صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فارس الأحلام «قواد»

علاء عبدالعظيم

الأحد، 11 مارس 2018 - 06:37 م

ما أصعب وأمر، أن يقع الإنسان في قبضة اليأس يتملك منه الشيطان، وتتحول آدميته إلى ذئب لا يعرف الرحمة، وغير مبال بالعقاب.

 

ارتدت ثوب فرحتها، وتهللت أساريرها، بعدما هربت من منزل أسرتها، واحتفالا بفك أسرها من بين براثن الأم متحجرة القلب التي كانت دائمة الشجار معها والاعتداء عليها بالضرب وإذلالها، حيث استقبلها فارس أحلامها معتقدة بأنه طوق النجاة بالنسبة لها.

 

امتدت أصابعها تمسح دموعها، والأحزان تعتصرها، والأوهام تمزفها، وبدأت تروي مأساتها أمام المستشار محمد عاطف وكيل أول نيابة القاهرة الجديدة، قائلة: «نشبت بيني وبين أمي مشادة كلامية، قامت على إثرها بالاعتداء عليّ بالضرب، تركت المنزل هربا من حياة الجحيم التي كنت أعيشها معها».

 

وأضافت: «لم أعرف أين أذهب وسرت أبحث عن مأوى أو مكان، وفجأة وجدت أمامي الشخص الذي اعتقدت أنه سوف ينقذني ونسج خيوطه حولي ووعدني بالحماية من أمي، لم أفكر ولو لبرهة وطار عقلي من الفرحة، حيث تزوجني عرفيا لأنني لم أبلغ السن القانوني بعد، ووعدني بالزواج رسميا عند بلوغي إياه».

 

انهمرت دموعها في بكاء مرير أثناء حديثها، وبنظرات شاردة تراود مخيلتها تصرفاته معها بعد أسبوع واحد من زفافها، حيث فوجئت به يطلب منها العمل معه في شبكة الآداب التي يديرها، وهددها بنشر صورها وبعض اللقطات التي قام بتصويرها دون علمها أثناء دخوله بها.

 

توسلت إليه بأن يتركها لحال سبيلها، لكن دون جدوى، وهددها بالقتل، إن لم تنفذ أوامره كي يستغل قوامها الفارع وملامحها التي تعطيها سنا أكبر من سنها، باءت كل محاولاتها بالفشل معه، واستسلمت أمام جبروته وغلظة قلبه، ومراقبة «البودي جاردات» لها ومحاصرتها حتى لا تتمكن من الهرب، وغاصت في بحر الرذيلة، وممارسة الحب الحرام مع راغبي المتعة إلى أن تم القبض عليها، وأرشدت عن أماكن الشبكات التي يديرها فارس أحلامها القواد.

 

 وتمكن رجال مباحث الإدارة العامة لشرطة الآداب، من القبض على ٨ ساقطات يعملن بالشبكة، والقواد والبودي جاردات.

 

وقرر المستشار محمد سلامة رئيس النيابة، حبسهم جميعا ٤ أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن وجه لهم تهمة الإتجار في البشر، وتسخير الفتيات بالإجبار، وتكوين شبكة كبرى لزعيم التشكيل العصابي "القواد" واثنين من معاونيه، والتحريض على الفسق، وممارسة الأعمال المنافية للآداب.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة