مدير وحدة طب الأجنة بالقصر العيني، كلية الطب، جامعة القاهرة
مدير وحدة طب الأجنة بالقصر العيني، كلية الطب، جامعة القاهرة


طرح مستحضر غذائي جديد يحد من تشوهات الأجنة

حاتم حسني

الأربعاء، 21 مارس 2018 - 05:40 م

عقدت إحدى شركات الدواء العالمية مؤتمر صحفي تحت شعار"ابتدي صح" للإعلان عن إطلاق منتج "إيليفيت"، الذي يحتوي على توليفة من حمض الفوليك والفيتامينات والمعادن والعناصر التي تدعم صحة الجنين في المراحل الأولى للحمل.

صرح أستاذ طب النساء والتوليد، ومدير وحدة طب الأجنة بالقصر العيني، كلية الطب، جامعة القاهرة د. محمد ممتاز: "تكشف البيانات المقدمة عالميا أن ٣.٣ مليون طفل على الأقل تحت سن خمسة أعوام يلقون حتفهم سنويًا بسبب عيوب خلقية، أما الأطفال الذين يحالفهم الحظ ويبقون على قيد الحياة، فحوالي ٣.٢ منهم قد يعانون من العجز الدائم".

تابع د. محمد ممتاز: "تنقسم أسباب التشوهات الخلقية إلى أربع فئات؛ وراثية، وبيئية، ومتعددة العوامل، وغير معروفة، كما يُعتقد أن معظم التشوهات الخلقية مرتبطة بوراثة متعددة العوامل تنتج عن تفاعلات بين الجينات والعوامل البيئية التي قد تكون غير معروفة في أغلب الأحيان".

أضاف د. محمد ممتاز إن نقص المعادن والفيتامينات من الممكن أن يسبب تشوهات خلقية، والتي تصفها منظمة الصحة العالمية بعيوب تكوين "مورفولوجي" أو عيوب وظيفية أو كيميائية حيوية أو جزيئية قد تحدث للجنين من بداية الحمل حتى الولادة، سواء تم اكتشافها أثناء الحمل أم لا.

ومن جانبها قالت المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة Envision واستشاري التغذية بمركز صحة المرأة د. شريفة أبو الفتوح: "طبقًا لتقرير نشرته Cochrane - وهي شبكة عالمية مستقلة من الباحثين وأخصائيين الرعاية الصحية-أن استخدام المكملات التي تتضمن عناصر غذائية متعددة دقيقة تحتوي على الحديد وحمض الفوليك، أثناء فترة الحمل، يعمل على تحسين نتائج الحمل إلى حد كبير، حيث تعاني الكثير من السيدات من نقص العناصر الغذائية الأساسية والدقيقة التي تعد عاملاً ضروريًا للحصول على صحة جيدة للطفل".

وأوضحت: "لقد قيّم التقرير تأثير المكملات التي تتضمن عناصر غذائية متعددة دقيقة، بمشاركة أكثر من ١٣٧ ألف سيدة حامل، وأكد أن العناصر الغذائية المتعددة الدقيقة التي تحتوي على مكملات الحديد وحمض الفوليك، مقارنةً بمكملات الحديد بدون حمض الفوليك، سجلت خفضًا بنسبة 12% فيما يتعلق بمخاطر انخفاض وزن المولود، وبنسبة ١٠% في مخاطر صغر حجم الجنين بالنسبة لعمر الحمل، وبنسبة ٩%في مخاطر وفاة الأجنة".

وأضافت د. شريفة أبو الفتوح: "يزداد الاحتياج لهذه العناصر الغذائية بمعدلات تصل إلى ١٥٠% خلال فترة الحمل، وجدير بالذكر أن في العموم السيدات أكثر عرضة من الرجال لنقص العناصر الغذائية، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا في صحتهن وصحة أطفالهن".

وأكد أستاذ طب النساء والتوليد بكلية الطب، جامعة عين شمس د. شريف الغيطاني: "تشير بعض التقديرات أن نسبة تصل إلى ١٥% من كافة وفيات الرضع في مصر قد تكون مرتبطة بعيوب خلقية"، موضحًا: "يمكن الوقاية من عدة عيوب خلقية، وسيسهم هذا المنتج الجديد في الوقاية من إحدى مجموعات التشوهات الخلقية المعروفة على نطاق واسع على مستوى العالم - عيوب الأنبوب العصبي (NTDs) - التي يعتقد بأن سببها الرئيسي هو نقص حمض الفوليك خلال فترة الإخصاب، وجاء في تقييم بعض الدراسات أن ٤.٢٦ من كل أف طفل مولود حيًا في مصر يولدون بعيوب في الأنبوب العصبي".

وقال د. محمد ممتاز: "تعد العيوب الخلقية أمراضًا معقدة نتيجة عدة عوامل قد تعمل معًا في نفس الوقت لتسبب هذه الأمراض، وقد يكون لتفاعلات العناصر الغذائية والبيئية والوراثية دورًا هامًا في خطورة الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي". مشيرًا: "تعد الأربعة أسابيع الأولى للحمل هامة جدًا، فهي الفترة الحرجة لمقويات/مكملات حمض الفوليك والوقاية من عيوب الأنبوب العصبي".

ونوهت أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة د. أميمة إدريس: "أجريت العديد من التجارب، بما يشمل تجربة مزدوجة التعمية التي تم فيها استخدام العلاج الوهمي واستمرت لمدة ٦ سنوات، بمشاركة ٥٤٥٣ سيدة حامل، وأكدت تلك التجارب فوائد عقار إيليفي،. وتم تجميع بيانات من تجربتين تداخلتين تم إجراؤهما في المجر، بمشاركة ١٠,٩٧٤ سيدة حامل، وكشفت هذه البيانات أن التكميل الغذائي باستخدام عقار إيليفت نجح في الحد من إصابة الأجنة بعيوب الأنبوب العصبي بنسبة ٩٢%، مقارنة بأقراص الفولات الأخرى التي سجلت ٧٠% فقط، وقد استطاع إيفيليت خفض معدل إصابة الأجنة بتشوهات القلب بنسبة ٥٨% والتضيق البوابـي الخلقي بنسبة ٧٦% وعيوب انسداد المجرى البولي بنسبة ٧٩%".

واختتمت د. أميمه إدريس حديثها بالتأكيد على أن إعطاء السيدات الحامل مكملات الحديد والفولات والفيتامينات المتعددة الأخرى المطلوبة خلال فترة الإخصاب، ومنح الأمهات راحة البال باستخدام حبة واحدة تحتوي على كافة احتياجاتهن اليومية، من الممكن أن يحسن التزام المرضى بالأنظمة العلاجية. ولذلك، يعد تحديد الجرعة أمرًا هامًا، فقد ثبت أن كل جرعة دواء إضافية يصحبها انخفاض في معدل الالتزام بالعلاج بنسبة ١٠%.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة