الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


الحرب التجارية .. استجداء ترامب الذي ينذر بأزمةٍ عالميةٍ

أحمد نزيه

الأربعاء، 07 مارس 2018 - 11:09 م

دائمًا ما اعتادت مسامعنا أن تألف توقيع عقوباتٍ أوروبيةٍ ضد روسيا، الخصم الأبرز في القارة العجوز لبلدان الاتحاد الأوروبي، لكن الحدث الآن، هو نية الاتحاد الأوروبي فرض عقوباتٍ اقتصاديةٍ على الولايات المتحدة، الحليف المشارك إلى جوارهم في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

الاتحاد الأوروبي حذر اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطر نشوب حربٍ تجاريةٍ بين التكتل الأوروبي والولايات المتحدة، مهددًا بفرض رسوم جمركية قاسية على بعض السلع الأمريكية، وذلك في وقتٍ ناقشت خلاله اليوم المفوضية الأوروبية ببروكسيل العقوبات الاقتصادية المضادة حال أقدمت إدارة ترامب على فرض رسومٍ جمركيةٍ على منتجات الصلب والألومنيوم المستوردة من أوروبا وكندا.

الحرب التجارية، ذلك المصطلح الذي أطلقه الرئيس الأمريكي قبل أيامٍ بعد إعلانه عزم إدارته فرض تلك الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، مؤكدًا أن بلاده ستنتصر في تلك الحرب حال نشوبها، بل اعتبر أن تلك الحرب جيدة بالنسبة لواشنطن، ومن السهل الانتصار خلالها.

رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أراد أن يمارس نوعًا من الإسقاط على الرئيس الأمريكي، فقال إن الحروب التجارية سيئة، ومن السهل خسارتها، ردًا منه على ترامب، معتقدًا أن الوقت قد حان بقوةٍ لكي يتحرك المسؤولون السياسيون على جانبي الأطلسي بشكلٍ مسؤولٍ، حسب تعبيره.

ترامب على موقفه

ولكن على الجانب الآخر، يرى الرئيس الأمريكي ترامب أن الاتحاد الأوروبى لم يتعامل بشكلٍ جيدٍ مع الولايات المتحدة في العلاقات التجارية الثنائية، ليكون هذا التصريح مبررًا من قبل الرئيس الأمريكي لفرض إدارته رسومًا جمركيةً على واردات المواد الفولاذية والألمونيوم.

وقال ترامب، في مؤتمرٍ صحفيٍ بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء جمعه مع رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، "عمليًا يجعلون من المستحيل علينا أن نقوم بأعمال معهم ومع ذلك فإنهم يرسلون سياراتهم إلى سائر أنحاء الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي لم يعاملنا جيدًا، وهذا كان وضعا تجاريًا سيئًا غير عادل بتاتًا".

واتسعت الفجوة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ قدوم ترامب إلى البيت الأبيض، وساهمت سياسات ترامب في امتعاض الدول الأوروبية، خاصةً بعد انسحاب الرئيس الأمريكي في شهر يوليو الماضي من اتفاقية مكافحة تغير المناخ، والتي تم توقيعها في باريس عام 2015، إبان حقبة سلفه باراك أوباما.

كما يرغب الرئيس الأمريكي في تعديل الاتفاق النووي الإيراني، مهددًا بالانسحاب منه حال عدم إدخال بعض التعديلات عليه، وهو ما لا يتماشى مع موقف الاتحاد الأوروبي، خاصةً في ظل رفضٍ قاطعٍ من إيران لذلك الأمر.

تحذير من صندوق النقد

وعلى الصعيد الدولي، قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، إنه لا يوجد هناك رابح في الحرب التجارية، وأن تأثير التعريفات الجمركية الذي تعتزم الولايات المتحدة تطبيقها على الواردات سيكون خطيرًا على الاقتصاد الكلي إذا ردت دول أخرى بفرض تعريفات من جانبها.

وأعربت لاجارد عن أملها في تراجع الرئيس الأمريكي عن تنفيذ تلك الرسوم الجمركية، داعيةً جميع الأطراف المختلفة للاستناد إلى الحوار قبل الشروع في تلك الإجراءات، وذلك في ظل تهديد رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر، بالرد بالمثل من أجل الدفاع عن مصالح بروكسيل.

وانضمت كندا والصين إلى جانب الاتحاد الأوروبي في تحذير الرئيس الأمريكي من الإقدام على خطوة تفعيل الرسوم الجمركية، باعتبارهما من أكثر المتضررين حال فرض تلك الرسوم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة