حالة انسانية
حالة انسانية


فيديو|«جوليت المرج» وزوجها القعيد.. قصة حب حملا على الأكتاف

أمنية فرحات- محمد مصطفى بدر

السبت، 17 مارس 2018 - 03:38 م

ابحث عن «مجنون ليلى» وفي أطلال «كثير عزة» وقصص «روميو وجولييت» وحكايات «كليوباترا ومارك أنتوني» وأسطورة «أبولو ودافني».. أساطير تضيء نورًا خافتًا على جانبي التاريخ عن أناس أحبّوا فعاشوا، وآخرون كرهوا فقتلوا، لتعود قصصهم من جديد من «المرج» ليرى الناس الوفاء واقعا وجسدا تراه الأعين ويعيش بين الناس تحت سقف متواضع وجدران رسمت عليها الآلام علامات التضحية.

 

عطاء لا ينتظر الوفاء

هنا في الحي الشعبي، الفقر فيه علامة، والحوجة لها صوت، والألم أنينه ينخر في الأجساد، مئات الآلاف يكدون فتحكي ظهورهم آثار الصراع على لقمة تجعلهم على الأرض أحياء، بين سقوف منازله المتواضعة يحوي أناسا آخرين وجودوا في الحياة معنى آخر غير «قطعة الخبز وشربة الماء»، لا ينتظرون من الكد والتضحية والحرمان مقابلا سوى رسمة بسمة على وجه من يحبون، أو تحمل شقاء وآلام من أوقعهم النصيب في شراكه.

 

«بوابة أخبار اليوم» في منزل «جولييت المرج»

«بوابة أخبار اليوم» تجولت بين طرقات حي المرج أحد ضواحي العاصمة، وفي إحدى مناطقه العشوائية، قاصدة «هبة» صاحبة العقد الثالث من عمرها، لتنقل لقرائها قصة زوجة لا تعرف للحياة معنى سوى الحرمان من أبسط مقوماتها لتسعد من حولها، وزج ضرب القدر على جسده من المرض فلا يملك سوى البكاء على عجزه عن رد الجميل لرفيقة عمره، يعلم أنه قيدها في سجن معاناته، عرض عليها إطلاق سراحها، لكنها أبت إلا أن تكون يده وقدمه التي يتحرك بهما.

 

«هبه رجب – 32» زوجة بسيطة تعيش مع أبنائها وزوج أصابه القدر بمرض أقعده عن العمل بل والحركة، بمجرد أن تدلف قدماك إلى منزلهما تشكو أركانه حالة فقر مدقع، وجدران تروي فيه الشقوق مأسي الحرمان، وسقف يبدو أنه ينتظر إذن السقوط على أصحابه، أثاثه المتواضع يبوء بشعار «الغنى غنى النفس الراضية».

 

على الظهر والأقدام.. هنا معنى الوفاء

5 كيلو مترات من «المرج إلى الزيتون» تشد «هبة» رحالها، ليس على سيارة تقيها آلام السير على الأقدام، لكن على ظهرها تحمل رفيق العمر المصاب بفشل كلوي إلى أحد مراكز غسيل الكلى بمنطقة الحلمية، في رحلة شاقة بدأتها منذ 6 سنوات، تبدو في كل نقطة تخطوها على الأرض لها فيها علامات، قائلة: «زوجي عاجز ومريض عنده فشل كلوي، وبيغسل كلى من ست سنوات،  بياخد 3 جلسات في الأسبوع».

 

قدماها تحمل فوق جسدها الذي يبدو ممتلئا جسدا آخر قعيد، تشعر بالألم والتعب لكن سرعان ما تمحوهما سعادة غامرة بالنظر إلى زوجها بعد تخفيف آلامه، تشعر أن القدر وضعها لتكون سببا في حياته بعد المرض، فتقول: «بشيله كل يوم على ضهري، أوديه المستشفى، وأرجع البيت أعمل أكل لولادي، وبعدين أرجع تاني يكون خد جلسة الغسيل وارجع بيه على البيت، مش بلاقي تمن العلاج، ولا حتى مصاريف».

 

«ست بمائة راجل»

ظروف زوجها المرضية، وتربية أبنائها، وأداء واجباتها المنزلية، وفوق كل ذلك تعول أم زوجها وأبناء شقيقه مع مصدر دخل لا يسمن ولا يغني من جوع جعلها «ست بمائة راجل» فتقول: «أنا ست بسيطة، بحمد ربنا على حالي، عايشة مع جوزي وحماتي وولاد سلفي، بعد ما ماتت مراته، أوأخدت بنات سلفي، ربتهم وبيعتبروني أمهم علشان أنا حنينه عليهم، وبدفع فرق جلسات 400 جنيه لجوزي، وأتقاضى معاش 450 جنيها».

 

من أدرك الوفاء لا يغدر

 من عرف الحب لا يكره ومن ذاق التضحية لا تجد الأنانية له سبيلا، ومن أدرك الوفاء لا يغدر.. دموعها تروي بداية القصة فتقول: «جوزي لما تعب وكنت عايشة ومتحملة علشانه، قالي هطلقك علشان أريحك من التعب، لكن أنا بوست على إيده علشان أفضل معاه علشان بحبه لأنه عمره ما بهدلني عشت معاه 14 سنة على الحلوة والمرة».

 

لا صوت داخل ذلك المنزل البسيط يعلو فوق صوت الوفاء، هنا يتدخل الزوج «خالد بكر» بصوت ضعيف ووجه شاحب فيقول: «مش هلاقي زيها في الدنيا ولا هعوضها، أنا من غيرها مقدرش أعيش، بتسهر طول الليل جنبي، عايشة علشان راحتي، أمي اللي شالتنى في بطنها 9 شهور مش هتعمل كده، وأنا أول ما تعبت كنت هطلقها علشان مظلمهاش معايا، لكن هي رفضت، وبطلب من المسئولين أنهم يساعدونى، ويرحموا مراتي من الشقا».

 

فقط.. تتطلب المساعدة

لا تئن ولا مكان للإحباط في قلبها، ولن يأتيها اليأس من بين يديها أو من خلفها لكنها أنهت حوارها فقط بطلب المساعدة علّها تزيل عنها بعض الألم، فتقول: «اتبهدلت كتير في المستشفيات، ما عنديش مورد رزق المساعد ربنا، محتاجة حد يساعدني، عشان أقدر أعيش وأجيب أكل لولادي، وأصرف عليهم في المدارس».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة