الكاتبة الصحفية مها نور
الكاتبة الصحفية مها نور


من رحم الألم.. ثورة «مها» في وجه السرطان

إسراء كارم

الأربعاء، 21 مارس 2018 - 03:04 م

في كل بيت حكاية، لا ترى ولا تخرج عن حدود جدرانه وأبوابه المغلقة، وفي داخل أحد هذه البيوت كانت تعيش مها نور، فاقدة الشعور بالحياة حبيسة استسلامها للضعف والفشل، حتى حدث ما لم تتوقعه لتصبح من أهم الشخصيات في مصر.

«نور» سطرت أولى كلمات قصتها بحديثها عن أنه «من رحم الألم يولد النجاح»، مؤكدة أن ما حدث معها بدل حياتها 180 درجة بشكل لم تكن تحلم به أو تتخيله على الإطلاق.

تعايشت «مها» بعض الآلام، والتي اعتقدت في البداية أنها طبيعية، ولكن عندما زاد الأمر إلى ما لا يحتمل ذهبت إلى الطبيب، لتكتشف أنها تعاني من سرطان الثدي، في نفس يوم مولدها، اختلطت مشاعرها بين الصبر والذهول؛ إلا أنها استعانت بـ«الصبر عند المصيبة».

دخلت مها نور إلى غرفتها، وتركت آلامها تتكلم قبل أن تنهمر دموعها متضرعة إلى الله تدعوه أن يغفر لها ما كان منها ويمهلها وقتًا لتحسين أي أخطاء حدثت منها بقصد أو بدون قصد، ثم مسحت وجهها لتبدأ من جديد.

همهمت في نفسها «منحني الله حياة جديدة.. سأعيشها بكل قوة»، بدأت علاجها فعليًا بالتزامن مع ثورة 25 يناير، تحلم بالوطن والشفاء وترك بصمة لا تنسى محاولة أن تكون رمزًا للصمود والحياة، لتفتح صفحة جديدة في حياتها.


عائلتي خالية من السرطان

خلال حديث مها نور لـ«بوابة أخبار اليوم»، قالت: «بداية مرضي نفسيًا وليس وراثيًا فأكثر ما نحتاج إليه هو الدعم النفسي».

لم يساعدها من حولها على إيقاظ قوتها، ولكن فعل المرض، آمنت وقتها فقط بأن لديها قوة تستطيع بها تخطي المستحيل، محاولة السيطرة على مخاوفها وتحدي المرض وإلهام كل من يعاني منه، مرددة «لا يكلف الله نفسًا إلى وسعها».

ومن فتاة لا قيمة لديها، إلى رئيس تحرير ورئيس قسم وإعلامية وصحفية لها صوت ورأي وفكر وهدف تسمو إليه، مستفيدة من المرض أن لا شيء يستطيع كسر الإنسان إلا بإرادته، نجحت مها في كسر كل الجمود الذي سيطر على حياتها.

ذراعي خط أحمر
ورغم كل أزمة تعيشها المحاربة «مها نور»، إلا أنها حولت كل أزمة إلى فكرة، ومن هنا كانت بداية مبادرتها «ذراعي خط أحمر»؛ حيث يعاني مريض سرطان الثدي من الرجال أو النساء بعد استئصال الغدد الموجودة تحت الإبط أثناء إجراء عملية استئصال الثدي أو جزء منه، من بعض المحظورات منها منع قياس ضغط الدم وأخذ الحقن في الذراع أو أن التعرض للجروح أو اللسع، أو ارتداء ملابس ضيقة أو إيشارب أو حمل شيء ثقيل.

وتصبح الذراع في حكم «الميت» وإن تعرضت لإحدى المحظورات يتحول الذراع إلى شيء أشبه بـ«رجل الفيل» ويسمى«ليمفيديما».

كادت «نور» أن تتعرض لكارثة عندما دخلت لغرفة العمليات بعد العملية ولم تسأل عن الذراع الذي تم استئصال الغدد منه، وكانوا سيضعون الإبرة فيه ولم يوقفهم سوى صرخاتها.
فكرت «نور» في تمييز الذراع حتى لا يتعرض مريض سرطان الثدي من أي أزمات فيما بعد، بوضع «إسورة» مميزة لا تنزع من اليد المصابة على أن تعمم في كل مناطق مصر، تحت شعار «ذراعي خط أحمر».

وبالفعل رحب الكثيرون بالمبادرة، كونها ستحمي الكثيرون وأشارت «نور» أن شكل الإسورة لم يتفق عليه بعد وأيضًا لم تقرر الجهة التي ستتعامل معها لتبني الحملة ونشرها، مؤكدة أن هدفها أن يصبح لها شيء بمثابة صدقة جارية في الدنيا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة