سامية زين العابدين
سامية زين العابدين


زوجة الشهيد «عادل رجائي»: قرار اغتيال زوجي صدر من تركيا.. ورأيت «القاتل» بعيني |حوار

محمد الهواري- نشوة حميدة

الخميس، 08 مارس 2018 - 08:18 م

•    ضلوع أجهزة استخبارات «دولية» في الحادث.. و«المتحف الصغير» هديتي لروحه
•    زوجي ضبط أسلحة في «الواحات» جهزت لتدمير 4 محافظات.. وأشرف على هدم أنفاق سيناء.. وضبط «عادل حبارة» من سوق العريش
•    6 شهداء في أسرتي أخرهم «زوجي».. ولم أبلغ أمي برحيله
•    زوجي توقع استشهاده.. و «الجزيرة» و«حماس» متورطتان في الحادث
•    سائق زوجى مازال فى العناية المركزة حتى الآن.. وهذه رسالتي للشعب قبل انتخابات الرئاسة
•    «الجزيرة» أذاعت خبر استشهاد «عادل» بعد نصف ساعة من الحادث
•    وزير الدفاع طالبني بالتماسك.. وهذه «رسالة السيسي» لي
•    القوات المسلحة عثرت على «أسلحة جيوش»  ومادة الـ« C4» في سيناء 
•    رأيت «دموع السيسي» بسبب «مظلمة جندي»

هي مناضلة من نوع خاص.. مجندة في صفوف «قوات الدعم المعنوي».. تدرك جيدًا قيمة «رجل الجيش» الذي يدافع ليلًا ونهارًا عن تراب الوطن.. كونها محررة «صحفية» في «الملف العسكري» فتح لها الأبواب لاستشراق المستقبل بعيون «جنرال»، دون أن تتعدى «الخطوط الحمراء»، لما لها وهي ودعت 5 شهداء من أسرتها، وزفت السادس «زوجها» بيدها، وبقلب أم لا زوجة إلى جنة الخلد، لينضم إلى صفوف الشهداء.. إنها سامية زين العابدين، زوجة الشهيد العميد عادل رجائي، قائد الفرقة الـ9 مشاه سابقاً، والذي اغتيل على يد الإرهاب الأسود في أكتوبر من العام الماضي، عقب نزوله من منزله بمدينة العبور بعد أداء صلاة الفجر، متوجهاً إلى موقع عمله في قلب العريش.

عيد الأم.. وزوجة الشهيد
«بوابة أخبار اليوم» قضت يومًا مع زوجة الشهيد في منزلها بالعبور في «يوم الشهيد» وقبل أيام من حلول «عيد الأم»، وفتحت لنا قلبها بعد أن عادت بنا إلى الوراء، وسرت تفاصيل لحظة اغتيال العميد، كما كشفت لنا سر «قائمة الاغتيالات» التي وضعها الإرهابيون قبل 5 أعوام من الآن لاستهداف «كبار رجال الدولة» وجنرالات القوات المسلحة آنذاك، وإلي تفاصيل الحوار..

في البداية.. نجدد تعازينا لكِ في استشهاد العميد رجائي.. ما هو أثر غيابه على حياتك وأسرته؟
في الحقيقة حياتي تحولت لمأساة بعد وفاة زوجي الذي توقعت استشهاده قبل الحادث، كان أحن قلب ليس على زوجته وأهل بيته فقط، بل على الجميع بما فيهم أبناء الجيران وأطفال الشارع الذي أوصاني بهم قبل استشهاده.

اسمحي لي ببعض الأسئلة عن الشهيد، متى التقيت به وكيف كان زواجكما؟
التقيت به منذ أن كنت صحفية أقوم بتغطية أحداث الملف العسكري، وقتها نشأت بيننا قصة حب توجت بالزواج.
بعد الزواج، كانت حياتنا هادئة إلى لحظة تأخر الإنجاب، فوقتها توجهنا إلى الأطباء الذين أكدوا استحالة إنجابنا، ورغم إصرار العائلين على انفصالنا بسبب حلم الإنجاب، قررنا استكمال حياتنا سويا إلى آخر لحظة، بعدها اتخذنا قرارًا بإغلاق هذا الموضوع أمام العائلين، ومن وقتها عاد الهدوء مجددًا إلينا.

وماذا عن ركن الحب في بيتكما؟
حياتنا لم تخلو من الحب رغم عدم وجود أطفال، وبعد استشهاده حرصت على تخليد ذكراه بإنشاء متحف له في شقتنا يضم كافة النياشين والرتب العسكرية له، بالإضافة إلى ملابسه العسكرية، وأخيرا «الكاب» الذي كان يرتديه لحظة الاستشهاد .

نعود إلى لحظة الاستشهاد.. حدثينا عنها؟
زوجي كان يتوقع استشهاده، ولم يأكل ما طلبه قبل الحادث، فتحديدا في 21 أكتوبر عام 2016، لاحظت توتر زوجي أثناء استضافتنا بعد الأقارب، وقتها كان «عادل» ينظر إلى الساعة كل دقيقة وكأنه يخطط لمعركة حرب، وعندما سألته لم يوضح، وفي صباح اليوم التالي وخاصة بعد أدائه صلاة الفجر، نزل إلى عمله كالعادة، وعلى باب العمارة كانت الصدمة، اغتالوا زوجي بـ3 رصاصات في رأسه، وقتها رأيت الإرهابي القاتل «ملثما»، وفر بسرعة البرق من موقع الحادث، وزوجي غارق في دمائه .

وقتها لم أدرك هول الصدمة، إلا إنى لاحظت الجيران أثناء حمله على أقرب مستشفي إلا أن روحه ذهبت لبارئها، ونال شرف الشهادة، ورغم ذلك لم لم أبلغ أمي باستشهاد عادل حتى الآن.

قطر وحماس شمتا في زوجي لكونه المشرف على هدم الإنفاق في سيناء، التي تعتبر منبع تهريب الإرهابيين وكذلك المخدرات إلى داخل مصر، كما ألقي القبض على عادل حبارة وقدمه للعدالة من السوق في العريش

كما أن الجزيرة أذاعت خبر استشهاد زوجي بعد نصف ساعة من الحادث، ما يؤكد أن المخطط كان مجهزًا قبل الحادث بفترة.

كيف تلقيت النبأ.. وكيف كان وقعه علي أسرته؟

توقعت ذلك قبل الحادث بـ20 يوما، لأنه قام بأكبر 3 عمليات ضد الجماعات الإرهابية في الواحات، ففي 2016 قام بأكبر عملية تطهير في الواحات، ونشرت صورته على المواقع الالكترونية والإخبارية، بجانب كميات ضخمة من الأسلحة المضبوطة بحوزة الإرهابيين، وكمية الأسلحة المضبوطة آنذاك كانت تكفي لتدمير 4 محافظات .
كما أن زوجي كان ضمن كشف «الجنرالات وكبار رجال الدولة المخطط اغتيالهم» على يد الجماعات الإرهابية، وكان يجاور النائب العام السابق هشام بركات، وعلى جمعة وعدد من القيادات العسكرية والدينية والسياسية ، وصدر قرار اغتيال زوجي من «تركيا».

كما نفذ مداهمتين أخرتين بعد ذلك، وعرف بين الكثير من المصريين على أنه البطل، وقتها حدثت الشؤون المعنوية خوفا على استهداف زوجي، ولكن بعد 4 ساعات تم إزالة الصورة، إلا أن تلك المدة كانت كفيلة بتخطيط الإرهاب لاغتياله، ومن يومها، توقعت استشهاد زوجي في أي لحظة .

في رأيك.. من وراء اغتياله؟

أجهزة استخبارات دولية، ورأيت القاتل بعيني بعد تنفيذ الحادث الخسيس، ووقتاه صور 3 طلقات تجاه كل من الحارس الشخصي لعادل، والسائق الذى مازال راقدًا في غرفة العناية المركزة حتى الآن .
وأعلنت جماعة تسمي «لواء الثورة» ضلوعها في الحادث، إلا أنها تتبع تلك الأجهزة  نظرا لكونه قائد فرقة مدرعة وجنرال محنك في منصبه، فودعته بقلبي بعد وداع 5 شهداء في أسرتي.

وما آخر رسائله إليك؟
طالبني باستكمال مسيرته في الحفاظ على تراب الوطن، وأوصاني بأبناء الجيران.

وماذا عن كواليس لقاءاتك بالرئيس السيسي؟
التقيته أكثر من 10 مرات، لأنه كان قائد كتيبة زوجي في الفرقة الثانية في الجيش منذ سنوات، كان أول لقاء لي بالسيسي منذ 2004، ومؤخرا التقيته في الأوبرا، كما رأيت دموعه بسبب مظلمة جندي، ومؤخرًا قال لي وزير الداخلية أيضًا «أنا بستمد قوتي منك».

متى التقيتي وزير الدفاع؟
التقيته أكتر من مرة، وشد من ازاي، وقالي «شدي حيلك».

كيف تقرأين الأحداث في سيناء؟
إسرائيل وأمريكا وانجلترا السر.. يتحركون لإرباك الوضع هناك، فهم يحركون الآن أذنابهم في قطر وتركيا لاستهداف وتدمير مصر لإفساد حياة المصريين.

وبالنسبة لعملية «سيناء 2018»؟
ليست العملية الأولي، فالجيش مهد منذ أيام مرسي لتنفيذ عمليات متتالية في سيناء، ومن ثم عملية حق الشهيد، تبعتها عملية «جبل الحلال» التي وجد فيها إرهابيين من جنسيات أجنبية، ما يكشف تآمر دول كتركيا وإيران ضد مصر.

كما أن الأسلحة التي عثرت عليها القوات المسلحة في سيناء «أسلحة جيش» تم إعداده لاختراق الدولة المصرية، وبحوزتهم صواريخ سام، وصواريخ دفاع جوي لضرب طائراتنا، وسيارات الدفع الرباعي المجهزة بصواريخ، بجانب مراكز قيادة متطورة، والمفاجأة مادة «الـC4» شديدة الانفجار، التي لم تصنع إلا في دولة أو اثنين في المنطقة، كيف جاءت لهم! .

وفي رأيك.. متي تنتهي أعمال التطهير في سيناء؟
الجيش هو المسؤول الوحيد عن تحديد وقت انتهاء الأعمال لبدء مرحلة البناء.

وماذا عن اقتراحك بشأن «مشروع الشهيد»؟
نستعد حاليا لإنشاء مؤسسة خيرية باسم الشهيد عادل رجائي لخدمة ورعاية أسر الشهداء وأبنائهم نفسيا ومعنويا، وانضم لنا الدكتور أسامة الأزهري، وأحد النواب، وسنذهب مع أبناء الأبطال إلى المدارس في أول يوم دراسة، وكذلك سنقضي الأعياد معهم، فضلا عن حل كل المشاكل التي تعيقهم .

وأخيراً.. ما رسالتك للرئيس؟
أدعو الله أن يعينه وينصره ويقويه لاستكمال بناء مصر بالشكل الذي يريده كل المصريين، كما أدعو الجميع للنزول للإدلاء بأصواتهم للسيسي، حتى لا ينال أهل الشر منا، وحتى لا تضيع دماء شهدائنا .


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة