صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


نهاية المشي في «البطال»! 

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 19 مارس 2018 - 10:34 م

 جلست الزوجة داخل القطار تتابع بعين متلهفة عقارب الساعة، في انتظار وشوق للقاء العشيق.. لم تكن تعلم أنها تتجه إلى نهايتها بمحض إرادتها، فكل ثانية كانت تمر تقربها أكثر من النهاية، كانت تراود مخيلتها في هذه اللحظات كلمات الحب والغزل التي كان دائما يمطرها بها العشيق.
 أفاقت على صوت صافرة القطار يعلن وصوله إلى المحطة المنشودة، انتفضت من فوق مقعدها مسرعة، وبخطوات يشوبها فرحة وسعادة ترجلت منه في اتجاهه، حيث يقف العاشق الولهان يستقبلها بنظرات الشوق واللوعة.. اصطحبها إلى حيث لا تدري.
 وبالتحديد إلى قرية نائية، تغطيها الشبورة الكثيفة، والتي شكلت مشهدا وكأن الأشباح تتراقص فيه على مشهد بشع من المنتظر أن يحدث، توجه بها إلى إحدى العشش بأطراف القرية، وفي الوقت الذي كانت تنظر فيه بداية علاقة محرمة جديدة بينهما فوجئت بوضع غريب ارتسمت معه علامات الهلع والرعب على وجهها   من هول الصدمة، فجحظت عيناها، وتقطعت أنفاسها، وتملكت الرعشة من جسدها، وانطلقت منها صرخات استغاثة محملة بالحسرة والندم، بعدما لاحظت أنهما ليسا بمفردهما ، بل هناك شخص ثالث يختبئ خلف الجدار، اقتحم عليهما العشة، ولم يرحم توسلاتها ودموع الندم التي غطت وجهها وانهمرت كالشلال.. فالعشيق وهذا الشخص اتفقا على الغدر بها.. وبسرعة سدد لها الصديق ضربة قوية فوق رأسها بقطعة من الحديد،  لتسقط وسط دمائها، وهما يتابعان أنفاسها المتقطعة، وصوت أنينها، ولم يتركاها إلا بعد أن أصبحت جثة هامدة. 
استولى المجرمان على مصوغاتها، ومبلغ مالي كبير كان بحوزتها، وحملاها وألقيا بها في مياه الترعة، وفرا هاربين بين الزراعات خشية أن يراهما أحد، ونسيا أن الله مطلع عليهما.
 وبعد عمل شاق ومجهود كبير من رجال المباحث تم القبض على المتهمين، وتبين بعد القبض عليهما أن الزوج كان يعمل بإحدى دول الخليج، ودائما ما كان يعتاد إرسال مبالغ مالية إليها، وأثناء عودته، أخبرته بأنها في زيارة إحدى صديقاتها بمحافظة الشرقية بلدتها، لم يحتمل الزوج، وتسلل الشك بداخله، وتوجه إلى البلدة مباشرة، خاصة بعدما كان قد تردد على مسامعه بأن زوجته على علاقة بأحد الشباب بالقرية، ومع استمرار تغيب الزوجة أسرع الزوج لتقديم بلاغ بتغيب زوجته، اتهم فيه أحد شباب القرية بأنه السبب واراء اختفائها ، ىوهو ما أكدته تحريات رجال الشرطة، حيث تبين أنه بالفعل العشيق المتهم بقتلها، تم تحرير محضرا بالواقعة وإحالة العشيق القاتل وصديقه إلى المستشار مختار محمد ماضي رئيس محكمة جنايات الزقازيق بالشرقية، التي صدقت على قرار مفتي الجمهورية بإعدام المتهمين شنقًا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة