صورة مجمعة
صورة مجمعة


مآسي الاحتلال الأمريكي للعراق في ذكراه الـ 15:

«سجن أبو غريب» .. جوانتنامو «بوش» على أرض العراق

أحمد نزيه

الثلاثاء، 20 مارس 2018 - 03:16 م

"إذا كان الأمر يتعلق بأمن بريطانيا، فلا تسألني عن حقوق الإنسان" تعليق رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، على أحداث نهبٍ شهدتها لندن عام 2012، محاولةً منه لنجدة بلاده من أعمال السرقة الممنهجة من قبل عصابات في بريطانيا.

"حقوق الإنسان" تلك الشماعة التي علقت عليها الولايات المتحدة مبرراتها للانتقاص من أنظمة الحكم المناوئة لسياساتها في العالم، فدور أمريكا كقطبٍ أوحدٍ يحتم عليها التدخل من أجل فرض الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلدان التي تفتقر لوجودهما، كما يظن الأمريكيون.

وهناك بالقرب من بغداد، أُوصدت أبواب السجون أمام العراقيين المتهمين بارتكاب جرائم بحق التحالف الغربي، المؤلف من أمريكا وبريطانيا، أثناء دخول القوات المشتركة العراق تحت ذريعة تخليصها من الأسلحة النووية المزعومة في العراق.

هكذا كان الاتهام نصًا، طبقًا لسندٍ غربيٍ، لكن الحقيقة كان هؤلاء يُزج بهم في غيابات سجن أبو غريب لأنهم قاوموا احتلال الولايات المتحدة لبلادهم، فكان مصيرهم ما بين التعذيب الشنيع والقتل المروع، في السجن الذي بناه المتعهد البريطاني في العراق في خمسينات القرن الماضي، لتبني البلد التي تنصلت يومًا من حقوق الإنسان سجنًا كانت حقوق الإنسان فيه تداس تحت أقدام جنود الاحتلال الأمريكي بعونٍ من جنودٍ بريطانيين.

واليوم تحل الذكرى الخامسة عشر لاحتلال الولايات المتحدة للعراق، والذي بدأ عام 2003، وخلف كثيرًا من المآسي للشعب العراقي، الذي ذاق ويلات الاحتلال الذي أدعى الحريات وحقوق الإنسان، فأحل بدلًا منهما الإذلال والانتهاكات بحق العراقيين.

رواية أحد المعتقلين

أحد المعتقلين السابقين بسجن أبو غريب تحدث لوكالة "رابتلي" الروسية، دون أن تكشف الوكالة هويته بناءً على طلبه، حيث قال إن التعذيب الجسدي الذي تعرض له والإذلال النفسي والجنسي لم يستطع أن ينساه أبدًا، موضحا أن التعذيب الجسدي يمكن معالجته، لكن التعذيب والإذلال النفسي لا يُنسى، كما تحدث عن عمليات القتل بحق المعتقلين التي كانت تتم بدون سبب أو إدانة وعلى مرأى من الجميع.

الأذهان لا تزال تذكر صورة المعتقل العراقي، علي شلال القيسي، الذي تعرض لأشد أنواع التعذيب على يد القوات الأمريكية، بتوصيل جسده بأسلاك الكهرباء، وهو معصوب العينين.

"وفضيحة أبو غريب" كانت حينما تسربت صورًا تبين طرق تعذيب للمساجين العراقيين وإذلالهم وتصويرهم وتكديسهم عراة من قبل الجنود الأمريكيين، في انتهاكاتٍ صارخةٍ لمفهوم حقوق الإنسان، دون أن يحرك العالم ساكنًا حينها سوى بعبارات الإدانة والتنديد فحسب.

إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، تركت إرثًا سيء السمعة للولايات المتحدة، في سجل حقوق الإنسان، وأظهر أمريكا على أنها دولة تدعي حقوق الإنسان وهي تعصف بها، بدايةً من معتقل جوانتنامو، الذي افتتحه في نوفمبر عام 2011 بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والذي استخدم خلاله أبشع أنواع التعذيب بحق من اعتبرتهم واشنطن إرهابيين، ليحاكيه بوش على أرض العراق مثلما أنشأه أول مرة في أرضٍ كوبيةٍ منحها الرئيس الكوبي طوماس لأمريكا عام 1903.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة