الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير «الأخبار»
الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير «الأخبار»


خالد ميري يكتب| مصر ٢٠١٨ ..الشعب فى الموعد

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 18 مارس 2018 - 11:31 م

بين رسائل أمهات الشهداء.. وتضحيات الأبطال.. وطوابير المصريين فى الخارج

السيسى صدق الوعد مع المصريين.. والشعب يرد الدين لوطنه 


الانـتـخـابـات الـرئـاسـيـة لـيـسـت غــزوة صـنـاديـق.. ليست تجارة بالدين ولا بالمشاعر، وليست مزايدة عـلـى الـوطـنـيـة والانــتــمــاء.. الانـتـخـابـات فـريـضـة وطنية أوجبها الدستور والقانون على كل مصرى بلغ ١٨ سنة وليس لديه مانع قانوني، الانتخابات ديــن لـلـوطـن فــى رقــابــنــا، ديــن لأولادنــــا وبـنـاتـنـا والأجـيـال القادمة، ديـن لشهداء ضحوا بحياتهم من أجـل الوطن ولـم يطلب أهلهم منا إلا أن نرد الدين بالمشاركة فى التصويت.
إلى كل مصرى يحب وطنه ويريد الحفاظ عليه، إلى كل مصرى يحب أهله ويبحث عن مستقبلهم، إلى كل مصرى يريد فرصة عمل أو شقة ويبحث عـن حياة كـريمـة، شــارك لتختار وتـكـون صاحب القرار، لا تجلس فى منزلك مع الخوالف ثم تشكو رهقا أو ذلـة، لا تتنازل عن حقك ولا تقصر فى واجبك وأنت صاحب القرار.
كالعادة كان الشعب المصرى فى الموعد.. عشرات الآلاف احـتـشـدوا فــى مـقـار الـلـجـان الانـتـخـابـيـة بـالـسـفـارات والقنصليات فـى ١٢٤ دولــة مـن شـرق العالم إلـى غـربـه، أجـبـروا وكــالات الأنـبـاء العالمية المـنـحـازة دومــا ضـد مـصـر عـلـى أن تـلـتـزم بالمهنية وتنقل صور الحشود رغما عنهم.
قبل أن يبدأ التصويت فى الخارج يوم الخميس المــاضــى حـضـرنـا الـــنـــدوة الـتـثـقـيـفـيـة الـسـابـعـة والعشرين للقوات المسلحة فى يوم الشهيد، اليوم كان مشهودا، يوم سيظل خالدا فى وجدان وعقول من حضروا داخل القاعة والملايين أمام شاشات التليفزيون، يومها وقفت والدة الشهيد المقدم أحمد حسين لتقول بدموعها: ابنى شهيد وأبوه شهيد وما تضيعوش دم الشهداء وانزلوا الانتخابات، ولم يضع المصريون فى الخـارج دم الشهداء، رسموا لمصر أمام العالم الصورة التى تستحقها.
وأيــام الاثـنـين والـثـلاثـاء والاربـعـاء ٢٦ ، ٢٧ ، ٢٨ مـارس سيكون موعد الملايين داخـل مصر مع أداء فريضتهم الوطنية، الأبـطـال على الجبهة رجـال الجـيـش والـشـرطـة يـدفـعـون أرواحــهــم راضــين من أجل الوطن، وجاء دورنا لنرد الجميل لبلدنا.
عرس الديمقراطية بدأ خارج مصر يوم الجمعة الماضى واستمر حتى الأمس، شباب ونساء وأطفال وكبار السن وذوو احتياجات خاصة تجمعوا من كل حدب وصوب داخل سفارات وقنصليات مصر، لم تمنعهم ثلوج ولم تعقهم مسافات ولم يستسلموا لمـــرض، رغـــم الـغـربـة عـاشـت مـصـر فــى قلوبهم وخرجوا لا يبغون إلا رضا االله ومصلحة الوطن، مشهد ديمقراطى مهيب وقف له العالم احتراما.
راهـن الزعيم عبدالفتاح السيسى على الشعب المــصــرى وهــو لا يــراهــن إلا عـلـى هــذا الـشـعـب.. وكسب الرهان، شعب رفع رأسه عاليا لأنه مصري..وحرك بداخلنا جميعا مشاعر الانتماء والوطنية، هذا هو شعب مصر لمن كان له وعى أو ألقى السمع وهو شهيد.
إقــبــال كـبـيـر تـقـدمـه المــصــريــون فــى الـسـعـوديـة والـكـويـت ودول الخـلـيـج حـيـث الجـالـيـات المصرية الـكـبـيـرة، ولــم يـقـصـر فـيـه المــصــريــون فــى اوروبـــا وأمـريـكـا وافـريـقـيـا واسـتـرالـيـا وبـقـيـة آسـيـا، حتى كشفت الأرقــام الأولـيـة أنـه سيتجاوز المشاركة عام ٢٠١٤ ،والمهم أن رسالة الخارج وصلت بعلم الوصول إلى المصريين فى الداخل.
رسالة الخارج التى وصلت سبقتها رسالة حية بداخلنا وستظل حية، رسالة الـنـدوة التثقيفية للقوات المسلحة، رسـالـة الشهداء شموع الأمـل الذين يضيئون لنا الطريق، دروع الوطن الذين يدفعون عنا المخاطر، يومها سطر الزعيم سطور المجد والـكـرامـة وهـو يحتضن أطـفـال الشهداء ويمـسـح دمـوعـهـم ويجلسهم على كـرسـيـه، وهو يقدم لهم الحـلـوى.. وهـو يقبل رأس أم فقدت ابنها ويستمع لأنـين أم وجعها فــراق نجلها، لا بروتوكول ولا قواعد.. هكذا فعل القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أجلهم يجب كسر كل بروتوكول، هذا حق من لقوا ربهم وهم يدافعون عن النفس والعرض والوطن والأهــــل، هــذا حــق مــن قــدمــوا حياتهم راضــين حتى يعيش ١٠٠ مليون مصرى فى أمن وسلام.
رجال الجيش والشرطة من شعب مصر.. شباب زى الـورد.. عرسان قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان، رئيس مصر وقف فخورا بأولاده وهو يؤكد استعداده لأن يرتدى الأفرول ويحارب معهم، فهذا شرف لا يدانيه شرف، رجال الجيش والشرطة، كما أكد الرئيس صدقوا وعدهم الذى قطعوه للشعب منذ ٥ سنوات يوم ٣ يوليو ٢٠١٣، قدموا حياتهم راضين حتى يعيش المصريون فى أمان وسلام، رجال صدقوا ما عاهدوا االله عليه، عقيدتهم النصر أو الشهادة، منهم من لقى ربه ومنهم مـن ينتظر، وحققوا النصر ويحققونه، يـعـرفـون أنـهـم على الحــق المـبـين وأنـهـم يقاتلون خـوارج العصر. 
أخطر تنظيم سرى عرفه العالم فى المائة عام الأخيرة، يطهرون سيناء شبرا شبرا، ويطهرون كل متر من أرض مصر من الأنجاس.
أبـطـال لا يــزايــدون عـلـى شـعـبـهـم ولا يطلبون جـزاء ولا شـكـورا، يعرفون أن كل شهيد حى عند ربـه يـرزق، وكـرر الرئيس السيسى الوعد والعهد للشعب المصرى طول ما احنا فينا نفس ماحدش يـقـدر يمـس مـصـر، يـا نمـوت كلنا يـا نعيش كلنا، ولأنه صادق العهد ولأن رجاله بالجيش والشرطة هم أهل وأولاد مصر، فقد تحقق النصر ويتحقق كل يوم على الإرهاب الجبان، لتتراجع العمليات الإرهــابــيــة بـنـسـبـة ٨٥ ٪مــن عــام ٢٠١٤ إلــى عـام ٢٠١٧ ،ورجـــال مـصـر فــى طـريـقـهـم لـدفـن ذيــول الإرهــاب تحـت سـمـاء مـصـر الحـارقـة مـع اكـتـمـال الـعـمـلـيـة الـشـامـلـة سـيـنـاء ٢٠١٨ ،فــى ٤ سـنـوات تحقق الوعد والنصر ومعه تحققت انجـازات فى الـبـنـاء والتعمير كـانـت تحـتـاج لـعـشـرات السنين، هـى إرادة شـعـب أراد الحـيـاة، وزعـيـم وعـد والـتـزم ونفذ، ورجـال صدقوا االله العهد وحفظوا الأمن والسلام لأهل مصر، حفظوا مصر ومعها حفظوا أمـتـهـم الـعـربـيـة، فـمـصـر قـلـب الأمــة الـعـربـيـة لو سقطت لضاعت الأمـة كلها، القلب حـى ينبض بالسلام والبناء والأمة تستعيد قوتها كل يوم.
حـكـايـات أهـالـى الـشـهـداء أبـكـت قـلـوبـنـا قـبـل أن تدمع أعيننا، حكايات كل زوجة فقدت رجلها وكل أم فقدت ابنها وكل أب فقد فلذة كبده، وكل طفل أو طفلة فقد الأب والسند، لكنهم يعرفون أن الشهداء سقطوا حتى تحيا مصر، ضحوا بأرواحهم مرضاة الله وفى الجنة أحياء يرزقون، لهذا كانت كلماتهم رسـائـل صـبـر وعـزيمـة وقــوة، فـقـدوا أعــز الأحـبـاب وضربوا أروع أمثلة الانتماء وحب الوطن، كلماتهم كـانـت شـفـاء لجــروح الـقـلـوب وزادا للسفر ودافـعـا لاسـتـكـمـال مـسـيـرة الـبـنـاء والـتـعـمـيـر، كـلـمـات لن يفهمها قـلـة تجــردوا مـن الـوطـنـيـة وزايـــدوا على الوطن، ولن تصل لمسامع إخوان الإرهاب الذين لا يريدون لمصر وأهلها إلا الشر.
دمـاء الشهداء نور ينير لنا الطريق ونـار تحرق أعداء الوطن، والبشرى جاءت للأمهات قبل عيد الأم بأن الجنة هى هدية أولادهن الشهداء.
والمؤكد أن الداعية المستنير الحبيب على الجفرى كــان مـحـقـا وهــو يـؤكـد ان كــل جـمـاعـات الإرهــاب يريدون افشال الانتخابات فى مصر، ورأينا بعدها الإخــوان فـى لندن يتحرشون بالناخبين الأبـريـاء لمنعهم من التصويت.
نعم هـذا حلمهم، ولكن من حق الشهيد علينا أن يذهب الجميع لصناديق الانتخابات ليختاروا من يريدون، المهم أن يشاركوا فهدف أعـداء الله والوطن هو مصر، والمشاركة ضربة قاتلة لكل حاقد وكاره لهذا الوطن.
الرئيس السيسى ذكرنا أثناء الندوة التثقيفية بـــالأيـــام الــصــعــبــة، عــنــدمــا كـــاد الــوطــن يـضـيـع، واستجاب البطل لشعبه وأنقذنا جميعا من حكم إخوان الإرهاب، وبعدها دفع الرجال الثمن بالدم ليعيش الـوطـن وأهـلـه، والاثـنـين الـقـادم مـوعـد رد الجميل، شعب لا ينسى الفضل، ولا ينسى الوطن والأرض، شـعـب وفــى وصـــادق، وكــمــا ضــرب أروع الأمـثـلـة فـى الـبـنـاء والتعمير ومـكـافـحـة الإرهــاب قــادر عـلـى أن يبهر الـعـالـم بـطـوابـيـر الانـتـخـابـات، طــوابــيــر سـتـجـتـمـع فــى حــب مـصـر ومـــن أجـلـهـا طوابير لا يحركها، إلا عشق وطنها والخوف على مستقبل أولادهــا فـى ٤ سـنـوات تحـولـت الأحــلام إلـى حقائق نلمسها ونعيشها جميعا، منذ طلب الـشـعـب المــدد والـعـون مـن االله واسـتـجـاب الجيش وقائده عبدالفتاح السيسى للملايين فى ثورة ٣٠ يونيو العظيمة.
فـــى ٤ ســـنـــوات تحــــول الخـــــوف إلــــى الأمــــن، والصحراء الجرداء تحولت لمزارع خضراء، الفقراء المهمشون وجــدوا السكن اللائق الكريم ومعاش التكامل والكرامة، العشوائيات تحولت لحدائق، الـبـنـاء والـعـمـران وصــل إلــى كـل مـكـان، لتغمض عينيك وتنظر إلى مصر قبل ٤ سنوات.. لتنظر إلـى فقراء لا يجدون من يحميهم وإرهــاب يهدد حياتنا وأولادنا وجريمة تملأ شوارعنا، وعشوائيات ورشوة ومحسوبية وبطالة وتضخم وبنك مركزى بلا احتياطي، ولتفتح عينيك الآن على بلد ناهض فى كل المجالات، بلد يعمل ليل نهار واستعاد مكانته بين العالم الذى لا يعرف غير لغة القوة والمصلحة، هل أحدثك عن الكهرباء والبترول ورغيف العيش، عن الأمراض التى كانت تفتك بالصحة والتعليم الذى كان قد انتهي، عن بنية أساسية متهالكة وفساد تحكم فى الحياة، نعم نتذكر ما كان لننظر الآن ونـرى مـاذا حقق الشعب مع رئيس يمتلك الرؤية ويؤمن بالعمل ولا يعاهد إلا االله وشعبه.
مــا تحـقـق كـثـيـر، لـكـنـه تحـقـق بـعـرق ودم وحـلـم وعمل هذا الشعب، وما تحقق يجب الحفاظ عليه واستكماله، والحفاظ عليه و على الوطن لا يكتمل إلا بمـشـاركـتـنـا جـمـيـعـا فــى انـتـخـابـات الـرئـاسـة، لـنـخـتـار مـن نـشـاء لا أحــد يـفـرض رأيــا عـلـى أحـد والشعب المصرى لا يقبل أن يفرض أحد عليه رأيا.
لـكـن حـق الـوطـن والأجـيـال الـقـادمـة أن نـشـارك جميعا، ليس هربا من غرامة ولا بحثا عن رشاوى ولا بتأثيرالتجارة بالدين،فشعب مصرأكبر وأعرق من هـذا. 

الشعب الـذى أبهر العالم فى انتخابات الخـارج قادر على أن يبهره يوم الاثنين القادم، لن يستمع لمن يدعون الديمقراطية وهى بريئة منهم ولا لمن يتمسحون بالوطنية وهى منهم براء.
فلنشارك جميعا.. هو الوطن فلنحافظ عليه.. هو دم الشهداء ينادينا.. مستقبل أولادنا أمام أعيننا.. المصرى لم يكن ولن يكون مع الخوالف، المصرى دائــمــا فــى مـقـدمـة الـصـفـوف وسـيـظـل، والاثـنـين القادم ليس ببعيد.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة