محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


‎محمد البهنساوي يكتب: ‎غير كل البشر 

محمد سعد

الجمعة، 16 مارس 2018 - 08:01 م

‎الوفاء .. من اجل مصر والشهداء 

‎في يوم الشهيد .. دموع ودعوات ولوحة وطنية بنكهة مصرية 

‎بعد صرخة أم الشهيد .. هل يجرؤ احد ان يغيب عن طوابير الانتخابات ؟!!
 ‎يوم الوفاء .. العزة .. البطولة .. الحنان .. وأيضا يوم البكاء


‎بين كل تلك المشاعر .. مر يوم أمس الخميس .. ليس فقط  على من حضر وتواجد بقاعة المنارة للمؤتمرات  المجاورة لمسجد المشير بالتجمع الخامس .. إنما على جميع المصريين وهم يتابعون الندوة التثقيفية السابعة والعشرون التي أقامتها القوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد والمحارب القديم.


‎ومثل كل ندوة تثقيفية تقيمها القوات المسلحة.. تنهمر الدموع.. والجميع يتابع بعض نماذج لبشر مختلف عن باقي البشر.. وأسر ليست كباقي الأسر.. أمهات ثكلي.. لا تدري أين لهم بتلك الشجاعة والجسارة وقد فقدوا أغلى وأعز الناس.. وزوجات ترملن.. فقدن الزوج والضهر والسند.. وبكل بسالة أيضا يجهزن أبناءهن لنفس المصير.. وأبناء واطفال تيتموا.. فقدوا الأب والحنان والقدوة.. لكن تمتزج دموع مصابهم بإبتسامة عزهم وفخرهم.. وكأن روح من فقدوا تحيطهم وترعاهم.. لتزيدهم صبرا وتحملا.


‎وأمام تلك النماذج.. يجلس ويتابع قادة كبار.. الرتب على اكتافهم تنبئ عن مواقعهم القيادية.. لكنهم ورغم جسامة مسئولياتهم التي وبكل تأكيد تتطلب شدة في الطباع .. لكن هذا لا يقف أبدا عائقا أمام دموعهم أن تنهمر من شدة ما يسمعون ويتابعون .. ففي النهاية .. هم بشر .. لكن أيضا بشر غير البشر.


‎وفي القلب من هؤلاء يجلس قائد لدولة بحجم مصر.. وما يستببعه رئاسة هذه الأمة العظيمة القائدة من بروتكول ومراسم ورسميات .. المفروض أن تلزمه بتصرفات معينة .. وتمنعه من تصرفات أخرى حتى وإن إشتهتها طبيعته البشرية .. لكننا نجد ان كل المراسم والبرتوكولات تسقط وتتراجع .. أمام هذا السيل المتدفق من المشاعر التي تتحطم على نعومتها ورقتها أصلب القواعد والمراسم.. فتجده يمنع حرسه أن يمنع سيدة عجوز من الإقتراب منه بطلب أو شكوى او حتى لمجرد المصافحة .. يترك منصة التكريم لينزل إلى والد أو أم شهيد تجد صعوبة في المشي .. فيبادرها هو .. ويترك أيضا لطبيعته العنان وهو ينحني ليقبل يد مسنة قعيدة والدة شهيد.. أو يحمل طفلا وطفلة صغيرين من أبناء الشهداء.. بطبيعة وتلقائية أب مصري يشعر بمصيبة الحرمان المبكر من الأبوة فيداعبهم بتلقائية ويحاورهم بأبوية .. أنه أيضا رئيس ينتمي للبشر المختلفين عن باقي البشر.


‎كل هذا لمسناه وشاهدناه وعايشناه جميعا في ندوة الخميس التثقيفية.. وإذا كانت تلك المشاهد إعتدناها في تلك الندوات .. إلا ان ندوة الأمس كانت بها الجرعة زائدة أوجعت قلوبنا جميعا.. لكنها أكدت أن مصر كانت ولازالت وستظل بخير رغم أنف كل حاقد وكاره لنفس وبلده ودينهز. وأنها مصر سبب هذا الشموخ.


‎وإذا كنا أشرنا إلى بشر غير البشر.. فهاهي نماذجهم وقصصهم لنتأكد جميعا انهم مختلفون.. وأجزم انه لا يوجد لهم مثيل سوى على أرض مصر الكنانة وبين ربوع نيلها وواد
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة