عيد الأم
عيد الأم


أسرار فرعونية في «عيد الأم».. «ذبابة أحمس» لوالدته

شيرين الكردي- ريم الزاهد

الأربعاء، 21 مارس 2018 - 02:08 م

 

سبق القدماء المصريون منذ الآف الأعوام في الإحتفاء بالأم، فقد عثر على بردية تعود للدولة القديمة منذ حوالي خمسة آلاف عام يحتفل فيها بالأم، وقد اختار المصريون موعد الاحتفال بعيد الأم آخر شهور فيضان النيل عندما تكون الأرض الخصبة معدة لبذر البذور أي وقت خصوبة الطبيعة في مصر.

 

شهر «هاتـــور» في التقويم المصري القديم، هو تصحيف لاسم الإلهة «حاتحور» وهي ربة الجمال والأمومة، ومعنى حتحور «حت ـ حور» أي مرضعة حور، مرضعة الإله حور.

 

شبه المصريون القدماء الأم بنهر النيل الذي يهب الحياة والخصب والخير والنماء، وكان يتم الاحتفال بعيد الأم مع شروق الشمس التي يعتبرون نورها وآشعتها رسالة من إله السماء للمشاركة في تهنئتها.

 

وكان القدماء المصريين في ذلك اليوم يضعون للأم في غرفتها الهدايا والتماثيل المقدسة المعبرة عن الأمومة واعتبروا تمثال أيزيس التي تحمل ابنها حورس رمزا للأمومة ورمزا لعيد الأم فكانوا يضعونه في غرفة الأم ويحيطونه بالزهور والقرابين ويضعون حوله الهدايا المقدسة للأم في عيدها.

 

وقد وجد في كثير من مقابر الدولة الحديثة كثير من البرديات و الأوستراكا (كسر الفخار والحجر)التي حوت نماذج من النصوص للأم في عيدها، تعبر عن احترام الأم وتقديرها والاعتراف بأهمية دورها، فقد كانت لها منزلة عظيمة باعتبارها منبع الحياة ورمز الدفء و الحنان والتضحية من أجل الأسرة وأولادها.

 

من جانبه يروي د. مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة الآثار لـ «بوابة أخبار اليوم» بداية الاحتفال بعيد الأم عند أجدادنا الفراعنة قائلا: «بدأت عادة تكريم الأم في مصر القديمة منذ آلاف السنين مع بداية نسج الأساطير، حيث تخيل المصريون القدماء في أساطيرهم أن السماء تلد الشمس كل صباح، كما أن عددًا كبيرًا من آلهة المصريين القدماء كانوا من الأمهات مثل ايزه و نفتيس ونوت وحتحور وغيرهم، ولقب قدماء المصريين الأم بلقب «نبت بر» بمعنى ربة البيت».

 

وأضاف «شاكر» أنه كان للأم في مصر القديمة دور مؤثر وفعال في تكوين الأسرة والمجتمع المصري القديم عبر تاريخه الطويل.

 

ومن أجمل الأمثلة التي عبرت عن تقدير المصريين القدماء للأم ودورها في الحياة ما جاء في بردية الحكيم «آني» الذي عاش في القرن السادس عشر قبل الميلاد ينصح ابنه بقوله: «أطع أمك واحترمها، وضاعف الطعام الذي تخصصه لها، وتحملها كما تحملتك، فإن الإله هو الذي أعطاها لك، لقد حملتك في بطنها حملاً ثقيلاً ناءت بعبئه وحدها، دون مساعدة، وعندما ولدتكَ قامت على خدمتك بكل حنان، وأرضعتك ثلاث سنوات، وتحملت أذى قاذوراتك دون أنفة نفس، وعندما التحقتَ بالمدرسة كي تتعلم كانت تذهب إليك كل يوم بالطعام والشراب، فإن أنتَ كبرتَ وتزوجت واستقررتَ في دارك فتذكر أمك التي ولدتك وعملت على تربيتك بكل سبيل، لا تدعها تلومك وترفع كفها إلى الإله فيسمع شكواها».

 

وجاء نص الرسالة كالآتي: «الأم هبة الإله للأرض فقد اودع فيها الإله سر الوجود، أجلب الرضا لقلب أمك .. والشرف».

 

وقال الحكيم عنخ شاشانقى: «احترم أباك وأمك لكي تنحج مقاصدك في الحياة، إن الأم هي التي تلد ولكن الحياة هي التي تضع الأصدقاء في طريقنا».

 

وقال آخر: إن «دعاء الأبناء لا يصل إلى السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات لكل ما سبق جعل المصريون القدماء عيدا للأم كانت الأمهات في مصر القديمة
يتقربن إلى العديد من الآلهة والإلهات المسئولة عن حماية الأم وطفلها أثناء فترة الحمل والولادة، كالمعبودة ايزه ربة الأمومة والرضاعة، والإلهة حتحور ربة الحب، وكذلك المعبودة «تاورت» ربة الحمل والولادة، والمعبود بس رب البهجة والمرح، الذي كان في عقيدة القوم يبعد الشر عن الأم وطفلها من الأرواح الشريرة حتى الآن الأمهات فى صعيد مصر يتخوفن من المشاهرة عقب الولاده.

 

والمعبود «خنوم» رب الخلق الذي يشكل الجسد البشري على عجلة الفخار ويهب الوليد نسمة الحياة والمعبود آمون الذي كانوا يعتقدون أنه يذهب عن الأم الحامل آلام الوضع إذا نطقت باسمه في بردية للدولة القديمة تم اكتشافها في منطقة سقارة وجد فيها أن قدماء المصريين احتفلوا بعيد الأم وجاء في البردية: «اليوم عيدك يا أماه.. لقد دخلت أشعة الشمس من النافذة لتقبل جبينك، وتبارك يوم عيدك، واستيقظت طيور الحديقة مبكرة، لتغرد لك في عيدك وتفتحت زهور اللوتس المقدسة على سطح البحيرة لتحيتك».


وأوضح د. مجدي شاكر، أن الحضارة المصرية احتفظت بأسماء أمهات مثاليات واللائى لعبن دورا بارزا في التاريخ المصري في لحظة فاصلة من التاريخ المصري أبرزهم الملكة «اعح حتب» زوجة «سقنن رع» الذي استشهد في حربه ضد الهكسوس وأم كامس وأحمس التي أوصته ألا يعود إلا بالنصر وقامت ببث الروح المعنوية نفوس المصريين حتى حدث النصر فاهدها أحمس أرفع وسام عسكري وهو وسام الذبابة وهي أول امرأة تحصل عليه.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة