البابا تواضروس مع مراسل صحيفة عاجل السعودية
البابا تواضروس مع مراسل صحيفة عاجل السعودية


البابا تواضروس: الإرهاب لا يفرق بين الكنائس والمساجد

ناريمان فوزي- مايكل نبيل

الإثنين، 12 مارس 2018 - 07:41 م

 

عبر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الاثنين 12 مارس، عن إعجابه بالتغييرات الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، واصفا إياها بأنها «ذات طابع عصري».

 

كما أكد البابا تواضروس، أثناء حواره مع صحيفة عاجل السعودية، بأن التعاون المصري السعودي كفيل بتحقيق القوة المنشودة في مواجهة الأخطار التي تحيط بالمنطقة.

 

من جهة أخرى، أشاد البابا تواضروس بزيارة ولي العهد السعودي، واصفا إياه بكونه «شخص مثقف وصاحب رؤية وقارئ جيد للتاريخ، وزيارته للمقر البابوي مثلت مفاجأة طيبة»، وأن حديثه معه «حمل الكثير من الآثار الإيجابية، على الرغم من أنه لم يتجاوز 30 دقيقة».

 

وفيما يخص الهجمات الإرهابية التي تستهدف الكنائس والمساجد معا، فقد أشار البابا إلى أن الإرهاب لا علاقة له بالأديان وأن البعض ربط نفسه بتفسير مفاهيم إسلامية بطريقة مشوهة، فصار هناك ربط أمام الإعلام بين الإسلام والإرهاب؛ لكن الحقيقة تقول إن الإرهابي اعتمد على عبارات ومقولات استقاها من فهمه الخاطئ للدين، ليس هناك دين يدعو للإرهاب نهائيًا؛ لأن الأديان دوما تدعو إلى المحبة، إلى التسامح، إلى العلاقات الطيبة.

 

أما عن دور المؤسسات الدينية في مكافحة الإرهاب، فقد نوه البابا تواضروس إلى ضرورة تكاتف المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية، مضيفا بأن استهداف الكنائس خلال الهجمات الإرهابية، هدفه ضرب الوحدة الوطنية التي تتمتع بها مصر، فهو لا يستهدف المسجد بصفته أو الكنيسة بصفتها، فهذه الوحدة عندنا تأتي قبل كل شيء، منوها بأنه قد قال في ذلك عبارته الشهيرة «وطن بلا كنائس، أفضل من كنائس بلا وطن»، فالوطن ووحدتنا ووجودنا معًا هو الهدف الأسمى.

 

وأشار البابا تواضروس إلى أن الرئيس السيسي يدرك جيدا غرض الإرهاب وهو ما يؤكده دوما بجملته الشهيرة «أنا رئيس مصري لكل المصريين»، نحن نعي جيدا أن الوطن هو المستهدف، ولذلك تكون الهجمات أولًا ضد الجيش والشرطة باعتبارهما «القوة الصلبة لوطننا»، ثم ضد المسجد والكنيسة «القوة الناعمة».

 

وعن دور الكنيسة القبطية في مسألة السلام بالشرق الأوسط، فقد أشار البابا تواضروس إلى أن القضية الفلسطينية هي الشاغل الأول لدى المصريين، فمصر دولة جارة لفلسطين أولًا، ومن الناحية القبطية، السيد المسيح ولد في فلسطين وجاء إلى مصر وعاش فيها 3 سنوات و6 أشهر، فيما يُسمى رحلة العائلة المقدسة، كما أن هناك مطرانًا قبطيًا في القدس منذ قرون، لنا كنائس، لنا أديرة، لنا رهبان، لنا راهبات، لنا كهنة، أيضًا هناك مقدسات إسلامية ويهودية في مدينة القدس التي يعني اسمها أورشليم «مدينة السلام» الذي لم تنعم به عبر تاريخها الطويل الممتد إلى 3 آلاف عام إلا 30 سنة فقط، وباقي السنوات كلها حروب.

 

بالنسبة للحل من وجهة نظره، لفت البابا تواضروس إلى أنه؛ لكي نخرج من دائرة الحرب، يجب التوقف أولًا عن تلك الممارسات لنبدأ صفحة جديدة، يجب أن تكون البداية لحل مشكلة صعبة كفلسطين عمرها نحو 70 عامًا، بالمفاوضات والحوار، الذي يجب أن تكون أطرافه على استعداد لقبول الآخر.

 

وفيما يخص قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، فقد أكد البابا تواضروس إلى أن هذا القرار يُعقِّد الأزمة، وقد اتخذت الكنيسة موقفًا شديدًا ضده، تمثل في رفضها استقبال نائب الرئيس الأمريكي؛ لأن القرار صدر بينما كانت الكنيسة تستعد لزيارته إلى مصر.

 

في تقديري الخطوة الأمريكية «عمل استعراضي فقط» أكثر منها شيء عملي؛ لكنها الإدارة الأمريكية التي تفاجئنا كل يوم بما هو غريب.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة