صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


شهادة الميلاد.. وموت البراءة 

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 20 مارس 2018 - 08:24 م

أغرورقت عيناها بالدموع وهي في سكرات الموت، حزنًا على فلذة كبدها وقرة عينها ابنتها الوحيدة، حيث ستتركها تتخبط بين جنبات الحياة التي مارستها وعلمت قسوتها، تلاطم أمواجها، وما سيتبقى لصغيرتها في الدنيا من عذاب دائم، وانتظارا ليوم الحساب.

قصة حب أسطورية جمعت بينهما، كان يشتاق كل منهما إلى الآخر بقلب يهفو، ونفس تحن للقاء، وتحت بساط السماء التي نزعت عن وجهها نقاب السحب لتبدو زرقاء، فجر الحبيب مفاجأة مدوية ابتلعت على إثرها محبوبته مرارة الدهشة، والانكسار تموج انفعالاتها على وجهها حيث أخبرها بعدم استطاعته باستخراج شهادة ميلاد لابنتهما، تحت ضغط من أمه التي ستحرمه من الميراث، امتلأت عيناها بالدموع، فلم تجد سبيلًا أمامها غير التضحية من أجل الحفاظ على ابنتها، ورفضها فكرة الإجهاض، وأملا في أن تأتي الأيام بجديد، لكن دون جدوى.

اشتد عود الطفلة، وبدأ جسدها ينمو أمام عين الأم، وبلغت الـ10 سنوات، تلمح في عينيها بريق يشوبه مسحة حزن لرغبتها في الالتحاق بالمدرسة أسوة ببنات وأبناء جيلها، صالت وجالت بين جنبات محاكم الأسرة للحصول على حكم بنسب الطفلة لأبيها ولاستخراج شهادة ميلاد لمدة تزيد عن 10 سنوات، أمام عناد الأب وجبروت أمه، لكن حدث ما لا يحمد عقباه حيث توفيت الأم دون تحقيق أمنيتها، وبعدما قدمت ورقة الزواج العرفي، واعتراف الأب أمام الأهل والأقارب بابنته، والذين أكملوا المسيرة من بعدها لتحقيق حلمها، وتعاطفًا مع الطفلة البريئة الميتة بالحياة.

وجاء حكم محكمة الأسرة بمحافظة السويس فاروقًا يفرق بين الظلم، والنور وبردًا وسلامًا على روح الأم، بإثبات زواج والدي الطفلة مما يتيح استخراج شهادة ميلاد لها والالتحاق بالمدرسة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة