته، مضيفًا لا يجوز أن نقول أن الإسلام هو التراث، بل هو قائم علي الكتاب والسنة، موضحاً أن التراث شيء والكتاب والسنة شيء آخر.

وأضاف أنه لا يجوز الخلط بين العمل البشري، وبين أصول الإسلام؛ لأنه يسيء إلى الإسلام نفسه، موضحًا أن الهجوم على الاسلام أساسه الهجوم على التراث الاسلامي، لذلك علينا أن نميز التراث الإسلامي، والإسلام نفسه.

وقال د.محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إنه من المفارقات العجيبة أن يبدأ هذا المؤتمر بعد افتتاح ترميم الجامع الأزهر وهو له مغزيان مغزى بالمكان وهو تطويره وتحديثه بما يتناسب مع العمارة الحديثة ومغزى بالمعنى في تجديد التراث بصورة تتناسب مع العصر، لنؤكد على أن التطوير والتجديد هو سمة ومطلب كل عصر.

وأضاف المحرصاوي، أن المملكة العربية السعودية هي من تكفلت بتطوير الجامع الأزهر وهذا يدل على أن الأزهر للعالم كله وليس لمصر وحدها، وكذلك  حضور وفود من أكثر من عشرين دولة  ممن يمثلون العالم في هذا المؤتمر للتأكيد أن التراث الإسلامي للعالم أجمع، ونحن نسعى لإحيائه والمحافظة عليه.

وقال د.شوقي علام مفتى الجمهورية: «إننا نفخر بالجهود التي بذلها العلماء القدامى، مطالبا المشاركين في المؤتمر بالخروج بتوصيات تدعم الاجتهاد من أجل الحفاظ على التراث بما يتناسب مع العصر».

وأوضح د.حاتم العوني أستاذ بجامعة أم القرى بالسعودية، أنه «يجب علينا أن نسعد بتراثنا فهو مصدر عز الأمة ، مشددا على أن المعتدين عليه أصبحوا يمثلون خطر على الأمة»، مشيرا إلى أهمية دور الأزهر في الحفاظ على التراث، لأن الأزهر بوسطيته وبغيرة علمائه على الدين هو صاحب الشأن فى الحفاظ على التراث، قائلا: «أيها الأزهر، نستودعك بعد الله تراثنا تجديده وحمايته من عبث العابثين فأنت الركن الحصين في الحفاظ عليه».

وقال د.عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر، إن جامعات العالم تهتم بالعلوم الإسلامية وتنشئ أقساما لها وهو ما يستدعي التواصل والبحث الجيد لمتابعة هذه التطورات مشيرا إلى أن شيخ الأزهر إبان قيادته لرئاسة الجامعة حضر مؤتمرا بالولايات المتحدة الأمريكية واستمع لباحثة غير مسلمة تتحدث في التراث الإسلامي الأمر الذي جعله يفكر في إعداد جيل مثقف متعلم للغات الأجنبية حتى يتواصل مع باحثي الغرب

وأضاف نصير أن شباب الباحثين الذين تعلموا اللغات في جامعة الأزهر من خريجي الكليات الشرعية استطاعوا الحصول على منح علمية مكنتهم من رصد الدوريات الأجنبية التي تتحدث عن العلوم الإسلامية والعربي

وأكد د.عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن تراث الأمة هو إرثها الحضاري، وذاكرتها الحافظة لتطور العلوم والمعارف والمناهج والعقول والثقافة والفنون، موضحًا أن ما من أمة شيدت صروح المجد وبنت عزها إلا من خلال البناء على تراثها والاستفادة من تجاربه ومناهجه، فكان حاضرها امتداداً لماضيها، ومستقبلها ما هو إلا بناء تراكمي لذلك الماضي والحاضر.

وأوضح عميد أصول الدين، أنه قد تعددت القراءات للتراث بين مقدس ومدنس، وخرجت أطروحات صادمت العقل والنقل ولم تعظم النقل، فوصلنا إلى مأزومية اللحظة، لذلك كان واجبًا على قلعة العلم الأزهر أن تعيد تقييم هذه القراءات المتعددة للتراث، لتجيب على إشكاليات غياب المنهجية وتبرز للأمة رؤية متكاملة لتستفيد من تراثها وتواكب متغيرات عصرنا.

وشدد على أن الدفاع عن التراث الإسلامي وقضاياه لا يعني أن التراث نص مقدس ولا يعتريه خطأ، بل إن كاتبيه على مدار تلك القرون هم بشر يؤخذ من كلامهم ويرد، فلا ينبغي أن نرد تطرف الطاعنين في التراث الإسلامي بتطرف آخر يقدس كل ما في كتب التراث، بل السبيل القويم يتمثل في الاحتكام إلى الكتاب والسنة ونور العقل السليم ومنطق البحث العلمي، ليتم وضع كل شيء في معيار الحق والانصاف.

ويناقش المؤتمر على مدار يومين مفهوم التراث الإسلامي والوعي بمقوماته، والنص التراثى وعلاقته بالنص الديني، والتراث الإسلامي بين التجديد والتبديد، ووقفات مع تراث المتكلمين، ونظرات في تراثنا الفقهي، والجهود العلمية في فهم التراث الإسلامي".

يأتي ذلك في إطار التأكيد على دور الأزهر الشريف في دراسة التراث، وتحقيقه ونقده، كما يسهم المؤتمر فى تشجيع البحث العلمى ودوره فى معالجة القضايا المعاصرة، وفتح آفاق التعاون بين الباحثين فى مجال البحوث المجتمعية وتبادل الخبرات.

ويستعرض المؤتمر ستة محاور رئيسية على مدار يومين، وهى "مفهوم التراث الإسلامي والوعي بمقوماته، والنص التراثى وعلاقته بالنص الدينى، والتراث الإسلامي بين التجديد والتبديد، ووقفات مع تراث المتكلمين، ونظرات فى تراثنا الفقهى، والجهود العلمية في فهم التراث الإسلامي".

ويسعى المؤتمر من خلال هذا المحاور إلى بيان زيف الدعاوى المعادية والهادمة للتراث الإسلامي، وبيان وسطية المنهج الإسلامي في التعامل مع قضية التراث، وإثبات قابلية التراث للتجديد، وأيضا قابلية التراث للنقد والتنقية والدراسية والتحقيق، وإيضاح الفرق بين نقد التراث وبين هدم التراث وتعميق مفهومه وأهميته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة